رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أتعجب كثيرًا من العميان الذين يصرون على المناوأة فى ظل هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد حاليًا، تلك الأصوات القليلة جدًا التى لا تدرك الصورة كاملة لحجم المؤامرات الشديدة التى تحاك ضد الوطن الغالى على نفوس المصريين جميعًا، هذه الفئة القليلة ليست «عميان النظر» ولكن عميان البصيرة والتقدير لما يحدث من تهديدات صريحة وواضحة للأمن القومى، ولو أن هؤلاء يدركون ما يفعلونه من جرم فى حق وطنهم، لاختلفت رؤيتهم تمامًا وغيروا مواقفهم الدنيئة التى تشوه كل ما تم من إنجازات أكثر من رائعة، سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، ولو أن هؤلاء أيضًا رجعوا إلى الخلف قليلًا وتذكروا الجرائم البشعة التى ارتكبت فى حق مصر وطنًا ومواطنين، ما قالوا كلامهم هذا الذى يظنون أنهم به يحسنون صنعًا.

ألم يرَ هؤلاء حالة الخراب والدمار الشامل الذى تعرضت له البلاد قبل ثورة 30 يونية؟! ألا يعرف هؤلاء أن مصر سقطت فى وحل لمدة عام كامل عندما تولت جماعة الإخوان الإرهابية الحكم؟! هل كان مواطن واحد خلال هذه الفترة الخطيرة من عمر البلاد يأمن على نفسه أو بيته أو عائلته؟.. هل نسى هؤلاء الكوارث البشعة التى لاحقت المصريين فى هذا التوقيت، وكان الحصول على لقمة العيش بشق الأنفس، وطاردت الأزمات المصريين من كل فج عميق، فهذا الإرهاب يضرب بيد من حديد المصريين؟ والحصول على الخدمات كان شبه مستحيل، والاحتياطى النقدى لا يكفى لشراء الاحتياجات لعدة أيام.. هل نسى هؤلاء النفر القليل أزمات الكهرباء والبوتاجاز وتدهور الخدمات المقدمة للناس؟ هى نسى هؤلاء طوابير الخبز وخلافها من الطوابير؟

النفر القليل من العميان فى النظر والبصيرة يعرفون ذلك جيدًا وأكثر، لكن لأن مصالحهم الخاصة قد تأثرت وجدناهم يزينون الباطل حقًا، والحق باطلاً، أو أن هؤلاء يعملون لصالح الأجندات الخاصة التى تمولهم وتحركهم، خاصة أن من يجهروا بالمناوأة فى ظل هذه الظروف الراهنة لا يعملون لصالح المصريين وإنما يعملون من أجل مصالحهم الخاصة، فلن نتحدث عن حجم الإنجازات أو الإعجازات الضخمة التى تحققت على الأرض فى مدة زمنية قليلة. وكان تنفيذها يحتاج إلى عقود من الزمن، ولن نتحدث عن مشروع وطنى كبير يقود مصر حاليًا إلى تأسيس دولة ديمقراطية عصرية حديثة بدأت بشائرها تلوح بالأفق ويشهد بذلك المجتمع الدولى كله، حتى أن أعداء مصر من أهل الشر يعرفون ذلك جيدًا ويدركونه، ما جعلهم يناصبون العداء بهذا الشكل السافر، ولولا إدراك هؤلاء من أهل الشر أن مصر بلغت من المكانة العالية، ما فعلوا ما يفعلونه من مؤمرات ومصائب ومخططات تحاك ضد الوطن والمواطن، وكلما تزداد ضراوة الحرب على مصر بهذا الشكل، يعنى أن البلاد تسير بخطى ثابتة وسريعة نحو تحقيق الدولة العصرية الحديثة التى يهدف إليها المشروع الوطنى.

لقد تابعت خلال الفترة الماضية بعض الأصوات التى لا تعبر عن حقيقة ما يحدث من إنجازات وصدمتنى بآرائها وكأنها لا ترى ما يحدث من إنجازات على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وتعبر عن عجز حقيقى فى الرؤى لا يتناسب أبدًا مع الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد، ولا مع ما تم من إنجازات على الأرض سواء فى الداخل أو الخارج ويزعم هؤلاء أنهم حماة الوطن فى حين أن الوطن برىء من أفعالهم وتصرفاتهم المخزية، بل إن منهم من يسخر مما يحدث من تفعيل للمواد الدستورية فى انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب، وغاب عن هؤلاء أن مصر أمام الإعصار الشديد الذى تتعرض له الآن من مخططات ومؤامرات خارجية تحتاج إلى توافق وطنى، ليس فى مجال إجراء الانتخابات البرلمانية فحسب وإنما فى كل شىء.

فمصر التى تتخذ حاليًا تفعيل المواد الدستورية وهى فى حالة حرب شديدة ضد كل من تسول له نفسه أن ينال من الأمن القومى المصرى، إنما تؤكد أنها على الطريق الصحيح، ولا توجد دولة أياً ما كانت فى العالم تستطيع أن تقيم الحياة السياسية السليمة وهى منتفضة ضد قوى خارجية تريد هدم البلاد.. ورغم ذلك فالمشروع الوطنى المصرى يسير بخطى رائعة وثابتة ويواجه شرًا مستطيرًا من مؤامرات ومخططات بشعة.. ولا توجد دولة تقوى أبدًا على حربين فى وقت واحد، إلا مصر الدولة الوحيدة فى التاريخ هى التى قامت بهذا الأمر بعد ثورة 30 يونية، فهى قادت حربًا ضد الإرهاب ولا تزال، وحربًا أخرى فى مجال التنمية، سواء كانت سياسية من تفعيل واضح لمواد الدستور أو إنجازات اقتصادية شهد بها العالم أجمع.

يبقى إذن: ماذا يريد العميان وهم كما قلت نفر قليل؟!.. هل يريدون الخراب لهذا البلد؟!.. أم أن أجنداتهم الخاصة أو من يمولونهم وراء ذلك؟!.. أترك هذا للقارئ المصرى وهو يتمتع بالكياسة والفطنة ولديه المقدرة الكاملة على كشف كل الأمور.. ومصر التى تنفذ الاستحقاق الدستورى من تفعيل للمادة الخامسة من الدستور، مع مواجهة شرسة مع أهل الشر، يستطيع أن نطلق عليها أنها دولة قوية متينة تفعل ما لم تقدر على فعله الدول العظمى.. وهنا يجب أن تصمت على الفور فئة «العميان» التى تتسبب فيما تفعله من كوارث حقيقية فى حق الوطن والمواطن.. والمصريون لديهم الفطنة ولا تؤثر فيهم هذه الحركات الصبيانية لمن يبحث عن أجندة خاصة أو مال أو شهرة إعلامية!