رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

الفارق كبير بين الانتخابات الرئاسية فى دول الشرق الاوسط، وبين الانتخابات الرئاسية التى تجرى فى أوروبا أو فى آسيا، والدولة المتقدمة ديمقراطيا بصفة عامة.

منذ أن تبدلت أنظمة الحكم فى منطقة الشرق الأوسط، وأصبح الحكام يتم اختيارهم بطريقة الانتخابات الحرة المباشرة، فإننى أتصور أن اغلب هذه الدولة تعيش فى وهم اسمه الديمقراطية وانتخابات الرئاسة. فما كان يحدث فى الماضى ان الحاكم يتم اختياره إما بالوراثة، وإما عن طريق اجتماع الامراء والصفوة ويختارون من بينهم شخص الحاكم، فلم يكن للشعب – آنذاك– أى دور فى انتخاب رئيس الدولة.

ولما تبدلت أنظمة الحكم فى المنطقة، وأصبح اختيار رئيس الدولة عن طريق الانتخابات المباشرة، فان هذه الدول– مع الأسف الشديد– تعيش وهمًا اسمه الديمقراطية وانتخابات الرئاسة، فالذى يحدث أن رئيس الدولة حين يرشح نفسه فى الانتخابات لا ينافسه أحد فى الغالب، وإذا وجد من ينافسه فلن يحصل إلا على صوته، فنجاح الرئيس هناك أمر محتوم، فهذه الدول– فى الحقيقة– تعيش وهم الديمقراطية والانتخابات الرئاسية.

الذى دفعنى لكى أتناول هذا الموضوع فى مقالى، ما نشاهده الان فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه الأيام، فمن المعروف ان الرئيس الجمهورى ترامب رشح نفسه لتولى الحكم فترة ثانية، وفى ذات الوقت ينافسه على الرئاسة المرشح الديمقراطى بايدن، ورغم انه لم يبق على إجراء الانتخابات سوى ايام معدودة، فلا يستطيع احد– حتى هذه اللحظة– الجزم بمن سيفوز فى الانتخابات ويتولى الرئاسة فى امريكا الفترة القادمة.

صحيح ان استطلاعات الرأى تميل حتى الان إلى فوز بايدن المرشح الديمقراطى، ورغم ذلك فمازال الرئيس ترامب يحاول مع أنصاره، خاصة فى الدول المجاورة التى لها علاقات طيبة معه. وبالتالى، فلا أحد يمكنه الجزم بمن سيفوز فى الانتخابات، رغم انه لم يبق سوى أيام معدودة على حسم المنافسة وإعلان اسم الرئيس الجديد. هذا بطبيعة الحال عكس ما نشاهده فى منطقة الشرق الأوسط، التى تعيش فى وهم الديمقراطية وانتخابات الرئاسة، فالجميع هناك يعرف منذ البداية ان الفائز حتما سيكون هو الرئيس مائة فى المائة.

اللافت للنظر فيما يجرى فى الانتخابات الامريكية، ان مرشح الديمقراطيين بايدن ومرشح الجمهوريين ترامب، يكيل كل منهما للآخر ضربات قاسية عن طريق أجهزة الاعلام، دون أى مواربة أو خشية من النتائج. ولمن لا يعلم، فإن الديمقراطيين يميلون منذ وقت أوباما إلى الإخوان المسلمين، فهو من كان يسعى حثيثا لكى يتولوا الحكم فى مصر، وبطبيعة الحال اذا كان هذا هو اتجاه أوباما، فان المرشح بدل له وهو نائبه بايدن، لا شك ايضا انه سيسلك نفس سلوك أوباما فى دعمه للإخوان المسلمين.

وللحقيقة، فإن الرئيس ترامب –بدوره– لم يعلن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وسكوته هذا يعنى الرضا عنهم. ومن هنا، فإننى أتصور–سواء كان الحاكم القادم من الديمقراطيين الذين يميلون علنا للإخوان المسلمين، أم الجمهوريين – فإن كلا الفريقين يفضل الإخوان المسلمين باعتبارهم البديل للحكم فى منطقة الشرق الاوسط. ولمن لا يعلم، فإن الذى ابتدع هذا الاتجاه فى الأصل كانت انجلترا، فهى التى اشاعت به لدى الحكومات الأمريكية، فأقنعتهم بانهم البديل فى حكم منطقة الشرق الأوسط، وبالتالى لابد من المحافظة عليهم حتى تأتى اللحظة التى تسمح لهم بتولى الحكم وينفذوا كل ما يطلب منهم.

وعلى كل حال، هذه كانت قناعتى الشخصية لما ستنتهى إليه الأمور الأيام القادمة. وهذا بالقطع – عكس ما نرى فى منطقة الشرق الاوسط، التى تعيش وهم الديمقراطية والانتخابات الرئاسية التى تكون النتيجة فيها محسومة. الديمقراطية فى الحقيقة، هى ان يتولى الشعب حكم نفسه بنفسه عن طريق انتخابات حرة لا تأثير او تدخل فيها لأحد، فإذا ما تم ذلك–سواء فى منطقتنا العربية أم فى اوروبا والدول الغربية عموما–حينها سنكون أمام دولة من الدول الديمقراطية حقا.

وتحيا مصر.