رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من حق قرية شبرا البو أن تتخذ من يوم موقعة رفض دفن الشهيدة الطبيبة عيدًا قوميًا لها، وإذا نازعتها القرية الثانية ميت العامل فى عيدها القومى وأرادت أن تتخذه عيدًا قوميًا لها فليكن لهما ولمركز أجا، وليكن عيدًا قوميًا لمحافظة الدقهلية كلها، هذه المحافظة العظيمة التى أنجبت عظماء الفكر والأدب والفن والطب كيف تنجب قومًا يرفضون دفن شهيدة فى مقابر؟، وكأن هذه المقابر ملك أزلى لهم ورثوها عن قابيل بن آدم؛ سيارة إسعاف تتوقف أمام المقبرة ست ساعات والمفاوضات مستمرة وهم رافضون أن تُدفن فى بقيعهم، إنها زوج ابنكم؟ لا وألف لا، لن تدفن عندنا، تتجه السيارة بالجثمان إلى القرية التى أنجبتها «ميت العامل»، ترفض القرية الأخرى، يعود السائق مرة أخرى بشبرا البو، والمفاوضات مستمرة، محافظة أسرت لويس التاسع ملك فرنسا فى دار ابن لقمان ترفض قريتان منها دفن جثمان شهيدة! لقد ماتت- رحمها الله- بسبب كورونا فكيف يدفنونها؟ فلو «كحّتْ» فى قبرها فستعديهم، وستعدى أمواتهم بسعالها.. ربما لو تمشّت بكفنها بقريتها وسلّمت عليهم فنقلت إليهم العدوى.. يا ناس أين الغراب حتى يعلّم قابيل كيفية دفن هابيل؛ لقد نشر الصديق الدكتور السيد فضل على صفحته مشهدًا تقشعر منه الأجساد، كلب نَفقَ أى مات فتأتى الكلاب تحفر له حفرة ويجرونه إليها ثم يؤيدونه فيها ويهيلوِن برؤوسهم عليه التراب، يوارونه فى مشهد مدهش!

يا رجل، هل ضمنوا ألا يمرضوا وهل عقدوا اتفاقًا مع السيد كورونا ألا يأتى قريتهم وأخذوا على الموت عهدًا فلن يموتوا، لقد كان الناس إذا مات غريب يتسابقون من يحظى بشرف تكفينه على حسابه الشخصى، ومن يحظى بدفنه فى مدافن عائلته وتخرج البلدة عن بكرة أبيها لتشييع جثمانه فكيف يلفظون جثمان شهيدة تنتمى إليهم؟ سيأتى يوم تبحث هاتان القريتان عن اسمين جديدين لقريتهما؛ وهل تدبروا قوله تعالى: «لمن المُلك اليوم، لله الواحد القهار» هل أطلب من الدكتور السيد الفضل أن يرسل إلى أهل القربتين هذا الفيديو حتى يتعلموا منه أو نرسل لهم الغراب المعلم الأول لابن آدم حتى يدلهم على سوءتهم قبل أن يفخروا بموقعتهم الكبرى التى ستغدو تاريخًا لانحطاط القيم وغياب المروءة وضياع الإنسانية، وعلى الدنيا السلام.

 • خاتمة الكلام:

سيجيءُ ليلٌ ، فيه نَفتقدُ الظلامْ

ويجيءُ شِعرٌ فيه نفتقدُ  الكلامْ

ويجيءُ حُبٌّ دونَ أن نجدَ الغرامْ

ويجيءُ موتٌ فيه نفتقدُ الحِمامْ

ويجيءُ صلحٌ دونَ أن نجدَ السلامْ

ويجيءُ جيلٌ، فيه نفتقدُ الأنامْ

ويجيءُ دهرٌ لايُرى فيه الكرامْ

ويُصيبُنا عَدَمٌ يشكو من الإعدامْ

تتساقطُ الأيدى، كما تتناقصُ الأفهامْ!

وتجيءُ ليلاتٌ بهـا الموتَى سِـقامْ

ويجيءُ قومٌ، لا أُنوفَ لهمْ، نيامْ

ويجيءُ عصرٌ كلُّ ما فيـه حُطامْ 

قد جاءَ ما حذرتُ، كيْما لا أُلامْ

فعليكمُ مِنّى التحيةُ والسلامْ!

[email protected]