عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن رياح التغيير فى المنطقة العربية بدأت تنشط هذه الأيام، فنراها بوضوح تهب على بعض دول الخليج، كالكويت والبحرين ودولة الامارات، أملا فى حل المشكلة العربية القطرية.

منذ حوالى أسبوع تقريبا أجرى الرئيس الأمريكى ترامب مكالمة هاتفية مع الرئيس السيسي، وقد أعقب تلك المحادثة تصريحات بعض المسئولين فى الدول العربية عن قرب تصالح عربى بين الدول الأربع (مصر والسعودية والامارات والبحرين) مع قطر. هذا بالإضافة لدعوة الرئيس الفرنسى الرسمية للرئيس السيسى لزيارة فرنسا، رغم توتر العلاقات الفرنسية المصرية فى الفترة الأخيرة، بسبب ما صدر عن احدى الجرائد هناك، تعريضا للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومحاولة مصر اقناع فرنسا بعدم ترك المسائل الدينية لكى يتعرض لها الاعلام الفرنسى دون رقابة، وخلال هذه الزيارة تم العديد من اللقاءات بين الرئيس السيسى والرئيس ماكرون، فضلا عن كبار المسئولين هناك خاصة فى وزيرة الدفاع الفرنسي.

ورغم انى مازلت أشك فى جدية استجابة امير قطر للشروط الموضوعة لإنهاء الخلاف العربى القطري، الا أن الظروف الحالية التى تمر بها الدول الغربية خاصة أمريكا قد تضطر قطر لقبول بعض شروط المصالحة. وعلى سبيل المثال، فربما يكون تولى الرئيس بايدن الرئاسة الأمريكية له أثر سييء على العلاقة القطرية الامريكية والتى كانت فى أفضل صورة لها مع الرئيس ترامب، فالبادى أن الرئيس بايدن سوف تكون له سياسة أخرى فى المنطقة، سواء مع إيران أم مع تركيا وباقى دول المنطقة، هذه السياسة ربما تكون مختلفة عن سياسة الرئيس ترامب.

ومن هنا، فإننى اعتقد أن وضع قطر الأيام المقبلة سيكون مقلقًا للغاية خاصة أن الرئيس الأمريكى ترامب كان يحتضن أمير قطر، وكانت علاقتهما رفيعة جدا، ولكن هذه العلاقة الحميمة أصبحت غير مضمونة مع الرئيس الجديد بايدن، فربما تكون على غير ما يتمنى الأمير القطري، فقد كان الأمير ألعوبة فى يد الرئيس ترامب، ولكن بالتأكيد سيكون للرئيس بايدن وجهة نظر اخرى. وبالتالى فإن قطر سوف تستجيب مرغمة لرغبات الدول الأربع. ومما لا شك فيه أن مكالمة الرئيس ترامب مع الرئيس السيسى كانت تخص هذا الموضوع، لأنه بعد تلك المكالمة مباشرة ظهرت فى الافاق بشائر التصالح سواء من رئيس دولة الكويت ام وزير خارجية السعودية والامارات العربية بل ووزير خارجية قطر.

اما عن الدعوة الرسمية التى تلقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى من الرئيس ايمانويل ماكرون رغم توتر العلاقات فى الفترة الماضية - ففى اعتقادى - ربما يكون هناك أشياء اخرى غير التى أعلن عنها فى المؤتمرات الصحفية بين الطرفين، فقد كانت معظم التصريحات من الجانبين تخص الحياة الحرة فى مصر وما وجه لها من انتقادات، وأن القوانين الفرنسية تؤيد حرية الاعلامى لدرجة ان بعض الاعلاميين قال ان الثورة الفرنسية قامت من اجل الحرية.

أما ما يدور وراء الكواليس -ففى اعتقادى -أن الرئيسين قد تباحثا عن الوضع فى ليبيا فهى الان على صفيح ساخن، خاصة وأن مصر لها ثقل كبير فى ليبيا وعلاقتها طيبة مع المشير خليفة حفتر، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن تواجد الميلشيات الإرهابية العديدة التى دفعت بهم تركيا فى ليبيا ومازالوا موجودين حتى الان، فإن هذا التواجد يهدد مصر تهديدا صريحا، ولا شك أن الرئيس السيسى اثناء مقابلته لوزيرة الحربية الفرنسية قد تعرض لطلب أسلحة جديدة ربما تكون صفقة طائرات بدون طيار أو ربما صفقة أخرى من طائرات الرافال التى تفوق فى قدراتها الطائرات الامريكية، ولا شك أن الزعيمين قد تطرقا أيضا لمشكلة شرق المتوسط والتدخل التركى السافر فى الشئون اليونانية والقبرصية، مما قد يعرض المنطقة لمشكلة كبرى.

هذا هو تصورى للأحداث وتطورات المفاجئة والغريبة التى جرت هذا الاسبوع، سواء ما تردد حول الاتصال الذى جرى بين الرئيس ترامب والرئيس السيسي، ام الدعوة الرسمية من الرئيس الفرنسى للرئيس السيسى رغم توتر العلاقات بين البلدين. فلا شك ان الرئيس السيسى يتمتع بمكانة مرموقة لدى جميع الدول، ورأى مسموع فى المنطقة العربية. وفقه الله ورعاه وسدد على طريق الحق خطاه.

وتحيا مصر.