عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

 

 

 

فى سطورنا اليوم هكمل معاكم حكاية بهول اسطنبول، وخصوصا بعد ما وقت توقيع مصر واليونان الاتفاقية اللى أفقدته صوابه وخلت عقله يلف البحر المتوسط من ليلتها.. رايح جاى هيتجنن.. لأنه حاسس انه بالشكل ده مصر كدة كتفته واليونان كمان حاصرته.. وكل اللى كان بيفكر فيه فى المتوسط هيروح فى خبر كان.

طيب.. كنا وصلنا ان البهلول بيصعد من تحركات بلاده الاستفزازية فى منطقة شرق المتوسط، وبيرفض أى اتفاق بحرى مبرم ما بين دول المنطقة يتمثل فى ابتعاد المناطق الاقتصادية الخالصة لتركيا عن مناطق أحواض الترسيب الغازية التى حددتها هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية، علشان عاوز يستحوذ هو–بشكل غير شرعي–على أكبر قدر من الموارد الغازية فى المنطقة ديه.

وخلينى اقولكم حاجة مهمة أوى كمان.. فإلى جانب غياب المياه التركية عن خريطة الاستكشافات الغازية أصلا، فتركيا بتعانى بالأساس من فقر غازى، وبتصل نسبة الغاز اللى بتنتجه ليدوب 26% من احتياجاتها. وعليه، كان الاعتماد التركى على الاستيراد لتغطية كامل استهلاكها من الغاز وكمان النفط، الأمر الذى ينعكس بالسلب طبعًا على أداء الاقتصاد التركى.

ديه حاجة.. وحاجة تانية كمان.. وهى ان تركيا بتسعى إلى تأكيد مكانتها كبوابة عبور رئيسية للطاقة إلى أوروبا...... مممم وبناءً عليه، حطت رؤيتها الخاصة تجاه ترسيم الحدود البحرية لمنطقة شرق المتوسط بما يتوافق مع مخططاتها اللى هتساعدها فى الوصول إلى مناطق غنية بحقول الغاز، وتمكنها كمان بالمرة من ترسيخ نفسها كممر رئيسى للطاقة.

وعليه يا سادة يا كرام.. عمد البهلول خلال الفترة اللى فاتت إلى تصعيد حدة خلافاته مع الجانب اليونانى داخل منطقة شرق المتوسط؛ تحقيقًا لطموحاتها التوسعية.

وفى سطورى الأخيرة هقولكم بسرعة كدة وببساطة واختصار شديد مصر ازاى علمت عليه هى واليونان بتوقيع الجانبين لاتفاق تعيين حدودهما البحرية، سواءً فى محيط منطقة شرق المتوسط أو قدام المجتمع الدولى بشكل عام، وايه هى المشكلة اللى بتواجهها بلاده بعد ما مصر عملت كدة.

أول حاجة كدة هى ان اليونان أصبح عندها الشرعية لكاملة على جزرها اللى كانت تركيا بتدعى بالزور انها تابعة لها، وبذلك ضربت عرض الحائط بكل مبررات البهلول فى التنقيب عن النفط خارج حدوده بالبحر المتوسط، ليس ذلك فقط.. لا.. كمان أى تحرك تركى بالمناطق اليونانية الخالصة الواردة بالاتفاقيات المبرمة، هيحط تركيا فى مواجهة مباشرة مع الاتحاد الأوروبى، اووووبااااااااا... وده طبعا هيقلل من فرصة الحلم التركى لدخول الاتحاد الأوروبى، وهيعزز كمان وكمان من إمكانية اتخاذ الاتحاد لقرار فرض عقوبات اقتصادية على الجانب التركى.. ويا مرك يا بلهول!!!.

تانى حاجة.. بعد الاتفاقية ديه برده هتتقلص إمكانات تحقيق طموحات البهلول التركى الخاصة برغبته فى أن تكون بلاده هى المعبر الرئيسى والمتحكم الوحيد بخطوط إمداد الغاز الموجه لأوروبا.. لانه يريد أن يضمن السيطرة على أمن الطاقة الأوروبى بحيث يكون زى ورقة ضغط فى ايده على الاتحاد.

ثالثا.. استند البهلول اليومين اللى فاتوا فى تبرير وشرعنة تحركاته بمنطقة شرق المتوسط إلى اتفاقه المبرم مع حكومة الوفاق الليبية المنتهية ولايتها أصلا.. فجاء الاتفاق المصرى اليونانى ليُدحض شرعية الاتفاق التركى الليبى، واى شرعية لاى تحرك للبهلول.

وهنا سكتت سطورى عن الكلام المباح.. عشان مصر صاحت معلنة أن الصباح قد لاح، والليل يشد الرحال، مفسحًا للنور المكان فى شرق المتوسط.