رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كثيرًا ما دعت مصر لحل سياسى ليبى - ليبى دون أى تدخلات خارجية، وحذرت من مغبة كثرة الدخلاء، لكن أطرافا ليبية بعينها سعت لتدويل الأزمة حى دخلت مرحلة من التعقيد دفعت مصر والجزائر إلى رفض التدخلات الخارجية فى إشارة إلى التدخل العسكرى التركى بذريعة دعوة مما يسمى بحكومة السراج الشرعية والتى انتهت مدتها، مما دعا الرئيسين الفرنسى والجزائرى مؤخرا إلى ضرورة الحل ليبيا.

وقالت مصادر إعلامية جزائرية إن فكرة الرئيس الجزائرى تعول على دور للقبائل الليبية دون القوى المتصارعة.. فهل يمكن أن يكون ذلك مخرجا للأزمة التى تعصف بليبيا؟ ومع وجود التواجد العسكرى التركى المدعوم من قطر العظمى.

طرحت هذه الفكرة على دبلوماسى وسياسيى ووزير ليبى سابق، وعلى ممثلين للقبائل الليبية الممتدة إلى مرسى مطروح والفيوم والبحيرة فى مصر.. فكانت هذه هى رؤاهم.

إن القبائل الليبية متماسكة إلى أبعد الحدود وحاول العديد استغلالها فى الأمور السياسية منذ عهد الملك السنوسى، والحقيقة أن أكبر القبائل الليبية تستقر فى الشرق مثل العبيدات والبراعصة وغيرهم لها امتدادات فى الوسط والشرق والجنوب، وكذلك قبائل بنى وليد (الورفلة) ومصراتة بجميع مكوناتهم فى الغرب لها امتداداتها فى الشرق والجنوب ونفس الشىء قبائل الجنوب من الطوارق والتبو لهم امتداداتهم فى الغرب والشرق يعنى بأكثر وضوح لا توجد منطقة فى ليبيا هى لقبيلة واحدة بل يقطنها العديد من القبائل.

وإن كانت تاريخيا قد تتميز بنسبة أكثر من قبيلة معينة يعنى منطقة الجبل الأخضر لو أخذنا منطقة البيضاء فنجد معظم سكانها من قبيلة البراعصة ولكن يسكن معهم من مصراتة ومن الغرب ومن قبائل الشرق والجنوب بالتالى لا يوجد للقبيلة الليبية شيخ واحد.

فقبيلة مثل ورفلة التى أصلها من منطقة بنى وليد فى الغرب الليبى لها شيخ يمثل ورفلة بنغازي وكذلك فى سبها شيخ يمثل ورفلة سبها، وهكذا فى كل المناطق وكل القبائل.

والشىء المهم أن المدن مثل طرابلس وبنغازي وسبها تذوب فيها القبيلة بشكل واضح بعد أن عاش فيها سنين طويلة سكانها من جميع القبائل وانقطعت صلتهم بالحياة البدوية، وهذه المدن تمثل أكثر من 60 فى المائة من سكان ليبيا.

الشيء الآخر المهم أن مشايخ القبائل كانت هناك مجموعات نصبها المسئولون عن القبائل فى مكتب القذافى وهؤلاء استفادوًا كثيرًا وجزء منهم هاجر بعد فبراير إلى مصر ورعاهم أحمد قذاف الدم ولهم ارتباط بمجمعات فى الفيوم ومرسى مطروح والحمام، وبرزت قيادات ومشايخ جدد مع استمرار الشيوخ الأصليين كبار السن.

ويضيف السياسى والدبلوماسى الليبى: الأمور الآن بها فوضى غريبة، فعلى سبيل المثال أكبر قبيلة فى الشرق هم العبيدات وهؤلاء امتدادهم أولاد على بمرسى مطروح لديهم شيوخ يتكلمون باسمهم مؤيدون للجيش وحفتر، ولديهم شيوخ ومجموعات ضد حفتر، ويتعاملون بل يؤيدون حكومة الوفاق، والأغلبية والشيوخ الأساسيون ليسوا مع هؤلاء ولا هؤلاء، والشيء الآخر المهم أن المتحاربين من الميليشيات والمجموعات المسلحة لا يرضخون لتعليمات مشايخ قبائلهم، بل إن ولاءهم لقائد مجموعتهم، ولا توجد مجموعات عسكرية قبلية يعني تتبع قبيلة واحدة.

ولذلك فإن ما يقرره شيوخ القبائل لن ينسحب تنفيذه على الأرض، ويرى إبعاد القبائل عن أى دور سياسى، لأنه لن تعود بخير على ليبيا ولن يكون لما يتفقون عليه أى أثر على الواقع فى ليبيا. أما أحد وجهاء القبائل من مرسى مطروح فيلخص الأمر فى أن الأزمة الليبية تم تدويلها، وأصبحت أكبر من قبائل ليبيا وقبائل مصر.