رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

 

فى روايته «الأجنحة المنكسرة» كان «جبران خليل جبران» يتحدث عن حالة الرومانسية والحب الذى لم يجد مقابلًا بين شاب وفتاة لم تبادله العاطفة الجياشة والمشاعر الراقية، فإذا بنا اليوم نعيش حالة شبيهة بما يعانيه هذا الشاب الذى كان يأمل فى الحب وأن يطير بأجنحته نحو المستقبل فها نحن نعانى من تكسر أجنحة التقدم والتطور والتى أشار إليها الكاتب الراحل الحائز على «نوبل» «نجيب محفوظ» حين قال إن جناحى التقدم لمصر هما الثقافة والتعليم فكيف لنا اليوم أن نرى الثقافة والتعليم؟! سؤال يجيب عن ما يعترى الوطن من تغيرات وسلوكيات وأدبيات حوار ونقاش أدى بنا إلى أن تم إلغاء امتحانات مادة «السات» لطلاب الدبلومة الأمريكية من مصر لمدة عام كامل بسبب تفشى الغش والفساد وتسرب الامتحانات.. هذا القرار قد يبدو بسيطًا ولكنه يحتاج إلى اجتماع وزارى واجتماع رئاسى واجتماعات أمنية وعلمية وشعبية لأنه عندما يوصم النظام التعليمى بأكمله أنه يعانى من الغش فى أرقى المدارس وأكثرها ثراءً ومصاريف وأولاد الناس الكبيرة فى البلد فهذا أكبر خطر وجرس إنذار لمنظومة الشهادات الأجنبية وأيضًا التعليم العام.. وأى تبريرات لم تقض ولن تحل المشكلة الكارثية لسمعة مصر وطلابها وأساتذتها وحكومتها.. وما يجرى من مطاردة لمدرسى الدروس الخصوصية كما لو أنهم لصوص أو مجرمون يثير الغضب والرفض لأن هذا يؤكد أن النظام الدراسى فى المدارس الحكومية يعانى من التخبط وأننا لم نبدأ بالمدرس والمنهج وإنما بالآلة والكمبيوتر والتابلت ونحن لم نؤهل المدرس ولم نبدأ من أهم عنصر فى العملية التعليمية ألا وهو بناء وتأهيل وتدريب وتقدير من يقوم بالتدريس والتعليم.. ومازلنا نصفق لقرارات وزارية أضاعت أجيالًا ودفعتهم إما إلى الغش بأموالهم ونفوذهم أم إلى الدروس الخصوصية فى الخفاء لتتعلم الأجيال الكذب والغش والخداع والخوف ويكفى الشاب البائع «للفريسكا» وهو يقر أنه تلقى علومه ودروسه من الدروس الخصوصية وليس المدرسة!!!!

العالم من حولنا يصر على أن يعود الأطفال والصبية إلى المدارس لأن هذا لصالح الجميع سواء الأسرة أو الطلاب بعد أن ضعف فيروس «كورونا» وأن المزيد من الإجراءات الصحية وغسل الأيدى وعدم التقارب الشديد وقياس الحرارة اليومى يكفى لمواجهة خطر انتشار العدوى.. كما أن «فرنسا» و«بريطانيا» و«هولندا» والعديد من الدول مثل «اليابان» و«كوريا» أصرت على عودة المدارس منذ الأول من سبتمبر وكذلك صلوات الكنائس، بينما تعمل المعامل والمختبرات على الإعداد لأكثر من نوع للقاح، ذلك لأنهم يؤمنون بالحياة والعلم والتعلم والعمل وليس الكسل والخمول والدعة والكذب، وقرارات التعليم عن بعد لم تجد مع هذه الحكومات والمجتمعات التى تدرك معنى التعليم الحقيقى الجاد الذى يفرز علماء وخبراء يجهزون الدواء واللقاح ويبتكرون الأجهزة ووسائل الاتصال والشرائح الإلكترونية الذكية للتحكم فى البشرية عن طريق العلم والتعليم فقط.

جناح العلم مكسور أما جناح الثقافة فله حديث آخر، حيث تقزمت الثقافة فى حفلات أوبرا متوقفة ومهرجان سينما لم يعد دوليًا ومسرحية بلا إنتاج أو جمهور وكتاب لا يجد من يقرأه أو يشتريه وإعلام له صوت واحد بلا صدى أو إحساس... جناحا التقدم من تعليم وثقافة قد تكسرا... فكيف نطير إلى الغد.