رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أكتب هذا المقال بعد أن قرأت العديد من المقالات والآراء التى كتبت طوال الأسبوع الحالى، تعليقا على واقعة قد تبدو فى ظاهرها بسيطة لكنها فى الحقيقة كبيرة للغاية. فرغم أننى أختلف مع أغلب من كتب عن هذا الموضوع، إلا أننى أرى بعض الأمور التى قد تخفى على الكثير بل إنه ربما يكون قد تعمد البعض منهم إغفالها.

الظروف التى أجبرتنى على الجلوس فى منزلى دون خروج، سواء كانت ظروفا صحية ام الخوف من مرض اللعين كورونا. المهم أنى استطعت متابعة الفنان الموهوب محمد رمضان فى العديد من الأدوار التى قام بها ومنها نسر الصعيد، اعتقد أن هذا الفنان سوف يكون له مستقبل كبير جدا فى عالم الفن إذا اهتم بعمله وقدراته الفنية، صحيح انه يعتمد على بنيانه القوى ورشاقته فضلا عن أعمال الأكشن والاثارة، إلا أنه أيضا له حس فنى ذو تأثير مباشر على المشاهدين. هذه كلمة حق عن هذا الفنان، فإننى أعتقد أن له فى عالم الفن مستقبلا كبيرا.

هذا الفنان اللامع -كغيره- ربما يريد بعض الحاقدين والكارهين وضع العراقيل فى مشواره الفنى، فقد انتهز البعض من هؤلاء سفره إلى بلدة دبى بدولة الإمارات العربية الشقيقة، ورغم أننى لا أدرى السبب المباشر لتواجده هناك، ولكن ما حدث أن تصادف وجود هذا الفنان مع فنانين آخرين من دول عربية واجنبية من بينهم فنانون إسرائيليون، وأثناء هذا الحفل -كغيره من الحفلات والمهرجانات الفنية- تم التقاط الصور التذكارية مع الحضور. ولكن -مع الأسف الشديد- أثارت هذه الصور بعض الانتقادات التى اختلط فيها الفن بالسياسة ضد هذا الفنان اللامع.

لقد انتهز نفر من الكارهين للفنان محمد رمضان الفرصة حين التقطت له بعض الصور مع فنانين إسرائيليين، فى محاولة للزج باسمه والايحاء بأن التقاط تلك الصور كان بقصد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، متجاهلين حقيقة أن الفنان المصرى بعيد كل البعد عن العمل السياسى. فأنا لست أدرى، هل من المنطق أن الفنان -أى فنان- حين يطلب منه التقاط الصور، أن يسأل من يريد التقاط صورة معه عن جنسيته؟ هل هذا معقول!! لقد تلقف هؤلاء النفر تلك الصور وأعادوا نشرها، نكاية فى الفنان المصرى لكى ينالوا من سمعته ومشواره الفنى.

وللحقيقة، فإن مصر كانت هى الدولة الاولى التى نادت جميع الدول العربية للجلوس إلى جوارها فى كامب ديفيد من اجل إحلال السلام فى المنطقة العربية، إلا أن الزعماء العرب فى ذلك الوقت اتخذوا موقفا مغايرا للزعيم الراحل أنور السادات. لقد كان للسادات نظرة ثاقبة -آنذاك- فقد استطاع بحنكة ودهاء أن يسترد الأراضى المصرية كاملة، دون إراقة قطرة دم مصرية، صحيح أنه قيل عنه -آنذاك- إنه ضحى بكبريائه وبسمعة مصر، حين وافق على الذهاب إلى تل أبيب، إلا أنه استرد أرض مصر الغالية بعد اغتصابها فى عهد عبد الناصر.

لقد قتل السادات بسبب معاهدة السلام التى استرد بها الأراضى المصرية كاملة، والآن بعد مرور ما يقرب من أربعين عاما اعترف القادة العرب بفطنة هذا الرجل العظيم. فما حدث الآن أن جميع الدول العربية -باستثناء دولة أو دولتين- فى سباق من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لقد أصبحت إسرائيل الآن حقيقة واقعة تعترف بها كل دول العالم، بل أن أغلب الدول الأجنبية تقف إلى جانبها وتمدها بما تطلب من مساعدات، سواء حبا لها أو كرها للعرب.

أنا أعى جيدا أن أغلب الشعوب العربية ترفض مبدأ التطبيع، ولكننى وبعد أن جاوزت الثمانين من عمرى اذكر نفسى وإياكم، أن مصر -قبل ثورة يوليو 1952- كانت تعيش فى أمن وأمان لا فرق فيها بين مسيحى أو يهودى أو مسلم، لقد كنت فى صباى اتعلم فى مدرسة عربية حكومية وكان إلى جوارى يجلس اليهودى والمسيحى، وكنا نمارس معاً الأنشطة الرياضية والترفيهية فى حب وإخاء، ولم يكن هذا الأمر قاصرا على مصر وحدها، بل كانت أيضا الدول العربية حولنا يعيش فيها اليهودى والمسيحى إلى جوار المسلم فى سلام وأمان.

إننا خلقنا جميعا من نسل آدم وحواء، وإذا أراد الله سبحانه أن يجعلنا على دين واحد لفعل، ولكن سبحانه حين وهبنا العقل طلب منا أن نختار بين الخير والشر، ثم بعث إلينا الرسل بالرسالات المختلفة -اليهودية والمسيحية والإسلام وغيرها، إلا أن سبحانه فى جميع تلك الديانات أمرنا أن نعمر الأرض معا فى سلام وأمان، تلك هى الحقيقة التى لا ينكرها بشر أيا من كان... فهل نحن فاعلوووون؟

وتحيا مصر.