رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

منذ سنة تقريباً تفرغت تماماً لمطالعة كافة الصحف والمجلات الصادرة فى فترة رئاسة الزعيم الوطنى سعد زغلول لمجلس الوزراء، وكنت أدون كافة الأحداث التى نشرتها هذه الصحف فى تلك الفترة.

وأثناء تواجدى فى دار الكتب، وقع فى يدى صورة كاريكاتيرية على عرض صفحتين كاملتين، كانت  الصورة تمثل سعد زغلول زعيم الأمة ورئيس الوزراء، وحوله الوزراء فى هيئة «زفة»، وقد ارتدى نسيم باشا السروال الإسكندراني، وأخذ يرقص بالبلدى هو والوزراء جميعاً، يتقدمهم سعد زغلول، وفى يد كل منهم آلة من آلات الموسيقي، فهذا يحمل الرق، وهذا يحمل المنقرزان، وهذا يحمل العود، وهذا يرفع نغمة دكة فى الهواء، وهذا يضع على صدره القانون أو البيانو!

وهذا يتمنطق بطبلة كبيرة، وهذا ينفخ فى مزماره، وهى صورة ناطقة معبرة تكاد تسمع فيها رنين الآلات، وصوت المزمار، ودق الطبول!!

كان الزعماء فى تلك الحقبة فى نظر الناس «آلهة  مرهوبة»، كانوا يتصورونهم فى قمم لا تصل اليها أنفاس العباد إلا بالهتاف والدعاء والتسبيح، ولا تصغى إليها آذان البشر إلا لتتلقى الأوامر والنواهي!

كانت صورة رئيس الوزراء والوزراء فى ذلك الوقت تبعث الخشية والفزع، وكانت مواكبهم تثير الخوف والفزع والتوقير!!

ولكنى فهمت من هذا الكاريكاتير ان الحكام ناس عاديون، يجوز عليهم ما يجوز على سائر الناس من نقد، وتهكم وسخرية، وانهم لا يثيرون الرعب والكراهية ليس إلا وانما هم أيضاً يثيرون الابتسام والضحك والقهقهة!!

وعلمت أن هذا الكاريكاتير من صنع فنان أسبانى اسمه «ساينس» أقام فى مصر فترة طويلة، و اتفق على أن يخص جريدة الكشكول وحدها برسومه، كانت هذه الجريدة فى ذلك الوقت لسان حال المعارضين لسعد زغلول.

وتمنيت أن أرى ذلك الرسام، لكن هذه الأمنية لن تتحقق فقد مات قبل مولدي!