رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام فى الهوا

سافر حنظلة إلى إحدى الدول المتقدمة التى تُعلم وتُعالج وتدفع إعانات نقدية وعينية لغير القادرين على العمل، حتى يجد هذا الشخص عملًا مناسبًا، ويقوم بدفع الضرائب التى يُصرف منها على غيره. وسأل حنظلة لأنه «حِشرى» عن قيمة الضرائب، أجابه مرافقه: تصاعدية، فكل ما زاد دخلك زادت ضرائبك، إنه العدل، وبدأ حنظلة فى التجول فى المدينة ورأى الشوارع نظيفة والمبانى جميلة، وإذ أثناء تجوله شاهد ما لم يتوقعه.. إشارة المرور انقطع عنها الكهرباء لمدة لا تزيد على ثلاث دقائق، وإذ بالحال انقلب إلى شوارع دار السلام أو بولاق الدكرور، الكل داخل فى كله، لا أحد يرضى أن يسمح لغيره أن يمر، وتعطلت حركة المرور تمامًا، وعاد حنظلة بغطرسته لسؤال المرافق له: ما هذا؟ قال: هذا سببه غياب الدولة التى تقوم بتنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع، فإذا غابت الدولة يعود الفرد إلى فطرته البشرية فى المزاحمة على كل شىء وأى شىء حتى لو كان هذا الشىء هو الطريق، نظر حنظلة إلى مرافقه وسكت، وقال فى نفسه ماذا يقول هذا الرجل، هل المجتمعات التى نعيش فيها لا يوجد فيها دور للدولة، وهو يُشاهد رجال المرور يقومون بتنظيم المرور، وأن الذى شاهده لا يوجد إلا فى الأماكن التى يختفى فيها هؤلاء الرجال. فحمد الله كثيرًا لأنه اكتشف أنه لا فرق بينه وبين الخواجة، ولكنها «عُقدة الخواجة» ودول «الخواجات».

لم نقصد أحدًا!!