عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مراجعات

منذ سنوات، نعيش في «مستنقع» البهتان والضلال، و«متاهة» الأفكار الشاذة، والفتاوى العجيبة، والأفكار المنحرفة، عن طريق «الهَبْد»، لـ«كل من هبّ ودبّ»، حتى أصبح الأمر صادمًا وفوضويًا وعبثيًا، لا تحكمه أي ضوابط أو معايير أخلاقية.

في زمن «ركوب الترند»، بلا وعي أو إدراك، لم يعد بالإمكان السيطرة على جموح هؤلاء «الطامحين» في الشُّهْرة، أو أولئك الذين انزَوَت عنهم الأضواء، فتبدَّلت الأدوار، ولم تعد «الفتاوى» مقتصرة على «رجال الدين» وحدهم، بل أصبحت «ساحة اجتهاد» لمشاهير الفن!

ما بين تداول مقطع فيديو قديم لإحدى الفنانات، تتحدث فيه عن «الصلاة وقت العمل»، وما قاله «أحد مشايخ وزارة الأوقاف»، في المقطع الذي تم حذفه لاحقًا، إن «القطط مكانها في الشارع وليس المنزل»، يبقى موضوع «المساكنة» الأكثر إشغالًا للناس!

قبل أيام، انتشر أحد المقاطع لمخرجة سينمائية، «تتفاخر» بخوضها تجربة «المساكنة» لمدة 9 سنوات، ليؤيدها «أحد المحامين بالنقض»، في تصريحات متلفزة «أنه لا يمانع أن تخوض ابنته هذه التجربة، لكونها حرية شخصية»!

اللافت أن «المحامي» صاحب دعوة «المساكنة قبل الزواج»، أكد أنه سيستمر في دعوته، رغم تحرك نقابة المحامين ضده، لأن قرار إحالته للتحقيق من قبل النقابة «باطل قانونًا»، باعتبارها «ليست جهة اختصاص»!

هنا سنستشهد فقط بما قاله «الأزهر الشريف»، بأن الدعوة البائسة لما يسمى بـ«المساكنة» هي تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهوية، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، كما أنها دعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة ومحرَّمة.

وبما أننا لسنا من علماء الدين أو المتخصصين، فلن نخوض في حكم «المساكنة»، التي تدخل ضمن العلاقات المحرَّمة في الإسلام، وسائر الرسالات والكتب السماوية، لكن النقاش حول قبول تلك العلاقة، على مرأى ومسمعٍ من الناس، ليس سوى طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقِيم المجتمع وثقافته وهويته، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة السَّويَّة، ودفع المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وعرض المحظور في صورة المقبول، وتحطيم حصون الفضيلة في نفوس النشء والشباب، والاجتراء على حدود الله ومحارمه!

نتصور أن الوقاحة في طرح تلك «الجرائم اللاأخلاقية»، والسعي الممنهَج لتطبيع هذا النوع من العلاقات الشاذة والمحرَّمة، يعصف بقيم المنظومة الأخلاقية، ومَسْخ الهوية، والعبث بأمن المجتمع واستقراره، وترويج للفواحش المنكَرة، واستيراد للأفكار الغربية الهدَّامة.

أخيرًا.. لقد أصبحنا في زمن العجائب، الذي نتوقع فيه كل شيء وأي شيء، وما قضية «المساكنة» المثارة مؤخرًا، إلا مولود مشوَّه من «نُطْفَة سِفَاح»، عمره ثلاثة أعوام، وامتداد لفكرة «زواج التجربة» المشروط، التي لا نعلم إن كانت «جريمة مستترة»، أم وسيلة «شيطانية» للتحايل على العلاقة المقدسة.

فصل الخطاب:

يقول المفكر الجزائري «مالك بن نبي»: «لا يمكننا أن نصنع التاريخ بتقليد خُطا الآخرين في سائر الدروب التي طرقوها».

[email protected]