عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بين السطور

ذهبت إليها بروح العاشق المشتاق لرؤيتها، فما إن عرفت اسمها وموقعها من خلال الانترنت حتى ارتسمت على وجهى ضحكة طفولية وابتسامة الحنين للماضى وارتعش قلبى راقصا من الفرحة، فقد شجعنى اسمها وذكرياتى معها وحبى الطاغى لها ولمن كانوا معى بداخلها للذهاب اليها لاسترجاع كل الذكريات الجميلة.

 حقا كانت جميلة فهى واحدة ممن عشت بداخلها وعاشت بداخلى بل عششت ذكرياتى معها فى جوانحى . وحتى لا اطيل عليكم فى وصف معشوقتى ، فقد كان هذا هو حالى عندما ادخلت رقمى القومى لاعرف عنوان وموقع لجنتى الانتخابية لاجد عينى تبحث وتفحص العنوان واسم المكان، انها مدرستى وها هو موقعها فعلا. يا الهى انها هى التي ساهمت فى تكوينى المعنوى وتركت علامات فى شخصيتى وحب الوطنية الحقة.  نعم هى الفاروق عمر بن الخطاب هى احدى المدارس التى تعلمت بداخلها العلم والاخلاق وحب الكتاب وحب الوطن واحترام معلمينى، نعم تعلمنا انا وجيلى اشياء نبحث عنها الان ولا نجدها حتى داخل المدارس ذاتها ولا نجدها ايضا الان بين المعلم والتلميذ.

ذهبت الى مدرستى مثل التلميذ الذى حان موعد دق جرس حصته ليهرع الى فصله ليقوم باداء ما عليه وهو حقه الدستورى الذى كفله الدستور بأن اعطى المواطن حق المشاركة فى الحياة العامة وان له طبقا لنص المادة 87 من الدستور حق الانتخاب والترشح وابداء الرأى فى الاستفتاء. نعم ذهبت لأمارس حقى الدستورى بالفعل كانت تغمرنى الفرحة رغم هلعى من الزحام وخوفى من عدم اتباع الغير للاجراءات الاحترازية . ولكن دار بينى وبين نفسى حديث النفس أختار من ونحن لا نعرف اياهم فكلهم متشابهون من حيث عدم التعارف والمعرفة فلم نرهم لا من قبل ولا من بعد .فلم يكلف أحدهم خاطره بأن يصول ويجول فى دائرته ويقدم خدماته لهم ويساعدهم او يقف بجوارهم فى الأطراح والأفراح، لا بل تجد نفسك فجأة قبيل الانتخابات بلافتات وملصقات معلقة فوق رؤس المارة كأنها طير ابابيل.

 وأتحدى احدًا إن كان يعرف منهم احدًا او حتى شاهده من قبل، اللهم من كان من جيرانه او اهله فقط ،فكيف يتسنى لى انا وغيرى ان ننتخب من لا نعرف عنهم حتى اسمائهم، فتجد اثناء دخولك من الشارع حتى مقربة من باب اللجنة من يقول لك وهو يلفت انتباهك بشتى الطرق علم على اسم فلان او فلانة اوعى تنسى وتزداد هذه الحدة فى المناشدة وعرض عروض لا تمت للاختيار بصلة عند اقتراب اغلاق صناديق الاقتراع رباه ما هذا. أنتخب بطريقة حادى بادى ام أغمض عينيّ واعلم على اى اسم  فقد كان الصحابة رضى الله عنهم يختارون خليفة للمسلمين عن طريق الإجماع على اسم صحابى منهم يعرفونه ويعرفون عنه كل شيء .حتى صارت الدول تعتمد فكرة الانتخابات كأساس من أساسات دستورها، وتشريعٍ من تشريعاتها القانونية، لتضمن تطبيق الفكر الديمقراطى الذى يدعو إلى اختيار الشخص المناسب فى المكان المناسب بناءً على رأى الشعب، اما الان فلا احد يعرف من هو المرشح وما هو هدفه من الترشح وثقافته وماذا سيقدم لدائرته؟

 لقد كانت الانتخابات فرصة اسعدنى زمانى بها وكان الجو هادئًا وتجولت بها ونظرت من بعض شبابيكها حيث كنا ننتظر المعلمين اذا تأخروا وعندما نشاهد قدومهم نهرع الى باب المدرسة وننتظر خلفه ونتسابق فى التسليم عليهن وعليهم واصطحابهم فى مظاهرة سلمية للفصل ونلتزم الهدوء لتلقى العلم ، حقا علمونا وتعلمنا، فحق عليهم ولهم كل السلام والتحية والامتنان، نعم أديت حقى الدستورى، اما من اخترتهم فلم نعرفهم وهذا تقصير منهم نرجو ان يتداركه الفائزون فى الاقتراب والتقرب لابناء الدوائر والنزول الى الشوارع والحوارى والازقة للمس أرض الواقع والعمل على مداواة آلام وجراح ابناء الدوائر، فهذا واجبكم وهذه امانة سوف يسألكم عنها رب العالمين .