رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أعلم جيدًا، أن مصر اليوم ليست هى مصر الأمس، فمصر اليوم قبل أن تصدر قرارًا فى أى مشكلة تمس أمنها القومى، فلابد لها أن تتروى وتفكر، فهذا– ولله الحمد– هو سلوك القيادة المصرية هذه الأيام، حينما تتعرض مصر للمخاطر من أى جهة كانت.

أقول هذا الكلام بمناسبة تصريح الأخير للرئيس الأمريكى ترامب عن سد النهضة، نتيجة تعنت اثيوبيا بشأن الاتفاق الذى تم فيما بينها وبين مصر والسودان بحضور الرئيس ترامب شخصيا، فقد اخترقت اثيوبيا هذا الاتفاق وهو ما اثار الرئيس ترامب فى خطابه، بقوله ان مصر من حقها اللجوء للقوة فيما يتعلق بسد النهضة، وبأنه فى هذه الحالة لن يستطيع أحد أن يلوم مصر فى تصرفها.

أنا لا أشك فيما قاله الرئيس الأمريكى ترامب لأنه شارك بالفعل الاجتماعات التى تمت بهذا الشأن بين مصر والسودان واثيوبيا، فقد كان مشرفا على هذه المحادثات. ولكن ما حدث منذ عشرين عامًا تقريبا مع دولة الكويت أعاد لذاكرتى ما تعرض له الرئيس صدام حسين حين غزو دولة الكويت، فمن المعروف ان أمريكا هى من دفعت الرئيس صدام حسين لغزو الكويت، وقد قام بالفعل بغزو الكويت والاستيلاء على ثرواتها خاصة البترول.

فمسألة تحفيز العراق لغزو الكويت تم بإيعاز وتشجيع من امريكا حتى يكون لأمريكا الحق فى دخول العراق والقبض على صدام حسين الذى كان يشكل لها تهديدا من حين لآخر، فبمجرد استنجاد الكويت بأمريكا استجابت أمريكا للنداء، بل ودعت بعض الدول العربية المحيطة للمشاركة فى حربها ضد العراق، وبالفعل اشتركت مصر وسوريا فى حرب تحرير الكويت. وبعد طرد العراق من الأراضى الكويتية توقفت الدول العربية، إلا أن أمريكا تمادت فى حربها ضد العراق واجتاحت أراضيها وقامت بالقبض على صدام حسين ومحاكمته ثم إعدامه.

كل ما أتمناه ألا تتسرع القيادة المصرية، وأن تتروى وبحثها الأمر مشكلة سد النهضة، فقد أعادت حرب الكويت لذاكرتى أن تصريحات الرئيس ترامب بشأن السد ربما يكون الهدف من ورائها شىء أخرى، خاصة ان أمريكا تعتبر شريكًا فى بناء السد النهضة بل وإسرائيل وتركيا والسعودية والصين وقطر وبعض الدول العربية الأخرى، كل هذه الدول التى ساهمت فى بناء السد تأمل فى أن تسترد حقها من الكهرباء الناتجة عن هذا المشروع. وبالتالى، فإن الحذر واجب، والتروى مطلوب والدراسة لازمة.

مرة أخرى، أنا لا أشكك فى أقوال الرئيس ترامب، ولكن عندما عدت بذاكرتى للماضى القريب تذكرت ما حدث فى غزو الكويت التى كانت وسيلة أمريكا فى الاستيلاء على خيرات العراق، ومازالت حتى الآن تستنزف الكثير من خيراتها، فمازالت تحتل أجزاء من العراق بغرض استرداد ما أنفقته فى حرب تحرير الكويت منذ عشرين عامًا.

أحمد الله عز وجل، أن القيادة المصرية الحالية قيادة متزنة وواعية، فلا تتسرع فى قراراتها، بل وتستشير العديد من الخبراء حتى تكون قرارتها سواء فى الحرب أو الضرب أو المصالحة بعد دراسة واعية. حمى الله مصر وجنبها شرور الحاقدين والكارهين وكل من يريد بها شرًا.

وتحيا مصر.