عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لقد سبق لى ولغيرى من الكتاب والمفكرين، إبداء عدة اقتراحات لسد العجز المتوقع فى مياه نهر النيل، إذا ما لم يتم الاتفاق على تنظيم حق مصر فى مياه النهر. وذلك كله عن طريق سد النهضة فى دولة الحبشة.

لقد قرأت مؤخرًا مقالًا لأحد كبار الكتاب البارزين امتدح فيه- عن حق- الحكومة لما قامت به من مجهودات فى هذا الشأن، التى لم يعلن عنها إعلانًا كافيًا. فقد بدأت الحكومة بالفعل فى بعض المناطق استبدال الرى بطريق الغمر إلى الرى بطريق التنقيط أو الرى بالرش، كل حسب نوع المحصول الذى يراد ريه فى تلك المناطق. كما تحدث أيضاً عن المشروعات العديدة التى تقوم بها الدولة فى تبطين الترع والمصارف بالأحجار والخرسانة المسلحة حتى تحول بين المياه وتسريبها إلى باطن الأرض.

ومن المشروعات العديدة التى بدأت الحكومة بالفعل فى إنشائها، هى وحدات تحلية مياه البحر وجعلها صالحة للاستعمال الآدمى، فإن اتجاه الدولة الآن بالنسبة لجميع المدن الساحلية أن يتم مدها بالمياه عن طريق تحلية مياه البحر. كل تلك المشروعات سبق لى أن تحدثت عنها كم تحدث عنها الكثير من الكتاب وأصحاب الرأى والفكر، بالإضافة إلى العديد من الأساتذة المتخصصين، ولكن للحق فإن مثل هذه المشروعات تحتاج إلى الكثير من الوقت والمال والجهد المستمر.

ومن المشروعات الأخرى التى أولتها الدولة بالرعاية، مشروع معالجة مياه الصرف الصحى والزراعى ومياه الأمطار، هذه المياه بكميات ضخمة للغاية، ونستطيع إذا أحسنا معالجتها أن نستخدمها فى رى مئات الآلاف من الأفدنة. صحيح أنه ليس من السهل استعمالها فى الزراعات التى يستهلكها الإنسان، ولكن يمكن استغلالها فى أغراض أخرى. فعلى سبيل المثال، يمكن استغلال منخفض القطارة فى جمع المياه بعد معالجتها من محافظات الإسكندرية ومطروح والبحيرة والمناطق المحيطة، بحيث يتم لاستعمالها لرى العديد من زراعات كالزراعات الخشبية، كما يمكن استغلالها فى الأنشطة السياحية عن طريق زراعة بعض الغابات الخشبية بحيث يطلق بها بعض الحيوان غير المتوحشة كالغزلان والكباش وغيرها من الحيوانات التى يمكن استغلالها بواسطة الإنسان.

أعتقد أن العقبة الكبرى التى ستواجه فى مثل هذه المشروعات هى كيفية تجميع هذه المياه وتوصيلها إلى المناطق البعيدة، بحيث يمكن الاستفادة منها بجدية وأن تكون تكلفتها مناسبة مع النفقات الباهظة لاسيما وأن المياه المعالجة سوف يتم نقلها من خلال مواسير على طول مئات الكيلو مترات للمناطق الصحراوية التى يمكن زراعتها، المهم لابد من الاستعانة فى هذا الشأن بآراء الخبراء الزراعيين المتخصصين خاصة وأن مياه الصرف والأمطار ستكون بكميات كبيرة جدًا تكفى لتغطية مساحات شاسعة.

المهم، أن مثل هذه المشروعات لابد من اسنادها لجهات قادرة على أن تقوم بإدارتها وتكون بقدر الإمكان مشكلة من أناس خبراء من ناحية وإيديهم طاهرة من ناحية أخرى، بحيث إن ما يصرف على مثل هذه المشروعات يعود على البلد فعلًا. كل ما أتمناه هو استغلال هذا الكم الهائل من المياه، الضائعة، بالكيفية التى تستغلها كل القرى السياحية فى مصر فهى بالفعل أنشأت وحدات لمعالجة مياه الصرف وقامت باستغلالها ومعالجتها والاستفادة منها فى رى الحدائق والزهور.

لقد تأخرنا كثيرًا جدًا جدًا جدًا، عن إقامة المشروعات قومية التى تكفى حاجتنا، فلم يكن فى ذهن أحد طوال السبعين عامًا الماضية أن يبنى مشروعات تكفى حاجتنا أو تعديل المرافق ومد الطرق والمبانى، فلم يكن هناك أدنى اهتمام بالإنسان المصرى طوال السنوات الماضية. ولكن، نحمد الله أن جاءنا أخيرًا رئيس وطنى بحق محب لبلده مخلص لشعبه، ومن واجبنا أن نقف إلى جانبه ونشد من أزره، حتى تصبح مصر أم الدنيا بحق، بل وتكون من أعظم دول العالم.

وتحيا مصر.