رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

استنضفته فى مكتبى لمدة ساعة كاملة، كان يدعو إلى الله ان يسدد ديونه الى الناس قبل أن يلقاه، قال لى إن الناس أعطوه أضعاف ما أخذوه منه، وان بعضهم ساعده أن يتذوق ما فى الدنيا من خير، والبعض الآخر أضاء له شمعة، فاستطاع أن يرى الطريق الى النهار، ولولا هؤلاء، لعاش يسخط على الدنيا، ويرمى من ظلموه بالحجارة!!

انه رجل تعدى الـ 70 عاماً بقليل، أرسل الى وزير المالية يشكو رئيسة قسم الربط،  فرضت  ضريبة على وحدات غير موجودة، ورفضت فرض ضريبة على وحدات تصرف فيها ملاك بالبيع، وهذا المسلك من جانبها لم يكن مرده إلى جهل بالقانون ولا باللوائح، وانما الى التعصب الذى بات ظاهرة تستوجب الدراسة!

وأضاف: ان الوزير أحال الشكوى فى نهاية ديسمبر الى ادارة التفتيش التى انتقلت الى المأمورية وعاينت العقار، وتأكدت من سلامة الشكوي، وأمرت باستبعاد الوحدات غير الوجودة، ورفع الضريبة عنها وطلبت من المأمورية التأشير بذلك فى سجلاتها.

لكن الموظفة لم تأبه لا بشكوى الوزير، ولا بتقدير ادارة التفتيش، فأضافت ضريبة الوحدات غير الموجودة الى ضريبة الوحدة الموجودة، وفرضت ضريبة على وحدة  لم تستكمل بعد، وقدرتها بقيمة أعلى من مساحة دور تجارى بكامله، ولما عاد وتظلم، عادت المفتشة فاكتشفت العجب العجاب، ان رئيسة قسم الربط هى التى أمرت احدى الموظفات بقيد ما انتهت اليه بالمخالفة لقرار ادارة  التفتيش فى السجلات وفى تاريخ سابق على قرار الأخيرة، دون  ان يعتمد ذلك التأثير من رئيس المأمورية ولا من رئيس المراجعة، ولما سئل احد الموظفين كيف تربط ضريبة على وحدة بسعر أعلى من الضريبة المفروضة على دور تجارى بكامله، قرر انه قدرها بمبلغ 18 الف جنيه لكن رئيسة الربط هى التى رفعها الى 30 الف جنيه، وهى التى أضافت ضريبة الوحدات غير الموجودة الى ضريبة الوحدة الموجودة!!

وأخذت أبحث عن اسباب التعصب الذى اجتاح موظفينا، فاكتشفت دراسة أعدها استاذ بجامعة نورث ويسترن الأمريكية، توصل من أبحاث أجراها على كثير من المرضي، الى أن التعصب الدينى مرده الى خلل فى منطقة الدفاع، وان الشخص المتصعب، شخص مريض، يجب علاجه، ومادام التعصب مرضا، والموظف المتعصب هو موظف مريض، لا يصلح للاستمرار فى الوظيفة، ولا فى التعامل مع الجمهور، وبالتالى فإن كل وزير فى وزارته مسئول ان يحيل الموظف المتعصب الى طبيب نفسي، لعلاجه أو ليقرر مدى صلاحيته للبقاء فى الوظيفة، اما أنا شخصيا فأنا ادعو الى الله أن يمسك بيد هذه الموظفة وهى تعبر شارع الحياة، وان يساعدها ان تصنع الخير، وأن تكسر اليد التى تحاول ان تظلم، ادعوه ان يساعدها على الا  تسيء استغلال وظيفتها، بل الى تضميد جروح الناس، وترميم البيوت الآيلة للسقوط، ولا يتركها تتوهم انها رئيسة وزراء، ولا وزيرة، ولا أن الظلم هو أقصر طريق الى الترقية!!

أنا شخصياً أدعو إلى الله  ان يساعدنى ان اعطى للناس قلبى، وعقلى ووقتى، وان اقف لأمد يدى لانسان مظلوم، وأساعده ان يصل الى حقه،  ادعوه ان يساعدنى أن أكون  أحد حملة  الشموع لا أحد الذين يقذفون الفوانيس بالحجارة!!

يا رب: امنحنى ذاكرة ضعيفة تنسى اساءات الناس، وإذا اخطأ الناس فى حقى لا تتركنى أسير فى موكب الضعفاء، الذين يضيعون عمرهم فى الانتقام،  اعطنى قوة التسامح، وقوة  الإيمان بك، لأنك أقدر منى فى محاسبة الناس!!