رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

الأمواج من حولنا عاتية، فمصر تحيطها المشاكل من كل جانب، ومن حقها علينا ان ننحى مشاكلنا جانبا، وان نقف جميعا صفا واحدا خلف قادتنا، داعين الله لهم بالتوفيق والذود عن بلدنا الحبيب مصر.

اهم المشاكل التى تواجه مصر فى تقديرى، هى مشكلة سد النهضة، فمصر بلد زراعى بطبيعتها، فهى تعتمد اساسا على الزراعة، سواء فى استهلاكها المحلى ام التصدير للخارج. اما عن الصناعة فقد تخلفت فى مسيرتها الصناعية وسبقتها دول كانت لا تنتج شيئا، وأصبحت الآن من النمور الصناعية فى العالم. فمبدأ وفكر القطاع العام - مع الاسف الشديد - قضى على اغلب الصناعات المصرية، وإعادة تلك الصناعات مرة اخرى يحتاج منا لجهد ووقت كبير. وقد فعلت خيرا قيادتنا السياسية، حينما اتجهت الي انشاء المشروعات الزراعية، خاصة المتعلقة منها بزيادة الرقعة الزراعية لمواجهة الزيادة السكانية المتوقعة.

فى تقديرى، إننا الآن فى امس الحاجة لإيجاد البديل اللازم لتوفير المياه اللازمة للزراعة، خاصة المشروعات المتعلقة بزيادة الرقعة الزراعية التى تقيمها الدولة، حتى لو لم تنقص حصة مصر من مياه النيل نتيجة ملء خزان سد النهضة الاثيوبى، وبالتالى يتعين على الحكومة ان تعكف على انشاء المشروعات الخاصة بمعالجة مياه الصرف سواء الصحى ام الزراعى، وكذا محطات تحلية مياه البحر، حتى تكون المياه صالحة للزراعة، كما يجب على الدولة ان تعمل على توعية المزارعين بطرق الرى الحديثة، سواء الرى بالتنقيط ام بالرش ام غير ذلك من ادوات الرى الحديث، المهم ان يتم الاستغناء تماما عن فكرة الرى بالغمر.

اما عن الموقف الاثيوبى من مسألة ملء سد النهضة واصرار اثيوبيا على رأيها، وان مصر هى الأخرى مازالت مصرة على طلبها فى تلك القضية، فنحن مازال امامنا الوقت للوساطة الامريكية، وكذا هيئة الامم المتحدة لإيجاد الحل الذى يقبله جميع الاطراف، او الالتجاء إلى التحكيم الدولى للفصل فى النزاع القائم بيننا وبين الجانب الاثيوبى. المهم الآن نساق وراء من ينادى للحرب. صحيح ان المياه بالنسبة لمصر هى مسألة حياة، ولكن فكرة الحرب بعيدة تماما عن العقلانية، لاسيما وانه مازال امامنا بدائل عديدة افضل كثيرا من فكرة الحرب، خاصة ان اثيوبيا قد تنبأت لخطورة الموقف، وانشاء قواعد عسكرية تركيا واسرائيل لحماية السد.

وعلى اى حال، نحمد الله ان فى مصر قيادة واعية، لديها من الحكمة والدراية ما يمكنها من مواجهة الاخطار التى قد تتعرض لها البلاد، كما ان لمصر اشقاء كثر لا اعتقد ان ايا منهم سيتخلى عنا لو تعرضنا للضرر نتيجة نقص مياه النيل. واخيرًا، فإن الله سبحانه كما وقف إلى جانبنا فى ثورة يونيه سنة 2013، حين جثم اخوان الشياطين على صدورنا، فهو ايضا قادر على ان يقى مصر وشعبها من اى سوء.

اما المشكلة الثانية، وهى فى تقديرى لا تقل خطورة عن المشكلة الاولى. والمتعلقة بالتهديد التركى القادم من ناحية الغرب، فقد حضر إلى مصر فى الايام القليلة الماضية رئيس البرلمان الليبى وخطب فى البرلمان المصرى مناشدا شعب مصر مساندة اشقائهم فى ليبيا، بإرسال الجيش المصرى للوقوف إلى جانب الجيش الليبى، لمواجهة التدخلات الأجنبية فى ليبيا، وهو ما دفع البرلمان المصرى إلى تفويض رئيس الدولة فى هذا الامر، باعتبار انه وحده القادر على تقدير الموقف لمعرفته بخبايا الامور.

وللحقيقة، فإن الوضع فى ليبيا غاية فى التعقيد، فهناك مشاكل عديدة بخلاف مشكلة الوجود التركى، فهناك ميليشيات ومرتزقة اتوا من سوريا والعراق، وهناك ايضا القبائل الليبية المختلفة، كل هؤلاء تقف وراءهم دول اجنبية عديدة تساندهم وتمدهم بالمال والسلاح. اذًا، فالمسألة ليست مقصورة على الجيش التركى، وفى اعتقادى ان تدخل الجيش المصرى فى ليبيا ليست بالمسألة السهلة، لاسيما واننا مازلنا نتذكر ما اصاب الجيش المصرى فى حرب اليمن، والتى كانت بالنسبة للجيش المصرى اشبه بالمذبحة.

خلاصة القول.. ان فكرة الحرب -فى تقديري- هى فكرة خطيرة، ولابد ان يحسب لها حسابها جيدا من كل جانب، فالحرب غالبا ما تكون لها من الخسائر ما قد تتحملها الاجيال القادمة، اللهم الا اذا تعرض الأمن المصرى للخطر.

وتحيا مصر.