رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

.. عن طريق سمير خفاجى عرفت الجميلة نادية لطفى فى العام 1984 كان سمير يحتفل بعيد ميلاده فوجدت نجوم السينما والمسرح والتليفزيون بدون استثناء يملأون الصالونات وغرفة السفرة ومكتب خفاجى والصالات لدرجة أنه وضع كراسى فى كل مكان لشدة الزحام والصالون الاثير لديه. وجدت إشعاشا يفوق إشعاع كل النجوم وعيونا جعلتنى أسيراً لها منذ طفولتى وبهاء لم يتوفر لأحد غيرها وصوتًا امتزجت فيه العذوبة مع نجمة محببة للنفس تسمرت فى مكاني وكأن الطير حط فوق الرأس توقفت طويلا أستعيد أحلام الصبا فقد كنت أتمنى لو عملت بالتمثيل حتى أحب نادية لطفى فى الأفلام تماما مثلما أحبها عبدالحليم حافظ.. كان المعدول ينظر إليها بتركيز شديد وهى تتكلم.. ثم لفت انتباهه الوضع الذى تحولت اليه.. فقال: كراملا.. تعالى وسلمى على المعدول، ثم اتجهت نحوها وأنا مذبهل لا أكاد أصدق أننى أمام هرم أحلامى الأكبر.. فحكيت لها عن أمنيتي بأن أكون ممثلا لكى أطبع قبلة على يدها وهذا أضعف الإيمان.. فنظرت إليّ وقالت يا روح قلب أمك.. ولم أسكت رغم لهجة السخرية فى كلمات نادية لطفي.. وأضفت.. أن هذا اليوم هو أحد أسعد أيام العمر.. فقالت ها.. وكما الفلاح الأهبل القادم من أعماق الريف والذى هبط ترانزيت فى محطة مصر استكملت حديثي.. لم أكن صادقًا فى حياتى مع فتاة فى المشاعر الا مع واحدة فقط لا غير كانت تشبهك أنت وحدك.. فقالت نادية: وحياة النبي.. وضحكت من قلبي هذه المرة. وبالطبع كان المعدول فى غاية الانشكاح ونادية تواصل هذا الفاصل من السخرية على كلماتي.. وبعد أن أنهت حديثها مع عادل امام جاءت حيث جلست الى جوار عدد من أهل الفن المقربين الى القلب منهم عبد الله فرغلى وحسن مصطفى و الكاتب الصحفى الساخر الجميل فؤاد معوض الشهير بفرفور.. وقالت نادية.. ياواد.. ده انت ابوك هرانى شتيمة.. ومازعلتش منه.. تقوم انت تزعل من الكلمتين اللى قولتهم لك بالهزار قلت لنادية.. أبويا شتمك امتى.. فضحكت من أعماق القلب وهى تقول.. يووووه ده هراني.. بس ياواد أنا عاوزة اقولك على حاجة السعدنى لما يشتمك .. يسعدك.. لأنك تحس.. انه حتى وهو بينتقد  بينتقد بحب.. ولو قلمه قاسى اوى ح يضحكك مش ح يجرحك.. اوعى حسك عينك تقوله حاجة من اللى أنا قولتها.. و من هنا بدأت قصة صداقة أدخلت السعادة على قلبي من سيدة عندما مثلت أتقنت اختيار  ما تقدمه للناس.. لم تنصت لما هو تافه للأعمال.. حملت هموم جيلها وقدمت أدوارا دخلت فى الأرشيف السينمائى وذاكرة الأمة الفنية. وفوق ذلك كانت نادية صاحبة موقف ورؤية وآمنت باننا أمة عربية واحدة من المحيط الى الخليج.. وإن كان الجانب الأخطر الذى لمسته بنفسى منذ ذلك التاريخ وحتى تعرضت لأزمة صحية خطيرة هو الجانب الانساني.. عندما اقتربت من نادية لطفي.. اتفقت معى على ألا أناديها باسم الشهرة وان أناديها.. بولا فقط.. وجدت بولا تتقصى أحوال أهل الفن الذين تعرضوا لأزمات صحية خطيرة تستدعى تدخلًا جراحيًا أو رعاية مركزة..هنا تقوم بولا بوضع ما تيسر لها من مبالغ.. وكانت بالفعل طائلة.. فى أظرف ممنوع كتابة أى حرف أو رقم عليها.. يشارك فى هذا المظروف اناس توفرت لهم مزايا هى نفسها التى سكنت بولا.. النبل والأخلاق الأرفع وكان احدهم يتوجه الى المستشفى ويدفع التكلفة كاملة.. دون ان يفصح من صاحب هذه الأموال أو مصدرها. كان الثلاثى الرائع الذى تشرفت بمعرفة أفراده على فترات متباعدة من الزمان.. رجاء الجداوى التى عرفتها منذ قديم الزمن ودلال عبدالعزيز فى بداية الثمانينيات ثم احدى جميلات الشاشة الكبيرة التى عشقتها القلوب ميرفت أمين، كان هذا الثلاثى ومعهم أو تقودهم بمعنى أصح بولا  هم نواة مؤسسة خيرية لا يعرف احد على الاطلاق ماذا قدموا أو لمن قدموا المساعدة واتفقت مع بولا اتفاق رجال.. نعم فقد كانت تملك شهامة الرجال وجدعنة الرجال ووفاء الرجال وقوة بأسهم.. قالت.. اياك ان تفشى امرنا ايا كانت الأسباب ، ووعدت بولا اننى لن أفعل هذا ولكن يوما ما بعد عمر طويل سوف اذكر هذا الأمر حتى نعطى الأجيال القادمة صورة لما ينبغى ان يكون الفنان عليه من قدوة دون ضجيج أو إعلام أو إعلان.. كانت السرية التامة هى الحاكمة لهذا الرباعى والذى أتقدم لمن بقى على قيد الحياة أطال الله اعمارهم بالشكر، ذلك لأن لنادية لطفي.. أو بولا صديقتنا الأعز والأحب أيادى بيضاء شغلت بالها وعقلها وقلبها بها طوال رحلتها مع الحياة ولم يعكر صفو العلاقة التى جمعتنى باحدى أعز الناس بولا الرائعة سوى مرة واحدة فقط حين بلغ اسماعها اننى هاجمت شيماء زوجة عمى وتاج رأسى سعيد صالح الذى تصورنا ونحن صغار هالة أختى  وانا ان عادل وسعيد وصلاح هم أعمامنا، فقد كان الثلاثة يجتمعون معا ويزوروننا سويا ويخرجون معا ويسهرون مع السعدنى سواء فى بيتنا بالجيزة أو فى مقهى حسن عوف أو فى مسرح السعدنى أو لدى أصدقاء السعدنى و هم لا حصر لهم ـ المهم ان بولا اتصلت بى وهى فى قمة الغضب وسألت هل أغضبت شيماء.. قلت لبولا.. شيماء سعيد صالح  فقالت.. آه.. شيماء سعيد صالح ـ قلت.. أنا لا أستطيع أن أتسبب فى غضب شيماء فيكفى أنها زوجة العم سعيد صالح.. وعادت بولا لتقول انا سمعت انك زعلتها.. واللى يزعل شيماء.. ح....... و قالت بولا كلاما وتهديدا أنا ضحكت من أعماق القلب له وقلت لها انت تتصورى انى ممكن أعمل ده..  طيب اسألى شيماء وكلمى عم سعيد وتأكدت بولا من صدق كلامي..  وعادت كما الأطفال الأبرياء من جديد. وفى الأيام الاولى للثورة التى هبت ضد التوريث فى بلادنا فى 25 يناير من العام 2011 اطلقت الشرطة كميات لا حصر لها من الدخان لتفريق الناس وكانت الرياح مع شديد الأسف تحمل هذا الكم المرعب من الدخان وتتجه به نحو منطقة جاردن سيتى حيث تقيم اجمل من عرفت الشاشة العربية فى تاريخها.. وبالطبع كانت بولا تعانى من مشاكل فى الصدر.. وتسبب هذا الأمر فى حدوث مضاعفات.. كنت دائم الاتصال بها فى تلك الأيام.. أتصل عدة مرات فى اليوم للاطمئنان عليها.. وفى النهاية قررت أن تذهب لتقيم فى عزبة صغيرة فى المنصورة يملكها الابن الوحيد لنادية لطفى وكانت دائماً ما توجه لنا الدعوة لنا لنأكل -سمير خفاجى وأنا- الطواجن فى الفرن البلدي.. وكنا خفاجى وانا نخشى عليها من تداعيات هذا الأمر وكانت لبولا مكانة وحدها فى قلب سمير خفاجى وقد تعرف عليا فى مشهد عجيب بالفعل.. فقد كان يسير على قدميه على كوبرى قصر النيل فى بدايات السيتينات من القرن الماضى ثم توقفت امامه فجأة سيارة كابورليه شديدة الفخامة قفزت منها فتاة لا مثيل لجمالها واتجهت نحوه بسرعة الصاروخ وسلمت عليه بحرارة ووجد خفاجى نفسه مأخوذا بما رأى فتعطلت لغة الكلام قليلا حتى قالت له أنا نادية لطفي.. ممكن نكون اصدقاء، وتبادلا أرقام التليفون «المحظوظ» بالطبع.. ومنذ ذلك اليوم تحول سمير الى اخ بمعنى الكلمة لا تخطو نادية لطفى خطوة فى حياتها سواء فى الفن أو فى الحياة الا وكان لرأى سمير خفاجى الأولوية القصوى.. ومعا قدما العمل المشترك الاول والأخير.. مسرحية «بمبة كشر» والتى تعاقد خفاجى على كتابتها مع احد أكبر كتابنا الساخرين فى ذلك الوقت عمنا جليل البندارى والذى أراد أن تلعب الدور فنانة أخرى كان يهيم بها عشقاً.. ولكن خفاجى أصر على نسبة البطولة اى نادية لطفى الى جانب عبدالمنعم مدبولى وتحقق نجاح منقطع النظير فى العرض الشتوى والصيفى وسافر بها الى الخليج وتحقق نجاح جماهيرى وتجارى لم يحدث من قبل لخفاجى ومع الاسف انضمت هذه المسرحية الى عدد من الأعمال المسرحية الشديدة التميز التى لم يصورها خفاجى لاسباب خارجة عن ارادته وهو الأمر الذى حزن لأجله خفاجى وبولا معا ومع شديد الأسف فان بولا تعرضت لأزمة نفسية ليس لها علاقة بمرضها.. وذلك عندما قامت المطربة الاماراتية أحلام بالعبث باغنية ضمها فيلم ابى فوق الشجرة.. بحيث استبدلت نادية لطفى بالمطربة الاماراتية.. وكان الفيديو بالفعل ثقيلا على النفس لم يتقبله احد على الاطلاق، واتصور ان احدا فى عالمنا العربى لم يسعده هذا الأمر سوى انسان  وحيد شذ عن هذا الشعور وهى أحلام نفسها التى جعلت الفيديو بالنسبة لنا.. ليس أحلامًا ولكن كوابيس مستمرة كلما شاهدناه. وجدت بولا وقد اتصلت بى عدة مرات فقمت بالاتصال بها.. وقالت لي.. شوفت الست كوابيس عملت ايه فى الأغنية بتاعتي أنا وحليم قلت لها.. لا والله ولا شوفت اى حاجة وسألتها مين كوابيس.. فسألت صديقتها رضا ورفيقة مشوار المرض.. فقالت أحلام.. ثم قالت.. أنا حابعت لك الفيديو لازم تتفرج وقولى رأيك.. الحق أقول اننى لم أتكلم معها الا بعد أن نشرت الأمر وابلغت زميلى العزيز الذى يتحمل رذالاتى المتعددة على صفحته فى الفيس بوك برحابة صدر طارق رضوان.. أقول.. نبهت على طارق أن ينشر مقالى على وجه السرعة وهو ما حدث بالفعل.. هذا المقال أسعد نادية لطفى وأطفأ نيران الغضب داخلها ومع شديد الأسف قبل اسبوعين ألحت على فى الزيارة فوعدتها بأننى سوف أكون تحت النظر قريباً.. وعلمت بعد ذلك انها وبسبب الواجب وما تمليه الشهامة والجدعنة التى لا يملكها سوى رجال بمعنى الكلمة.. خرجت نادية من المستشفى لتؤدى واجبًا  انسانيًا وما كان لأحد أن يلومها لو لم تفعل.. ولكن نادية كانت لن ترحم نفسها وكان اللوم سيأتيها من داخلها.. ويعذبها الضمير الحى  فهى تؤمن انه لا يصح الا الصحيح.. و قد كانت مثالا ونموذجا وقدوة ومثلا.. تشرفنا بمصادقته ومعرفته والاقتراب منه الى المدى الذى بقدر ما أشاع السعادة فى حياتنا.. كان سببا للحزن والاكتئاب والغم الشديد برحيل فنانة لن يجود الزمان لها بمثيل.

رحمك الله رحمة واسعة

يا من كنت رحيمة بكل من حولك من بشر