عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

جعل الله لعباده مواسم للطاعات، وفرصاً للتزود من الخيرات، يرتقون بها أعلى الدرجات، يكثرون فيها من الأعمال الصالحة، ويتنافسون فيها فيما بينهم ليتقربوا إلى ربهم بالعمل الصالح، يفرح بها المؤمنون ويتسابق فيها الصالحون، ومن هذه المواسم شهر التوبة والغفران، شهر التجارة الرابحة، والأجور المضاعفة، شهر رمضان الذى تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النيران، لعل أن تصيبنا نفحة فلا نشقى بعدها أبداً، ولقد حثنا النبى (صلى الله عليه وسلم) على اغتنام هذه النفحات فى مواسم الطاعات حيث قال: «افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم» (أخرجه الطبرانى، وحسنه الألبانى) أى: افعلوا الخير فى عمركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله فى مواسم الخيرات وأزمنة البركات التى يصيب الله بها من يشاء من عباده.

ويحتاج المسلم إلى تهيئة نفسية وبدنية حتى يدخل شهر رمضان وهو فى أعلى درجات الجاهزية للصيام والقيام، فعليه أولاً بالتوبة الصادقة من كل ذنب، لأن الذنوب والمعاصى من أعظم أسباب حرمان العبد من الخير والإقبال على الله تعالى؛ فقد جاء رجل إلى الحسن البصرى رحمه الله فقال يا أبا سعيد إنى احضر طهورى واستعد لقيام الليل فلا أستطيع فما السبب؟ قال «قيدتك ذنوبك»؛ فيشرع باستقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة إلى الله من الذنوب والخطايا، ورد المظالم إلى أهلها؛ فإن كانت المعصية بين العبد وربه ولا تتعلق بحق آدمى فيكون للتوبة ثلاثة شروط: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إلى الذنب أبداً، وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمى فيضاف شرط رابع لهذه الشروط الثلاثة، وهو أن يبرأ من حق صاحبها، برد المظالم إلى أهلها، والله أشد فرحاً بتوبة عبده؛ فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاةٍ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرةً فاضطجع فى ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدى وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح» (رواه مسلم).

يحتاج المسلم إلى أن يزيل غبار المعاصى المتراكم، والوهن الذى أو هى القلوب والأفكار، فيعيد نور الفطرة إلى القلب المظلم، ويغذى الروح بمياه النقاء، ويكسو الجوارح بلباس التقوى، ويعطر كيانه بعبير التوبة والمغفرة، فيسلم من الضلالات؛ كما فى الأثر «ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة»، وباب التوبة مفتوح أمام العبد، يقول الله تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون} (النور:31)؛ فإنه وقت ترق فيه القلوب للتوبة، ويقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً} (التحريم: 8)، ويتأكد أمر التوبة فى الأزمان الفاضلة كشهر رمضان؛ لشرفها وعظم أجر الأعمال الصالحة فيها، فعلى الإنسان أن يجدد العهد مع الله تعالى بتوبه صادقة، وعلينا جميعاً أن نعلم أن باب التوبة مفتوح وأن الله تعالى لايقنط أحداً من رحمته مهما كان ذنبه أومعصيته قال تعالى: {قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} (الزمر: 53). تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.