عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

أجمل ما فى دنياى هم الناس وهوايتى المفضلة فى هذه الدنيا أن أعرف الناس أن أعرفهم من الداخل ومن الخارج وفى حياتى عرفت أقواما طوالا عراضا من خارجهم وصغارا متضائلين من داخلهم.

عاشرت المئات من زملائى رجال القضاء، وعاشرت الألوف من البشر كنت أعامل الذين يكرهوننى كأنهم مرضى وكنت أدعو لهم بالشفاء وكنت أعذر الفاشل الذى كان يحقد على الناجح وكنت أعذر الضعيف الذى يكره القوى وكنت أجد مبررا للفئران عندما تمقت السباع. وعاشرت العظماء وعاشرت الصعاليك، عرفت صعاليك لهم طباع العظماء وعرفت عظماء لهم أخلاق الصعاليك.

واكتشفت أن بعض الناس فى داخلهم يختلفون كثيرا عما فى خارجهم يرتدون بدل كونكريت وقمصان اللينوه السويسرى ورباط أعناقهم من الحرير الإيطالى وجلودهم محفور عليها الحقد والحسد والرغبة فى الانتقام.

ورأيت فى جيرانى نبلا وإيمانا وصمودا وشجاعة وجرأة ومروءة لم أر مثلها مع أعظم العظماء، رأيت الناس الطيبين الذين يقفون معك فى الشدة ويسندونك فى المحنة ويعطفون عليك فى الازمة، تنشق الأرض فتجدهم حولك لا تعرف من أين جاءوا ولا من أرسلهم لم تعرفهم من قبل ولم تسمع بهم.

إنهم صغار فى مراكزهم لكنهم كبار فى صمودهم، لا يحملون سياطا يضربون بها ولا سيوفا يحاربون بها ولا مدافع يطلقونها لكنهم يحملون قلوبا كالقلاع لا تسقط أبدا ولهم ألسنة حادة كالسيوف يقطعون بها رؤوس الظلمة واللصوص.

نعم رأيت أبطالا وعباقرة وعمالقة وكتابا وادباء وشعراء وجدتهم أشبه بالجبال الشامخة وصعدت إلى قمم كل منهم فوجدت من وصلوا إليها بكدهم وعرقهم وجهدهم وإيمانهم ووجدت من وصل اليها بالطبول والزمور والهتافات.

وعرفت أناسا دخلوا المجد من الباب الرئيسى وعرفت أناسا صعدوا فجأة لم يصعدوا درجات السلم المليئة بالصاعدين والنازلين، لم يقدم للمجد سببا، ولم يشق ويتعب، إنما هو عرف سلم الخدم، الذى يصعد منه الطباخون والسفرجية واللصوص والشحاذون.. ارقبوا سلم الخدم فما أكثر الصاعدين منه إلى فوق!