رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 نواصل الحديث عن الشاعر الكبير الدكتور "أبو همام" الذى تحدث عن قضية النشر وهل عالجتها وزارة الثقافة فقال : أطالب بالغاء وزارة الثقافة فلا ينبغي أن يكون للمثقفين وزير سياسي وإنما ينبغي أن يكون مثقفاً، ويمكن الاكتفاء بمؤسسة ثقافية مثل المجلس الأعلي للثقافة.

 و عن مستقبل الثقافة بعد ثورة يناير قال: نحن نأمل أن يكون المثقفون في الطليعة ويخرج من الحياة الثقافية من يتعامل معها كأنها وظيفة وليست هماً ثقافياً ، ولكن لا ننكر حق بعض المثقفين الحقيقيين الذين تحدوا الضغوط التي كانت تفرض عليهم وعبروا عن آرائهم بكل شجاعة وجرأة، وينبغي كذلك أن تكون الصدارة للمبدعين الحقيقيين في كل المجالات، فأنا شخصياً بحكم خبرتي ومعاشرتي للأدباء أعرف الكثير منهم خاصة من الأقاليم يكتبون شعراً وقصة ومستواهم الفني أكثر من رائع، ولكن أين الفرصة الحقيقية التي لو أتيحت لهم لكانوا في واجهة المثقفين.

 وعن المشهد الثقافي قال: المشهد الثقافي في حالة مخاض، والمثقفون الحقيقيون مطالبون الآن بالعمل معاً علي إعادة وجه الثقافة المشرق، والتخلص من الذيول الثقافية التي مازالت تسيطر علي كثير من المجالات الثقافية حتي الآن.

  وعن العلاقة الجدلية بين المثقف والسلطة وكيف يراها قال:  العلاقة الجدلية بين المثقف والسلطة طبيعية جداً، لأن المثقف بطبيعته جدل ويجادل في كل شيء، ويجادل نفسه قبل الآخرين، والإبداع دائماً مخالف للواقع والمألوف ومتمرد عليه، لأن المبدع يرفض الواقع ويحاول أن يخلق واقعاً جديداً مختلفاً، وهو كذلك ثائر وأول ما يثور عليه نفسه، وهذا ما يفعله مع أي نظام سياسي ولذلك تستمر الجدلية.

وعن وزارة الثقافة المتخمة بالهيئات المختلفة التي ربما تقدم نفس الخدمة الثقافية كيف يري ذلك؟ قال: ألمح هذا التناقض الذي نتج عن غياب التنسيق بين هذه الهيئات وإن كنت أستثني منها المجلس الأعلي للثقافة لأنه يقوم علي لجان معينة متخصصة في مختلف مجالات الثقافة ويكون أعضاؤها متخصصون، بالإضافة إلي الندوات والمهرجانات التي تقدم خدمة ثقافية جيدة.

  وعن قضية النشر و هل عالجتها وزارة الثقافة قال: - أولاً أنا ضد أن تقوم الدولة بنشر كل شيء، وللأسف معظم هيئات وزارة الثقافة تفتقد التسويق الجيد فمثلاً المجلس الأعلي للثقافة ينشر إنتاجه في المبني فقط وكأنها نشرات سرية لا يعلم عنها أحد، وأنا شخصياً عانيت من هذه المشكلة، كما أن الهيئات الحكومية تنشر أعداداً بسيطة جداً من الكتب وأحياناً تذهب إلي المخازن مباشرة.

وعن وعكة صحية خطيرة تعرض لها قال: هذه محنه لم أمر بمثلها من قبل، فبعد اجراء فحوصات طبيه فوجئت بان عندي تليف كبدي عولجت منه بالعقاقير لكن الأطباء قالوا انني لن أعيش أكثر من شهرين,  وقرر الأطباء عمليه زرع كبد، وكانت هناك عقبات لا حد لها واجري العمليه خبير صيني اسمه “يوموتو” وتشاءمت من هذا الخبير لكنه ذكرني بالشاعر العربي القديم "يموت بن المزرع" وبمستشفي المنيل التخصصي وبعد العمليه التي استغرقت 16 ساعه يقول: كانت الألام لا توصف لكن تعاش.

 كانت ثلث قصائده فى الغزل الخالص, ثم تخلل هذا الغزل كثيرا من القصائد, كما انتشر (معجم الغزل) فى ديوانه على نحو يمكن القول إنه لا تخلو قصيدة من هذا المعجم, وفى مقدمة مفردات الغزل مفردة (القلب) التى ترددت فى الديوان مائة وثلاثين مرة بمعدل مفردة لكل قصيدة تقريبا, وبرغم سيطرة معجم الغزل, كان لمعجم الموت حضوره اللافت من مثل (الرثاء الموت الانتحار الرحيل ِالحمام الختام اللحد المنون القبر) بل يبدو أنه عقد صداقة مع الموت فى مرضه المتواصل, وله فى هذا السياق قصيدة بعنوان: "مثانى العناية المركّزة" أملاها على زوجته فى غرفة الإنعاش يقول فيها:

غازلنى الموت وغازلتــــــــه..... والوجه منا عابس باسر هل لك فى الراحة يا صاحبى..... إن كلينا هابط عاثــــــر ويقول في احد حواراته: اعتقد انني وفيت برسالتي الشعريه ولا ازال اثابر عليها وحين تعترض الكتابه النقديه والترجمه علي الشعر افضل ان اكون مع القصيده حين تأتي.

وفي السادس عشر من ديسمبر عام 2015 طوى الزمان صفحة من صفحات الأدب، وغاب عن ضوء الشمس هامة ناطحت السحاب بعلمها وفاقت الثريا بفضلها، غاب صاحب الشعر الرصين والصوت الجميل والفكاهة الظريفة, توفي الشاعر الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم الشهير بأبو همام، عن عمر 69 عاما في مستشفى المنيل التخصصي بجزيرة الروضة، في القاهرة، ودفن فى بلدته بمحافظة المنوفية.

[email protected]