عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

 

 

 

(هل تظن أنى لا أملك روحًا ولا قلبًا لإنى فتاة فقيرة لم تحظ بشيء من الشهرة والجمال؟ إن لى روحًا مثل روحك وقلبًا مثل قلبك. ولو أن الله حبانى شيئًا من الجمال والثروة لكان فى مقدورى أن أجعلك تدرك صعوبة أن تتخلى عنى كما أدرك صعوبة أن أتخلى عنك. وأنا لا أتحدث إليك الآن بوحى من الأعراف والتقاليد ولا بوحى من حب الجسد الفاني. إن روحى تخاطب روحك كما لو أن الروحين تقفان عند قدمى الله متساويتين كما نتساوى أنا وأنت).  لقد جاءت تلك السطور السابقة على لسان  «جين اير» وهى تعلن عن حبها لسيدها «روتشستر» قبل أن يخبرها هو بحبه وعشقه لها، وقد قالتها «جين» عندما خيل إليها أن  حبيبها «روتشستر» سيتزوج من امرأة غيرها، وأنه ربما سيهجرها..

و«جبين» هى إحدى بطلات روايات الكاتبة والروائية الإنجليزية «شارلوت برونتي» والتى ستحل علينا ذكرى ولادتها قريبًا- حيث ولدت فى 21 من أبريل 1816م- والتى بدأت بكتابة القصص والأشعار وكذلك المسرحيات منذ أن كانت فى الثانية عشرة من عمرها، ولعل بعضكم اعزائى قد قرأ وسمع عن: (جين اير)، أو (شيرلي)، أو (فيليت)، أو (البروفيسور) وهم من أشهر أعمال الكاتبة الرائعة الموهوبة والمتفردة جدًا «شارلوت برونيتى» .

وقد حققت رواية (جين اير) تحديدًا نجاحًا كبيرًا للغاية منذ اللحظة الأولى لصدورها، تلك الرواية التى اقتبست منها السطور الأولى من مقالى اليوم، وتحكى لنا هذه الرواية قصة فى منتهى الإنسانية لفتاة يتيمة الأب والأم، تتلقى تعليمها فى معهد تابع لجمعية خيرية، ثم تعمل  بعد الانتهاء من التعليم كمربية فى قصر «ثورنفيلد»، هذا المكان الذى تولد فيه وتتشكل علاقة عاطفية وقصة حب كبير بينها وبين سيدها مستر «روتشستر»، وهو الرجل الذى كان متزوجًا من سيدة مصابة بالجنون، ولكن «جين» كانت قد أحبته قبل أن تعرف بأنه متزوج، وتمر الأحداث وتترابط وتتشابط بطريقة غاية فى الروعة والإبداع.

 ويتبدى لنا شىء فشىء من تلك الرواية شديدة العمق والغوص فى دهاليز النفس البشرية، وبخاصة نفس وعقل وقلب وروح النساء، مدى وتأثير هذ النوع من الخبرة التى مرت بها بطلة الرواية «جين اير»، وأيضًا مدى صدق مشاعرها تجاه حبيبها السيد «روتشستر»، الأمر الذى يجعلنا نشعر وكأننا، لا بل نحن بالفعل أمام  قصة من قصص الحب، فريدة جدًا من نوعها، فى رومانسيتها، وغنها بالمشاعر الإنسانية المختلفة والمختلطة فى ذات الوقت، وظنى أن تلك الرواية كانت  ولا تزال تعتبر قصة انسانية من الطراز الأول حتى يومنا هذا.

ولحديثنا بقية عن أديباتنا الجميلة «شارلوت برونتي» ورواياتها وقصة حياتها المثيرة.. سنستكملها الأسبوع المقبل بإذن الله.