عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بمناسبة تآكل الرقعة الزراعية، والتى فقدنا خلالها ما يقرب من مليون فدان فى الخمسين عاما السابقة، بعد ان اقيمت عليها المساكن والمنشآت للفلاحين سواء المحتاجون ام غيرهم. كل هذا دون حسيب أو رقيب أو حتى تبصر لمستقبل البلاد، لقد أهملنا طوال السنين الماضية الأراضى الزراعية، فلم نفكر فى اعادة تخطيط البلاد واستصلاح الأراضى الزراعية، وكان اهتمامنا الأول بحروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل مع دول عديدة حولنا، حتى وقعت حرب 1967 التى قضت على أغلب قوتنا العسكرية، بل وكلفتنا أموالا وأرواحا غالية.

فى الحقيقة، إن ما يحيرنى حقا، هو مشروع توشكى وأمثاله من المشروعات الأخرى التى تم الاعلان عنها فى الماضى، هل كان مشروع توشكى جديا فعلا؟؟ أم أنه كان مشروعًا وهميًا القصد منه التهليل والتطبيل للمسئولين آنذاك؟؟ لقد انقطعت صلتنا تمامًا بهذا المشروع وغيره من المشروعات التى انفقنا عليها مليارات الدولارات، فضلا عن اضاعة الكثير من الجهد والطاقة، ورغم ذلك لم نعد نسمع عنها شيئا، فماذا حدث لمثل هذه المشروعات؟؟ وهل مازالت الحياة تدب فيها أم انها توفيت إلى رحمة الله؟؟

لقد عشت حين أعلنت الدولة عن مشروع توشكى باعتباره من المشروعات الزراعية العملاقة، فشاهدت المضخات الضخمة التى تم استيرادها لرفع المياه من بحيرة ناصر، حينها أقامت الدولة الاحتفالات وجاء الزوار مهنئين ومباركين للمشروع. أتذكر اننا طرحنا - آنذاك- الكثير من الأراضى المحيطة بهذا المشروع خاصة لسمو الأمير الوليد بن طلال الذى اشترى مساحات كبيرة منها، كما أتذكر أيضًا ان العديد من كبار المسئولين بالدول العربية جاءوا للاستثمار فى هذا المشروع الضخم، فماذا حدث لهذه الأرض وتلك المشروعات؟؟ هل تم إعادة بيعها أم ماذا حدث؟؟

وما يقال عن مشروع توشكا يقال أيضًا عن المشروعات الأخرى التى أعتقد انها كانت غالبا وهمية بقصد الدعاية للزعماء والرؤساء، وعلى سبيل المثال مشروع اراضى التحرير، أين ذهبت هذه الأراضى؟؟ وأين هو انتاجها؟؟ وهل كان انتاجها يتناسب مع ما صرف فى استصلاحها؟؟ أم ان هذه المشروعات كان مجرد مشروعات (للسرقة). أريد ان اعرف الحقيقة، هل كل هذه المشروعات كانت جدية ولها من الانتاج الوفير؟؟ وإذا كان ذلك كذلك، فأين يذهب هذا الانتاج؟؟ مع الأسف لا أحد يعرف الحقيقة.

اننى أعلم ان هناك كثيرا مثلى يريد معرفة حقيقة هذه المشروعات التى أنفقت عليها المليارات، أين ذهب انتاجها الذى نحن فى أشد الحاجة إليه الآن؟؟ خاصة مشروع توشكى، هل مازال المشروع على قيد الحياة؟؟ أم يمكننا اعادة النظر فى هذا المشروع حتى تدب الحياة فيه من جديد خاصة بعد المشاكل بيننا وبين اثيوبيا؟؟ لست أدرى من المسئول عن مثل هذه المشروعات، وعن تلك التكلفة الباهظة التى انفقت عليها، ولماذا لم تتم محاسبة من تسبب فى هذا الاهدار للمال العام حتى الآن؟؟

لقد بدأت الدولة اعادة النظر فى الرقعة الزراعية، وفى تقديرى، اننا يمكننا ان نعيد النظر مرة أخرى فى كثير من المشروعات العملاقة التى انفقت عليها المليارات، سواء فى توشكى أم اراضى التحرير ام غيرها، وان نعهد بإدارتها إلى اناس ذو خبرة فى هذا الشأن، بحيث تدر علينا الإنتاج الوفير لمصر وشعبها. وما يقال عن المشروعات الزراعية يقال ايضا عن المشروعات الأخرى التى تم تشييدها فى الماضى، مثل الحديد والصلب والسيارات وغيرها الكثير، فنحن الآن فى عهد العمل الجاد والانتاج الجيد فى كل شىء.

أتمنى عزيزى القارئ، ان يخرج علينا احد ممن لديه الخبرة فى هذا الشأن يخبرنا عن جدوى المشروعات العملاقة، مثل مشروع توشكا أو أراضى التحرير أو غيرها من المشروعات الأخرى، وهل يمكن لمثل هذه المشروعات ان تقدم لمصر وشعبها الانتاج الكافى؟؟ أم انه لا خير فيها ولا رجاء؟؟ فهل من مجيب؟؟ الله أعلم!!!

وتحيا مصر.