رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

من تابع المباحثات التى تمت ما بين الرئيس السيسى ورئيس فرنسا ماكرون يجد أن اللقاء تطرق لأمور هامة متعلقة بالقضايا المعاصرة التى يشهدها العالم مما يجعل هناك مسئولية كبيرة للدول للموازنة بين حفظ الأمن والاستقرار الداخلى من جهة وبين الحفاظ على قيم حقوق الإنسان بمفهومها الشامل من جهة ثانية، فهناك العديد من التهديدات والتحديات الخارجية المؤثرة على الأمن القومى المصرى، فأمريكا تسعى لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير،وتحالفها مع الإخوان من أجل تحقيق ذلك.

 اما عن تركيا فتسعى للزعامة العثمانية ،اى مشروع الخلافة الاسلامية! اما عن قطر فهى تسعى للزعامة فى المنطقة باستخدام قناة الجزيرة كإحدى ادواتها لتحقيق ذلك عن طريق تحريف الاخبار ونشر الشائعات ،وهناك تهديد داخلى للدولة: وهو يمس كيان الدولة الداخلى ويهدد أمنها القومي، وهناك ازمات خارجية دولية : وتهدف من ورائه دولة ما إلى أحداث تغيير حاد ومفاجئ فى الوضع الدولى الراهن مما يشكل تهديدًا مباشرًا وغير مباشر للأمن القومى لدولة أخري، اما عن ادارة الازمات : فهى الإجراءات (القرارات) التى تؤدى إلى ضبط النزاع والحد منه فى مواجهة محاولات الاستفزاز والتصعيد (وهذا ما تفعله مصر الآن)، فالأمن القومى : قدرة الدولة على حماية كيانها الذاتى من خطر القهر من أى متغيرات عدائية قد تأتى من خارج نطاق الدولة وقد تأتى من داخلها .

كما تُقاس قوة أى نظام سياسى ومدى قدرته على تحقيقه للأمن القومى بقدرته على تلبية احتياجات الجماهير الأساسية بالداخل مع كفالة الحريات وتحقيق الاستقرار ومدى صموده ضد التحديات الخارجية الإقليمية والعالمية، فيتكون الأمن القومى على أى مستوى من عدة مجالات أساسية وهى مصدر قوته أو ضعفه وإذا هددت هذه المجالات كلها أو بعضها يصبح الأمن القومى كله مهدداً وأن ضعفها يهيئ سبل اختراق الأمن القومى : وهم المجال السياسى والاقتصادى والعسكرى والاجتماعى المتمثل فى الانسان، والمجال المعلوماتى وخاصة مع انتشار التكنولجيا أصبح بجانب شن الهجمات بريًا وجويًا ومائيًا من الممكن شن هجمات معلوماتية.

وهناك فرق بين التهديدات والتحديات ومخاطر الامن القومي: فالتهديد: هو وصول تعارض المصالح والغايات القومية إلى مرحلة يتعذر معها إيجاد حل سلمى يوفر للدولة الحد الأدنى من أمنها السياسى والاقتصادى والاجتماعى والعسكرى مع عدم قدرة الدولة على موازنة الضغوط الخارجية مما قد يضطر الأطراف المتصارعة أو أى منها إلى اللجوء لاستخدام القوة المسلحة، و قد يكون التهديد دائمًا أو مؤقتًا كما قد يكون مباشرًا أو غير مباشرًا ، وهناك تهديدات واقعة ومحتملة ، وتهديدات كامنة : وتعنى جود أسباب للخلاف بين دولتين أو أكثر دون تصاعد هذا الخلاف على السطح  ورغم ذلك فمن المحتمل تطور هذا التهديد إلى تهديد محتمل أو واقع فى مراحل تالية ( كما هو الحال فى الاعتداء التركى على ليبيا) وينطبق الوضع ايضا على مفهوم التهديدات المتصورة : وهى التى لا توجد لها أى شواهد فى المرحلة الحالية ولكن النظرة المستقبلية قد تشير لاحتمالات ظهورها على السطح بدرجات متفاوتة قد تصل فى النهاية لأن تصبح تهديدات ( واقعية ).

 اما التحديات فهي: المصاعب التى تواجه الدولة وتحِد من معدل نموها وتشكل حجر عثرة أمام تقدمها  وتحاول كل دولة جاهدة أن تضع السياسات وتستخدم الأساليب المناسبة للتغلب على هذه المصاعب والتى قد تختلف بالطبع من دولة لأخرى ، والمخاطر: هى الاحتمالات للعدائيات المستقبلية التى لم تتبلور بعد إلى تهديد أى مع مضى الوقت يمكن أن تتحول إلى تهديد .

قصدت توضيح مفهوم الامن القومى وبيان المفاهيم المرتبطة به من خلال دراستى للامن القومى ليعى الجميع معنى الامن القومى ويتخى الحذر ، وعدم تصديق اى اخبار متداولة قد تكون مغلوطة مما تضر بالامن القومى وتشتيت الأذهاب عما يحدث بالفعل على أرض الواقع! ، وتذكروا ليس كل ما يعرف يُقال وليس كا ما يُقال قد آن آوانه وليس كل ما آن آوانه قد حضر رِجاله! حفظ الله وطننا الغالى مصر.

 

[email protected]