رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

 

 

ملحمة جديدة سطرها تاريخ مصرنا الحبيبة بعدما تمكن أبطال ورجال هيئة قناة السويس، من تعويم السفينة الجانحة «إيفر جيفن»، ورغم ما تداوله الخبراء فى جميع أنحاء العالم عن صعوبة الموقف وأن الأمر يحتاج إلى أسابيع من أجل تعويم السفينة وهو ما يهدد الاقتصاد العالمى، إلا أن رجال مصر الذين لا يعرفون المستحيل كان لهم رأى آخر.

الجهود التى قامت بها الدولة المصرية بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى ظل مُهتمًا ومهموما بكل صغيرة وكبيرة فى تفاصيل الواقعة التى شغلت العالم وظل حديث وكالات الأنباء العالمية طوال أيام الأزمة، كان يتواصل مع الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، على مدار اليوم حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، وكذلك الجهود التى بذلتها الأجهزة المعنية فى تلك المهمة الشاقة وسواعد أبناء الهيئة الذين لم تغمض أعينهم حتى إنجاز المهمة التى تعاهدوا على إنجازها فى أسرع وقت، كل هذا حقق ملحمة تاريخية فى 144 ساعة فقط، بتعويم السفينة «Ever Given» الجانحة دون أن تمس أو دون تنزيل حمولتها فى سابقة تعد الأولى فى تاريخ الإنقاذ البحرى فى العالم أجمع.

ما حدث فى قناة السويس على مدار الأيام الماضية، أكد للعالم أجمع معدن مصر الأصيل وشخصيتها الأبية وأصالة ووطنية أبنائها، بالإضافة إلى مدى التطور والمهارة التى يتميز بها أبناء هيئة قناة السويس، وأن الأمور تجرى هناك وفقًا لحسابات فى غاية الدقة، وهو ما ساعد فى إنجاز تلك المهمة فى هذا الوقت القياسى.

حقا يا لها من مسئولية كبيرة وقوة ما بعدها قوة جعلت الجميع يسأل «ما القدرة التى يمتلكها العاملون بهيئة قناة السويس، لكى يقوموا بإنجاز تلك المهمة الصعبة رغم الضغوط التى كانت تحيط بيهم؟ ولنا أن نتخيل مجموعة عمل تبذل الجهد الأكبر وسط أنظار جميع دول العالم، متسائلة: ماذا ستفعل مصر لحل أزمة السفينة الجانحة؟ فضلا عن الأخبار التى تداولتها الوكالات الأجنبية بقرار أكثر من شركة ملاحة كبيرة فى العالم بتوجيه مراكبهم باتباع طريق رأس الرجاء الصالح، لتوقعهم بأن القناة سوف تتعطل لأسابيع طويلة» حقًا يا لكم من ابطال.

تقدير الرئيس السيسى لقيمة الحدث والعمل الكبير الذى قام به العاملون بهيئة قناة السويس، جعله يتوجه بنفسه ليشكرهم وهو أقل تقدير لجهودهم، ويختار أذكى توقيت وأفضل مكان يعبر فيه عن شيء من قوة هذا البلد، وعن الخطوط الحمراء التى لا يمكن وغير مسموح تجاوزها فى إشارة لموقف مصر من قضية المياه، وذلك لأنها مصر الكبيرة العظيمة.

بعيدًا عن الإنجازات التى تحققت من وراء تعويم السفينة بقناة السويس، إلا أن تلك الملحمة أثبتت مدى تعطش المصريين لفرحة حقيقية، وهو ما شاهده الجميع فى الوجوه المبتسمة، وحالة التوافق والسعادة المتواجدة على مواقع التواصل الاجتماعى، ولأول مرة اجتمع الشعب المصرى على حدث ليس رياضيا، ودون الاعتبار لأية انتماءات سياسية، لتصبح ملحمة السفينة الجانحة فى السويس، ملحمة جمعّت الشعب المصرى، على قلب رجل واحد، مهمومين بقضية وطنية واحدة، ليرفع الجميع شعارا واحدا هو «تحيا مصر».

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد