عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل


لم نلتق أنا وصديقى المشاكس منذ عدة أشهر ، وذلك بسبب ظروف انشغال كلا منا فى رحلة الكفاح فى الحياة - تلك الرحلة التى ترهقنا ( كلنا ) معظم الوقت ، الا انها تمتعنا ايضا فى بعضه الآخر-  و لذا  فقد اتفقنا فى آخر مكالمة هاتفية بيننا أن نتناول طعام الغداء سويا  بعد الظهر بمطعم جميل من المطاعم القديمة المطلة على ضفاف نهر النيل ....
و التقينا بالفعل  ... وكعادته صديقى ...   مد يده وسلم علي مازحا  وهو يقول " اهلا .. اهلا ... ب هبة النيل .... ورددت أنا  عليه - متحمسة وربما متاثرة بأخر سطورى التى كتبتها عن أزمة سد النهضة  : ممممممم.....  ولازال النيل يجرى يا عزيزى وسيظل يجرى على أرض مصر المحروسة بمشيئة الله وقدرته .....
و بعد أن جلسنا على الطاولة المطلة على النهر مباشرة .... أطلت أنا  النظر فى المدى البعيد بطول النهر الخالد ، وسرحت قليلا .... ثم عدت بنظرى  سريعا الى صديقى قائلة :اتدرى .... لعلى اتعجب كل العجب كلما سمعت بعضهم فى اديس ابابا  ممن لا يتوقفون ابدا عن  ممارسة رذيلة التضليل للتأثير فى شعوب نهر النيل والعالم باتهام مصر بأنها ضد فكرة  حدوث تنمية فى اثيوبيا،  هؤلاء الذين يدعون المظلومية تارة ، ويلوحون بالحرب علينا وعلى بلادنا  تارة آخرى!!!!!.
ولك أن تعلم يا صديقى أن مصر تدعم التنمية بكافة دول حوض النيل ، والادلة كثيرة على ذلك ، وسأذكر لك  على سبيل المثال لا الحصر مثلا : أن مصر تنشىء حاليا فى تنزانيا  سد "ستيجلر" على ضفاف نهر" روفيجى"، وذلك بسعة 34 مليار م ، ليولد 2115 ميجاوات.
ولعلى عجبى يزداد اكثر فأكثر كلما فكرت فى أن اثيوبيا بلد مصنفة من البلدان الغنية جدا بالمياة ،حيث يهطل عليها 1000 مليار متر امطار سنويا ، والمياة السطحية تشكل ما يبلغ 122 مليار ،كما ان لديها 12 نهر ، بلاضافة الى 22 بحيرة ، هذا بخلاف ابار المياة الجوفية ، ويتجاوز فيها نصيب الفرد من المياه 1900 متر سنويا ، فى حين أن مصر كل ما تملكه هو حصتها التاريخية منذ آلالاف السنين والتى تبلغ ما يقرب من 55 مليار من النيل ، ولا يتجاوز نصيب الفرد فيها 500 متر ، وذلك مع تحلية مياة البحر و معالجة مياة الصرف الصحى ، ومن تلك الارقام كلها يبدو من المنطقى جدا لاصحاب العقول والفطرة السليمة أن لا تكتفى مصر فقط بتلك الحصة  المائية التاريخية المكتسبة ، بل وجب عليها شرعيا للحفاط على امنها القومى المطالبة بزيادة حصتها عبر مشروعات حصاد المياة بدول حوض النيل ، والا تكتفى بالحفاظ على على حقوقها المكتسبة وحصتها الحالية  .... فهل تتعجب مثلى  اذن ؟؟؟!!!!.
وقالى لى مشاكسا : نعم اتعجب كثيرا ، ولكنى أشعر بالجوع كثيرا  ايضا .... دعينا نطلب شىء فى البداية ثم نستكمل حديثنا  ... وقد شعرت  بالخجل قليلا وقلت له : يلا بينا ... وسامحنى ارجوك ... يظهر اخدتنى الجلالة فى جلالة نهر النيل ...
ولحديثنا بقية