رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ عدة أيام تقريبا تم اغتيال العالم النووى الكبير فخرى زادة، الإيرانى الجنسية والموطن، دون أن ترد إيران على هذا الحادث الأليم مدعية انها تحتفظ لنفسها بحق الرد بالكيفية التى تراها والوقت الذى تحدده، هذه العبارة تحديدًا كثيرًا ما نسمعها وغالبا ما تنتهى إلى لا شيء.

فى الحقيقة أن واقعة اغتيال العالم الإيرانى فخرى زادة هى ضربة موجعة لإيران، فهذا العالم الكبير كان مكلفا بإنهاء البرنامج النووى الإيرانى، والذى يهتم بهذا الموضوع معروف للكافة، وهما إما أمريكا وأما إيران، اللهم إذا كانت الدول العربية والتى لا يعنيها كثيرا مسألة امتلاك الجانب الإيرانى للسلاح النووى.

هذه الواقعة أن دلت على شيء فإنها تدل على مدى مقدرة خصم إيران فى التحكم فيمن يريدون الدخول فى أى مجال من مجالات الحرب النووية، والدليل على ذلك أن خصم الإيرانى الذى قام بهذه الجريمة اما أن يكون أمريكا وأما أن يكون إسرائيل واما انهما قد اتفقهما معا، على الترتيب لهذا الحادث، والذى تم عبر الأقمار الصناعية، فهى التى حددت مكان خروج العالم الإيرانى، وخط سير سيارته، وأفضل الأماكن لتنفيذ المهمة.

هذه الواقعة تذكرنا بواقعة مشابهة حدثت منذ ما يقرب من عشرين عامًا ماضية، وهى واقعة اغتيال الشيخ أحمد ياسين ومن يدفع الكرسى الذى يقعد عليه أثناء خروجه من المسجد فى فجر أحد الأيام، فقد تم قنصهما معا بواسطة إحدى الطائرات جوا، وبالفعل استطاعت إسرائيل أن تقتل الشيخ ياسين ومن معه دون غيرهما. هذه الواقعة كانت منذ عشرين عامًا سابقة، وإذا كانت إسرائيل فعلت هذا سابقا، فلا أستبعد قيامها باغتيال الراحل فخرى زادة.

هذا الحادث يجعلنى أفكر -وربما أكون مخطئا فى تفكيرى -أن السبب الرئيسى فى تصالح الدول العربية وخاصة أغلب دول الخليج مع إسرائيل هو طلب الحماية لهم. فإسرائيل حاليًا أصبحت من أقوى الدول فى التسليح والخبرة العسكرية، وهذا معروف للكافة فهى الآن التى تنتج السلاح للكثير من الدول ومنها أمريكا نفسها، فهى تقوم بتعديل طائراتها لما هو أفضل من الإنتاج الأمريكى.

فما حدث فى الأعوام الماضية حين بدأت إيران ضرب اليمن بل وضرب السعودية نفسها، جعل الدول العربية لاسيما فى منطقة الخليج لا تطمئن كثيرا للموقف الأمريكى لاسيما بعد أن وقفت مكتوفة الأيدى امام ضرب اليمن بل والسعودية أيضاً. ولهذا فإننى أعتقد أن مسارعة الدول العربية فى إبرام الصلح مع إسرائيل، كان من أجل طلب الحماية الإسرائيلية، فإسرائيل هى الخصم الأول لإيران، وهى لن تسمح لها بامتلاك أى سلاح نووى.

اننى اعتقد أن الشك بدأ يساور الدول العربية من جانب أمريكا، خاصة بعد وصول الرئيس بايدن للحكم، فقد كان بايدن النائب الأول للرئيس أوباما صاحب فكرة الربيع العربى، والتى تم تطبيقها بالفعل على العديد من الدول، سواء فى العراق أو فى سوريا أو ليبيا أو اليمن. ومن الجائز جدا بعد صعوده مرة اخرى للحكم أن يسير على نهج أستاذه ومعلمه الرئيس السابق باراك أوباما، ومن هنا أصبح القلق كبيرا لدى الدول العربية من أمريكا، وهو ما دفعهم إلى طلب الحماية الإسرائيلية من التوغل الإيرانى، سواء فى العلن أم فى الخفاء.

خلاصة القول بأن اعتقادى الذى أتمنى أن اكون مخطئا فيه، هو أن العرب قد هرعوا للصلح مع إسرائيل تجنبا للعدوان الإيرانى عليهم، خاصة وان إيران الآن تعبث فى اليمن بل وتضرب السعودية وأمريكا تقف مكتوفة الأيدى، ويعلم الله أن كان ضرب إيران لليمن بموافقة أمريكية أم لا.

هذا هو تصورى للسرعة التى تمت بها المصالحة بين الدول العربية وإسرائيل، لاسيما وان إسرائيل من المستحيل أن تقبل أن تمتلك إيران القنبلة الذرية أو تسمح لها بالتوسع فى المنطقة العربية.

وتحيا مصر.