رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

جلست ليلة أمس مع ابنتى الوحيدة «نورين»، لكى أساعدها فى مذاكرة المادة الوحيدة التى أخذت قرارًا بأن أساعدها فيها منذ بداية دخولها المدرسة، ألا وهى مادة «الجغرافيا»، وذلك لعدة أسباب ربما كان أهمهما: أن أرسى لها قواعد عامة للمذاكرة مع تدريبها أيضًا على فكرة الاعتماد على نفسها فى تحصيل باقى الدروس- وهو أمر أرى أنه مهم جدًا لبناء جوانب الاستقلال فى شخصية أولادنا- كما أنه يتماشى كذلك مع ظروف ضيق الوقت بالنسبة لى، والسبب الآخر هو عشقى الكبير لتفاصيل تلك المادة التى تبحر بك وأنت جالس فى مكانك عبر الكرة الأرضية وخرائطها من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب فتفتح لك نوافذ ممتعة النظر على العالم من حولك.

وقد كان درس أمس عن «بحيرة البردويل»، وقد أوردت عنها وزارة التربية والتعليم بعض المعلومات الأساسية العامة والمهمة التى يجب أن يعرفها جيدًا من هم فى مثل هذه السن، وبعد ساعة تقريبًا انتهينا قبل قيامنا إلى أن «نورين» باتت تعرف الآن أن: بحيرة البردويل تقع فى شمال سيناء، وأنها ثانية أكبر البحيرات المصرية، حيث تبلغ مساحتها ‏165‏ ألف فدان، كما أنها تعد أيضًا من أنقى البحيرات فى العالم، ويبلغ طولها نحو 133 كيلو مترًا، وتتصل بالبحر من خلال بوغاز (فتحه) وأخيرًا، إنها تعد من أحد أهم مصادر الثروة السمكية فى مصر، حيث يصل متوسط إنتاجها لـ‏2600‏ طن فى السنة.

ونوهت لـ«نورين» أننى سوف أحدثها فى المرة القادمة بإذن الله عن بعض مما يتم تنفيذه حاليًا من مخطط شامل لتنمية «بحيرة البردويل».

 وربما سيرى البعض أن ما أفعله مع ابنتى إنما هو أمر ثانوى أو ترفيهى، ولكنى لدى قناعة تامة بأنه أصبح من الأهمية أن يعرف أولادنا بمقدار يتماشى مع أعمارهم وقدرتهم على الاستيعاب ما يتم تنفيذه على أرض الواقع من مشروعات قومية كبيرة ومهمة تنفذ الآن على أرض الواقع برعاية القيادة السياسية الحالية للبلاد، وخصوصًا فى ظل ما نعانيه من تركة ثقيلة جدًا وتحديات كبيرة جدًا أيضًا، حتى نؤهل النشء الصغير أن يكبر على مبادئ ستصب فى مصلحته أولًا ومصلحة وطنه ثانيًا مستقبليًا– وهو ليس موضوعنا اليوم ولكن على وعد بأن أتناول فى هذه المساحة فى مقال مستقل أهمية تربية هذا الجيل الصاعد على مبادئ معرفة كل ما يتعلق بوطنهم بشكل جيد جدًا كأرضية لغرس الروح الوطنية فيهم منذ الصغر لأن تلك النقطة مهمة للغاية، ولكن الأهم منها هو زرع تلك الروح الوطنية بنوع من الوعى وبما يتماشى أيضًا مع روح الوقت الذى نعيش فيه.

ولعله قد تصادف قبل جلوسى مع نورين فى هذه الجلسة للمذاكرة، أننى كنت أتحدث مع أحد القيادات العاملة فى هذا الملف، خاصة فيما يتعلق بمتابعة تنفيذ المخطط الشامل لتنمية «بحيرة البردويل» فى إطار ما وجه به السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عدة أشهر بضرورة الربط والتكامل ما بين مشروع تنمية «بحيرة البردويل» والاستراتيجية العامة لتنمية سيناء، وهو ما حمسنى اليوم لكى أكتب عن هذا المشروع القومى التنموى الذى كذلك يرتبط بالأمن القومى المصرى بشكل وثيق فى منطقة سيناء... وهو ما سنستكمل حديثنا عنه فى الأسبوع المقبل بإذن الله.