عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

حكاية لا يعرفها إلا قليلون جدًا

حكاية قد لا يعرفها إلا قليلون جدًا خلال أواخر أيام السادات.. نشرت جريدة «الأهرام» موضوعًا طويلاً مرسومًا وسطه صورة للمرحوم محمود أبوالفتح.. الموضوع، يتهم أبوالفتح بمساعدة أمريكا وإسرائيل ضد مصر وعبدالناصر.. هنا رفع أحمد أبوالفتح جنحة مباشرة ضد الأهرام ومحمد حسنين هيكل بصفته رئيس التحرير المسئول وأيضًا كتب أحمد أبوالفتح مقالاً ملتهبًا ضد هيكل تضمن بعض كلمات ينطبق عليها القانون فرفع هيكل جنحة مباشرة ضد أحمد أبوالفتح.

(..........)

هذا حدث خلال أواخر ولاية السادات الذى كان قد اعتقل أكبر عدد من كل رجال السياسة، والأحزاب بمختلف أسمائهم بل اعتقل كل من قال كلمة سياسية فى حياته كما قيل يومًا من باب المبالغة والتشنيع.

(..........)

صباح يوم نظر القضيتين فى مجمع المحاكم فى شارع الجبالاية حدث ما قلت عنه ما هو هذا الحدث الذى أشرت إليه ولم يعرفه إلا قليلون جدًا فى معتقل محدود جدًا؟!

(..........)

فى الصباح الباكر نادى فؤاد سراج الدين على زميله فى المعتقل محمد حسنين هيكل.. ولما لبى هيكل النداء قال سراج الدين بصوت خافت فى أذن هيكل:

ـ انت عاوز تحبس أحمد أبوالفتح؟.. وما رأيك لو تم حبسك انت أيضًا؟

رفع هيكل حواجبه وكل قسمات وجهه تعجبًا لهذه المفاجأة فى هذا الوقت المبكر جدًا من الصباح.. سحب سراج الدين هيكل من ذراعه وجلسا معًا فى مكان بعيد ولم يلحق بهما سوى قليلين لا يزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة من أقرب المعتقلين لأحدهما.. لا أعرف من هم؟

(..........)

تحدث سراج الدين بحكمة ومنطق وهدوء..

إذا كان بعض المحامين استصدروا قرارًا ضد أحمد أبوالفتح مع ايقاف التنفيذ ولمدة شهر واحد فهو قرار له ظروف ما ولكن في القضيتين اللتين سيصدر فيهما الحكم اليوم وضع آخر.. انت أيضا لابد أن تكون مهددًا بشكل أو بآخر.. ومن مصلحتكم جميعًا التنازل عن القضيتين الآن بعد ساعات.. الآن أو بعد قليل ستمتلئ المحكمة برجال الوفد وعدد كبير من الصحفيين.. ختم سراج الدين كلامه:

ياريت يتم هذا الآن فى يوم مشهود!!

وقد كان..

(..........)

استأذن هيكل من المعتقل فى المثول أمام محكمته وهذا من حقه، هرول هيكل إلى قاعة المحكمة وسط ذهول الجميع.. فالمعروف أنه معتقل.. واتجه نحو أحمد أبوالفتح.. ودار همس بين الاثنين.. ثم وقف المحامون: إبراهيم فرج عن أحمد أبوالفتح وعبدالفتاح الشرقاوى وإبراهيم صالح عن هيكل وأعلنوا تنازل الجميع عن القضيتين معًا.. ثم تعانق المئات.

(..........)

وهكذا.. كان يدافع الوفد زمان عن تاريخه وأعضائه وكل من يحاول المساس به حتى حينما كان رئيسه فى المعتقل!! يا ريت تعود هذه الأيام.. بدلاً من سرقة أمواله.

وهكذا.. كان وفد زمان إذا دخل محكمة ما دون أن يعلم أحد ثم نظر وفد زمان خلفه وجد كل الوفد جاء ليدافع عنه دون قرار أو طلب أو حتى استجداء!!.. متى يعود وفد زمان.. متى؟!