رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بمناسبة الواسطة والمحسوبية فقد ذهب أخوكم إلى مقر مصلحة الأحوال المدنية بالعباسية وكنت فى سابق العهد والزمان أعرف تقريباً كل مساعدى الوزير ولكن بعد عدة ثورات وتعاقب عدة رؤساء على حكم البلاد والعباد لم أعد أعرف أحداً ولله الحمد، لذلك ذهبت إلى هناك متأملاً الأوضاع.. أضع يدى على قلبى من رحلة العذاب والشقاء والضنا، فأنت إذا طلبت مستنداً.. كان عليك أن تلف على قدميك «كعب داير» فى كل أنحاء وأدوار ومكاتب المصلحة.. ستدوخ دوخة الأرملة وبشكل يومى، وتقف فى طوابير لا مثيل لها إلا أمام الجمعية الاستهلاكية عندما تبيع الفراخ المجمدة.. وقد يسعفك الحظ فتلحق بالبيه الموظف قبل أن ينظر فى ساعته ويقول.. خلاص يا بهوات مواعيد العمل انتهت فوت علينا بكره.. أقول.. كنت أخشى بالتأكيد من رحلة العذاب والضنا هذه وتوجهت إلى ضباط وإلى موظفين فوجدت المراحب الحارة والاستقبال الطيب والوجوه ترتسم عليها ابتسامة الرضا.. قلت فى نفسى ربما لأننى صحفى.. نلت الرضا السامى وفتحت أمامى الأبواب المغلقة.. ولكن والحق أقول لم تكن هناك أبواب مغلقة ولا طوابير، وجدت الكل يحملون تأشيرة ضابط برتبة عقيد، ثم ضابط أكبر برتبة عميد وجدت رجلاً جاء من أعماق الريف المصرى يصرخ بأعلى صوته ويردد أبياتاً من الشعر يهجو بها أحد الموظفين، وجدت أن الضباط وقفوا إلى جوار الفلاح الفصيح الذى أكل الجو بأشعاره، ثم استعان بأحاديث نبوية وآيات قرآنية وبلغة عربية فصحى يندر أن تجدها هذه الأيام.. وكانت هناك سيدة قادمة من صعيد مصر.. تحمل نفس الورقة، الكل وجدوا أماكن للجلوس أمام الموظفة التى تطبع الشهادات والوثائق المطلوبة.. ولكن السيدة كانت غايبة من أجل الصلاة.. ومع أن العمل عبادة إلا أن بعض الموظفين فى بلادنا يعشقون ترك هذه العبادة من أجل الصلاة.. وغابت السيدة وقتاً لا يتناسب مع أى صلاة وبمجرد ظهورها ظهرت طوابير لا أدرى من أين.. الأرض أنبتت بشراً لا حصر لهم شباب على شيوخ على سيدات، وبالطبع حدث هرج ومرج، فهذه آفة بلادنا.. لا نظام ولا احترام للدور ولا للغير.. وأنا أنظر حولى كما محمدين وحسنين.. قلت العيب فينا وليس فى أحد سوانا.. نحن لا نتعلم النظام فى أى مكان لا فى البيت ولا فى المدرسة ولا فى العمل ولا فى الشارع وكل ما أتمناه بعد هذا التغير الطيب الذى لمسته فى المعاملة واعتبار أن كل مصرى صاحب طلب.. هو واسطة فى حد ذاته، وأن خدمة المواطن المصرى شرف لو تعلمون عظيماً.. أقول.. ما أتمناه بعد ذلك أن نحرص على التنظيم داخل هذه الأماكن الحكومية.. حتى نتعود على اتباع الأصول والاحترام الكبير وتقديس الدور، وأيضاً الصبر الذى هو مفتاح كل فرج.

ولأننى أعانى من فوبيا ركوب المصاعد فقد استحدث السلم فى الصعود والهبوط، ووجدت الدور الأرضى، وقد اصطف عدد من الشباب أمام رجل يرتدى زياً مدنياً، وقد اتجه اليه أحدهم بالشكوى علمت أنه ـ السيد المساعد ـ كما أفادنى بعض الذين وقفوا الصف، وهم عساكر يرتدون الزى المدنى، الحق أقول إننى راقبت المساعد عن بُعد فوجدت صوتاً خفيضاً لا تكاد تسمعه الأذن ولا تستطيع العين أن تترجم حركة الشفاه.. وشاهدت البشر يرتسم على وجوه محدثيه.. وهنا أدركت.. أن المنظومة متكاملة وبخير وأن رجال الشرطة المصريين يعاملون إخوانهم وأهلهم داخل مؤسسات شرطية هى ملك لنا جميعاً والحفاظ عليها وتنميتها وتحسين دورها حلم نتمنى تحقيقه.

 

<><>

جاء الشتاء

عندما جاء موسم الأمطار.. غرقت مدن جديدة وارتفعت المياه لتحولها إلى مدن أشبه بالبندقية فى ايطاليا ولجأ البعض إلى مراكب أشبه بمراكب الصيادين للانتقال فى أحياء راقية ومع الأسف هذا الكلام شمال العاصمة التى هى بالتأكيد ليست فى أسعد أيامها.. وأيضاً غرقت أنحاء أخرى فى الوحل وفى برك ومستنقعات إلا الجيزة.. مدينتى المفضلة التى ورثنا عشقها بفضل الولد الشقى السعدنى الكبير طيب الله ثراه كان يعتبر ان مصر هى عاصمة الدنيا وأن الجيزة هى أصل الكون.. ولله الحمد فى الجيرة لم ألجأ إلى وسائل أخرى للتنقل سوى السيارات والمشى على الأقدام بفضل وجود رجل على حد علمى ليس من أبناء الجيزة وقد أكون مخطئاً ولكن بالسلوك أثبت انه أحد أفضل الذين تولوا أمرها.. فقد استعد للآتى المجهول وربما توقع السيناريو الأسوأ.. فأخذ حذره الأشد وأمر كل الجهات فى المحافظة بالاستعداد لموسم أمطار غزيرة.. وبالفعل اتجهت كل الأجهزة للوقوف على أحوال الصرف خصوصاً فى أنفاق الكبارى التى تتحول إلى حمامات سباحة بعد هطول الأمطار ويبقى الحال هكذا ربما لعدة أسابيع.. ولكن من يستعد جيداً ومن يتوقع ما هو آت.. لا يترك للمفاجآت أن تلعب لعبتها ولا للأمطار أن تعطل حركة الحياة فى المحافظة التى هى بوابة الصعيد ومحط أنظار الكون كله بفضل أعظم عجائب الدنيا السبع وما أتمناه من المحافظ الذى يعمل وكأن محافظة الجيزة ملك خاص به يتفنن فى تجميلها وإصلاحها.. وتحسين وجه الحياة فيها.. أقول.. أتمنى فى احتفالات رأس السنة القادمة بعون الله أن يكون هناك احتفال يليق بالمحروسة على أن نختار محله أهرامات الجيزة فقد شاهدنا احتفالات العالم من أماكن مختلفة لا يوجد فيها مثيل لأهرامات مصر.. شاهدنا احتفالات لندن من منطقة «لندن آى» وفى أستراليا من الكوبرى الشهير وفى دبى من برج خليفة وفى أمريكا بجوار تمثال الحرية.. وبالتأكيد من قلب التاريخ فى الجيزة سيكون هذا الاحتفال هو الأروع والأعظم.

قولوا يا رب