رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بهدوء

 

 

من الأمانة أن نملك الشجاعة فى أن نقول الحق، وأن تتراجع النفس عن هواها، وأن نتحدث بموضوعية، فنقول كان يأتى الشتاء فيما مضى، ونرى مشهد الأمطار متراكما فى الشوارع، وترتفع الصور فى الفيس لتقرع السلطة، وتحملها المسئولية، والتقاعس عن عملها، وتتطلع قنوات الخراب لتشعل مشاعر الناس، فقد جاء هذا الشتاء ونزلت الأمطار غزيرة على شوارع الإسكندرية، ولم يحدث ما كان يحدث فى الأعوام الماضية، لم يخرج أحد ليشيد بما فعلته السلطة فى مصر من تحسين مستوى الشوارع فى المدن والعواصم، ومازال العمل الجاد فى شوارع المدن مستمرًا، والموضوعية هنا تقتضى أن نشكر السلطة على ما قامت به، ومازالت تقوم حتى لو كان ذلك من حق الشعب تجاه أداء السلطة، ولكن السلطة بشر مثلنا ترضيهم الكلمة وتسعدهم، ويرضيها رضا الناس، ومن العماء أن نغض الطرف عن حجم الإنجازات فى الدولة المصرية الذى قامت وتقوم به السلطة كل يوم، وأن نشيد بذلك حتى لو كانت قوانا متعبة من اجراءات الإصلاح الاقتصادي، إلا أننا ينبغى أن نقول للسلطة فى الدولة المصرية شكرا لكم على كل الجهود العظيمة التى نراها كل يوم.

وكنت فى السابق عاجزًا عن تفسير قيام القيادة السياسية بشراء صفقات سلاح كثيرة، ولم يكن وعيى يصل إلى المقدرة على إجابة عن هذه الممارسة، حتى تداعت الأحداث فى ليبيا، وظهرت المطامع العالمية التركية وغيرها فى ليبيا بوابة مصر الغربية، ثم الصراع على غاز المتوسط، ثم محاولة تركيع مصر من خلال تعطيشها عبر سد النهضة وتداعياته على مصر، هنا كان إدراك السلطة بأهمية تعزيز قوة جيش مصر، ولنقر الآن للقيادة والسلطة بعمق إدراكها لحجم المسئولية فى أهمية تعزيز قوة الجيش المصرى بأحدث الأسلحة، ونحمد لها الآن فعلها، ونبرر ذلك بأن من يقود يعرف حجم المخاطر التى تعيشها مصر بصورة أفضل من المعارضين على طوال الخط، والذين ينتقدون كل شيء سلبى، ولا يرون الايجابيات فى كل مكان.

وإذا كانت الأمانة والموضوعية والضمير تفرض علينا الإقرار بإنجازات السلطة على كافة المستويات ومختلف المجالات فإن مقتضى الموضوعية أن نقول للسلطة والقيادة المصرية إنه قد مر عليكم ثماني سنوات صعبة فى الحكم عاشت فيها السلطة فى مرحلة الاشتباه تحت ضغط الظروف، وكانت توسع دائرة الاشتباه، فيصبح الاشتراكى الثورى إخوانيا، والليبرالى إخوانيا، والمعارض الحر خائنا وللأسف أن هذه الممارسات وسعت دوائر المعارضة المكتومة ضد السلطة، وبدلا من أن يكون الفصيل الهدام الذى يريد الخراب للوطن هو وحده عدو السلطة والدولة زادت عداوات السلطة.

ومن الواجب أن نشير إلى أن استمرار هذا الأمر سوف يشوه حجم انجاز السلطة، وستواجه السلطة فى الخارج بما يحرجها دوما وباستمرار. نحن فى حاجة إلى ترشيد حالة الاستثناء، وترشيد تجاوز القانون إلا مع الإرهابيين وأعداء الوطن، لأننا فى لحظة تاريخية فارقة نحتاج فيها للاندماج بين السلطة والشعب بكل الفصائل الوطنية– باستثناء الذين يريدون هدم الدولة على رؤوسنا- فهذه اللحظة هى لحظة الملء الثانى لسد النهضة، نحتاج إلى أن نصطف خلف القيادة والسلطة، وأن نكون لحمة واحدة، من أجل الحفاظ على مصر الدولة والوطن والتاريخ والحضارة من تهديد وجودى.

وإذا كنا بالأمس ننظر إلى خيار الحرب على أنه خيار بعيد، فإن ما يحدث الآن يؤكد أن خيار الحرب بات خيارًا قريبًا، وفى ظل هذه الأجواء المخيمة على الوطن لابد من مزيد من وحدة اللحمة الوطنية وقوتها، وأن السلطة والشعب يحددان عدوهما الداخلى والخارجي، وأن نبنى مزيدا من جسور الثقة بين السلطة والشعب، وأن التغيير فى أداء السلطة لصالح الوطن فى ترشيد الاشتباه هو أمر يعزز أداء السلطة وصورتها ويكسبها قوة، وذلك من أجل مزيد من حشد الشعب خلفها فى فترة عصيبة، ودومًا يردد الرئيس بأن لا يخشى مواجهة أى مخاطر خارجية، ولكنه يخشى علينا من أنفسنا فى الداخل، فهل تساعده السلطة على تقوية اللحمة الوطنية؟