رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاثنين الماضى، كان يوافق عيد الشرطة الذى كان فى يوم 25 يناير سنة 1952، كما يصادف أيضاً ثورة الشباب فى 25 يناير سنة 2011. الاحتفال الأول ببطولة رجال الشرطة البواسل، والثانى فى محاولة للخلاص من عهد دام لأكثر من ثلاثين عامًا.

لا أدرى، هل ثورة 25 يناير هى المقصودة بالاحتفالات التى تمت فى الأيام الأخيرة الماضية، أم ثورة الشباب فى 25 يناير سنة 2011، هى المقصودة أم الاثنان معًا. والواقع أننى لم ألحظ أى إشارة فى الاحتفالات إلى ثورة الشباب فى 25 يناير. وعلى كل حال، فكلا الحادثتين شرف للشرطة المصرية وللمصريين عامة، وثورة الشباب هى بداية عهد جديد ولولا أن استولى على ثورة الشباب إخوان الشياطين لكنا منذ 2011 فى عهد مبشر بما نحن فيه الآن.

عيد الشرطة هو عيد الكرامة والشهامة والرجولة والوطنية الحقة. الذى حدث أن القوات البريطانية، فى صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة «اللواء أكسهام» ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس «الشرطة» المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو مبنى المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها. وتنسحب إلى القاهرة، الأمر الذى رفضته المحافظة وأبلغت موقفها إلى وزير الداخلية -آنذاك- «فؤاد سراج الدين باشا» الذى أقرها على هذا الموقف الشجاع، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وأمام هذا الرد القاطع جن جنون القائد البريطانى لمدن القناة، وقام بمحاصرة مبنى المحافظة، كما وجه قواته لمحاصرة قسم بوليس الإسماعيلية، ثم أرسل إلى مأمور القسم إنذارًا يطلب فيه تسليم الأسلحة، ونتيجة لرفض مأمور القسم هو وجنوده هذا الإنذار، قامت القوات البريطانية بتوجيه نيرانها إلى مبنى المحافظة وقسم الإسماعيلية بشكل مركز وبشع دون توقف لمدة زادت على الساعة الكاملة، رغم أن قوات البوليس لم تكن مسلحة بشيء سوى البنادق العادية القديمة، وقد أسفرت هذه المعركة غير المتكافئة عن مقتل 56 شرطيًا مصريًا، وجرح 73 من رجال مصر الأبرار.

ونظرًا للبسالة التى أظهرها رجال الشرطة فى مواجهة المستعمر البريطانى المدجج بالأسلحة والمعدات الثقيلة، لم يستطع الجنرال «إرسكين» أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال-آنذاك- لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ومن واجبنا احترامهم جميعًا، وقامت فصيلة من الجنود البريطانية بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومروا من أمامهم تكريمًا وتقديرًا لشجاعتهم. وتم إقرار هذ اليوم إجازة رسمية لأول مرة بقرار من الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك واعتبار هذا اليوم إجازة رسمية تقديرًا لجهود رجال الشرطة المصرية فى حفظ الأمن والأمان واستقرار الوطن.

نأتى إلى ثورة الشباب فى 25 يناير سنة 2011، هذه الثورة بدأها مجموعة من الشباب المصرى، ولكن حتى يومنا هذا لم يتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فهناك من يقول إن ما حدث فى 25 يناير 2011 كان مؤامرة اتفقت عليها إنجلترا وأمريكا مع عملائهما من الشباب، لكى يبدأوا التحرك وبعدها يفسحون الطريق لإخوان الشياطين حتى توغلوا فى صفوف الشعب ويجذبوا الأنظار لهم، أما الرأى الآخر فيقول إن هذا الحراك كان ثورة شعب حقيقية، على العهد القائم فى ذلك الوقت، الذى لا يقدم شيئًا للشعب المصرى ولا للدولة المصرية، بل كان همه -آنذاك- المكوث على مقعد الحكم حتى يورثه لأبنائه وأحفاده، دون نظر للشعب أو تحسين أوضاعهم ورفع المعاناة عنه.

فى تقديرى، أن الاحتفالات التى جرت هذه الأيام بداية من يوم الاثنين الماضى والأيام التالية، المفروض أن تكون مقصورة على الاحتفال بأبطالنا من رجال الشرطة فقط، دون نظر لحراك الشباب فى يناير 2011، فمازالت الشبهات حول هذا الحراك كثيرة، خاصة وأننا نشاهد أغلب الشباب الذين شاركوا فى هذا الحراك موجودين فى أمريكا حتى يومنا هذا، وبالتالى، فإن الشك كبير فى أن ما حدث فى يناير 2011 كان مؤامرة وليست ثورة حقيقية.

إننى أتصور لو أن ثورة الشباب فى 25 يناير 2011 كانت ثورة وطنية حقيقية، ترتب عليها انتقال السلطة إلى الحكم الحالى، فماذا ستكون عليه مصر الآن؟ بعد كل الإصلاحات التى قام بها الرئيس السيسى منذ أن تولى الحكم، التى لا أول لها ولا آخر، سواء المساكن أم الطرق أم الكهرباء أم المياه أم استزراع الصحراء، فهذه الإنجازات العظيمة تعتبر وبحق الخطوة الأولى على طريق الرقى والتقدم لكى تصبح مصر أم الدنيا كما نتمناها جميعًا.

وتحيا مصر.