رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

استمعت إلى كلمة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الاحد الماضى، خلال الندوة التثقيفية الـ32، التى اقامتها القوات المسلحة فى اطار الاحتفالات بانتصارات اكتوبر المجيد، ولا اخفى سرا فقد اسعدتنى كلمة الرئيس، التى اكد فيها ان التحدى الذى تواجهه الدولة يكمن فى صلابة ووعى الشعب المصرى، مطالبا المسئولين فى الدولة بضرورة الحفاظ على الاستقرار حتى تتقدم الدولة وتنمو للأمام.

إن ما ذكره سيادة الرئيس خلال فعاليات الندوة التثقيفية، يؤكد حرص سيادته على مصارحة ومكاشفة شعبه، وإصراره على طرح كافة القضايا أمام المواطنين. فى رسالة طمأنة بأننا نسير فى الطريق الصحيح، فقد لفت سيادته إلى النهضة غير المسبوقة فى كافة القطاعات التى بدأتها مصر، بفضل توجيهات الدولة وحرصها الدائم على تحقيق تنمية حقيقية، ومؤكدا أن مصر تسابق الزمن من أجل اللحاق بالدول العظمى، خصوصا بعدما شهدته من تراجع فى السنوات الماضية، بسبب السياسات الخاطئة فى جميع الملفات.

ما يهمنى فى حديث سيادة الرئيس تلك الرسالة التى وجهها للمواطنين حين قال «أوعوا تفتكروا إنى أوعدكم بالكذب والخداع واننا سنتقدم للأمام، ولكن نتقدم للأمام بالجهد والعمل والفكر». مع الاسف الشديد، لقد اصيب اغلب شعبنا- خاصة العاملين بالحكومة والقطاع العام- بمرض عضال، هو ان العمل الحكومى فقط للحصول على معاش عند التقاعد، وبالتالى فإن ما يقرب من 80%:90% من العاملين فى الحكومة والقطاع العام لا يعملون ولا ينتجون، فالعمل بالنسبة لهم وسيلة للحصول على الأجر، ثم المعاش عند التقاعد.

لقد ورد فى كتاب الله سبحانه-عن قيمة العمل-قوله «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»، كما ورد فى الأثر «أن رجلًا كان يتعبد ليل نهار وله أخ ينفق عليه، فرآه النبى صلى الله عليه وسلم فقال له: من ينفق عليك؟ قال: أخى. فقال: أخوك أعبد منك»، ومن الاقوال المأثورة التى تحث على العمل وتقدسه مقولة «العمل عبادة». هذه سنة الحياة تقوم على العطاء والاخذ، حتى فى مراحل الدراسة من لا يذاكر يرسب. ومن هنا فالعامل الذى لا يعمل، يجب الا يحصل على الأجر، فالعمل الجاد والانتاج الجيد هما شريان الحياة.

لابد ان يعى شعبنا، ان اغلب المشاكل الاقتصادية التى نعانى منها الان لن يفلح التصدى لها الا بالعمل الجاد والانتاج الجيد. لقد زرت العديد من دول العالم المتقدم، هناك لا يعرفون الاهمال ولا التسيب واللامبالاة والكذب، وقد تحدثت مع احد اصدقائى المغتربين متسائلا عن عدد القضايا التى تعرض على القاضى، فأجاب ان عدد القضايا لا يتجاوز ثلاث او اربع قضايا، فقلت كيف يكون ذلك وعندنا القاضى ينظر مئات القضايا فى اليوم الواحد، فأجابنى ان الشعوب فى البلدان المتقدمة تعرف ما لها وما عليها، والمخطئ يعترف بخطئه.

ان الدولة تواصل العمل الجاد ونبذل المزيد من الجهد والفكر من أجل تحقيق التقدم والتنمية. لقد فاتنا الكثير والكثير، فقد أهملنا بلدنا حتى تهالكت مرافقنا، وضل شبابنا وتغير سلوك الكثير منا، بعد ان كنا من خيرة المبدعين بين شعوب العالم، فكانت مصر فى الماضى وبحق ام الدنيا. والان المجهودات تبذل فى كافة المجالات لإعادة بناء مصر من جديد، ويجب علينا جميعا بذل المزيد من الجهد والعرق من اجل اعادة البناء الوطن.

الفرصة مازالت امامنا، المهم ان يعرف كل منا دوره، وان يصلح من شأن نفسه، ويترك الافكار الهدامة والسلوك السيئ والتواكل على الدولة. فكما قال سيادة الرئيس «بالعمل الجاد والانتاج الجيد تتقدم الامم».

وتحيا مصر.