رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

 

 

 

كل عام، والإخوة المسيحيون بألف خير وسعادة بمناسبة عيد القيامة المجيد. وفى هذا الصدد، يحضرنى رأى الكاتب الكبير مصطفى أمين الذى تحدث فيه عن الوفد وثورة 1919، عندما كتب فى تقديمه لمذكرات القطب الوفدى فخرى عبدالنور، أحد المناضلين فى ثورة 1919، يقول: إنه عندما ألف سعد زغلول الوفد، نظمه فى طبقات من القادة، إذا نُفيت الطبقة الأولى، برزت الطبقة الثانية لتتولى الزعامة، وإذا أعدمت الطبقة الثانية، وقفت الطبقة الثالثة تقود المعركة، دون أن تتوقف لحظة واحدة.. وهكذا، كل فريق يسلم العلم إلى الفريق الذى يليه، وكل عضو جديد يدخل القيادة، وهو يعلم أنه فى طريقه إلى المشنقة، أو الاعتقال أو مصادرة الأموال، دون أن يتردد.

وقد قامت أربع «طبقات» وفدية قيادية، فيما بين 29 ديسمبر 1921، لما نُفى سعد زغلول إلى سيشل، حتى عودته سنة 1923، الطبقة الأولى تألفت من أعضاء الوفد الذين نُفوا معه، وكانت تضم إلى جانبه: فتح الله بركات باشا وعاطف بركات بك، وحبيبه وصديقه وموضع ثقته مصطفى النحاس بك وسينوت حنا بك والأستاذ مكرم عبيد، والمسلمون أربعة والأقباط اثنان.. وفى يوم نفيهم، بقى واصف غالى بمفرده، فأصدر بياناً إلى الأمة قال فيه: «إن فى ميدان المجد والتضحية لمتسع للجميع»، ثم قُبض عليه!

الطبقة الثانية تألفت من سبعة: أربعة من الأقباط، وثلاثة من المسلمين، هم: حمد الباسل، ويصا واصف، جورج خياط، مرقص حنا، علوى الجزار، مراد الشريعى، وواصف بطرس غالى، وقد وقعوا قرار الوفد بالمقاومة السلبية لبريطانيا، وحُكم عليهم بالإعدام، فهتفوا قائلين: «نموت وتحيا مصر»، وقال حمد الباسل: «لكم أن تحكموا علينا، وليس لكم أن تحاكمونا»، ثم خُفف الحكم عليهم إلى الحبس سبع سنوات والغرامة.

وقامت الطبقة الثالثة التى ألفها المصرى السعدى من: حسين القصبى وسلامة ميخائيل ومحمد الغرابلى وراغب إسكندر وفخرى عبدالنور ومحمود حلمى إسماعيل وعبدالحليم البيلى، وقبض عليهم وقدموا للمحاكمة العسكرية.

واعتقلت السلطة العسكرية البريطانية عبدالرحمن فهمى ومصطفى القاياتى وفخرى عبدالنور، ومحمود حلمى إسماعيل وعبدالحليم البيلى، ومحمود فهمى النقراشى ونجيب إسكندر ومحمد نجيب الغرابلى ومحجوب ثابت وعبدالستار الباسل وحسن يس وغيرهم وقبض عليهم وقدموا للمحاكمة العسكرية.

وتألفت الطبقة الرابعة من: حسين حسيب وعلى الشمسى وسلامة ميخائيل وحسين هلال وعطا عفيفى وعبدالحليم البيلى ومصطفى بكير وإبراهيم راتب، وأصدروا بياناً إلى الأمة بالمثابرة على الجهاد.

وكانت جماهير الشعب تنقاد لبيانات الوفد كلها، دون النظر لشخص أو دين من أصدرها، إيماناً وثقة بالوفد: المبدأ والرسالة!

أربع «طبقات» توالت فى رفع علم الجهاد الوطنى، ثم جمعها سعد زغلول فى قائمة واحدة، صدر بها قرار فى سبتمبر 1923 بتمثيلها هيئة الوفد الكاملة، فعلاً.. يحيا الهلال مع الصليب.