رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كانت سنة 2019، كريمة معى، أعطتنى كل أحلامى، وأخذت منى بعض سنوات من شيخوختى، وأسرفت فى العطاء، فقد أعطتنى بلا حساب، أعطتنى فرصا للنجاح لا عدد لها، وإذا تعثرت فأنا أعدو فى شارع الحياة كانت لا تضيق بى، فقد منحتنى فرصة بعد فرصة لأحول فشلى إلى نجاح، أعطتنى دروسا استفدت منها، وأعطتنى عددا ضخما من الأصدقاء، كانوا يمدون لى أيديهم إذا وقعت، ووقفوا بجانبى فى مرضى.

وإيمانى بالله يزداد يوما بعد يوم، ففى كل يوم أرى حولى ما يقوى إيمانى، رأيت الحقيقة الضعيفة، وهى تهزم أكذوبة قوية، رأيت الخير وهو يصرع الشر، رأيت المظلوم الصغير ينتصر على ظالم جبار، رأيت المثل العليا تحطم قلاع الضلال، رأيت الله وهو ينصف المظلوم وينتقم من الظالم، رأيت أكواخ الحق وهى تثبت فى العاصفة، وقصور الضلال وهى تتساقط وتتحول إلى تراب.

رأيت سيف الكذاب وهو يتكسر، وعصا الصادق وهى تكسر السيوف، رأيت الحب البسيط وهو يتغلب على الحقد المسلح، رأيت القرش الحلال وهو يشترى أكثر من الألف الحرام، رأيت ضابطا عظيما وهو يهزم كثرة من الإخوان، سمعت صوته يغطى على ميكروفونات الذين قسموا الشعب المصرى إلى قسمين، الذين حرقوا الكنائس ودمروها وهتفوا «الله أكبر»!!

رأيت الله وهو يمتحن إيمان المثقفين، ولكن ما من مرة طالت فترة الامتحان فإن السماء كانت دائما تسارع وتساعد من وقعوا على الأرض على الوقوف من جديد، وتعوض من أدار له الزمن ظهره بما ينسيه محنته، والإيمان بالله عندى ليس زيارة الكاتدرائية ومقابلة الأساقفة والقسوس، وليس حضور القداسات إنما الإيمان بالمثل العليا التى نادى بها السيد المسيح والصلاة عندى ليست مجرد سجود وتناول إنما عمل صالح وعرق دائم، وحب لا كراهية، وبناء لا هدم، وتسامح لا انتقام!

أنا لا أتكل على الله بلا عمل، بل إننى أعمل وأترك الباقى لله، ولا أتوقف لأنتقم من الشخص الذى ضربنى بالخنجر فى ظهرى، إننى أمشى فى طريقى وأترك للزمن مهمة حساب صاحب الخنجر، وما من مرة تلفت ورائى إلا وجدت الخنجر فى صدر صاحبه!!

وفى بداية 2020، فأنا أدعو الله أن يهبنى لذة العفو، وأنا يجردنى من شهوة الانتقام، أدعو إليه ألا يجعلنى فأرا أمام الأقوياء، ولا أسدا فى مواجهة الضعفاء، أدعو إليه أن يزرع فى قلبى التسامح والرحمة وأن يملأ قلبى بالإيمان به، وأن يفتح عينى لأرى الجمال الذى صنعه فى الطبيعة وفى الناس وفى الخير الذى يزرعه كل يوم فى الأرض وفى القلوب.

يا رب: اعطنى القوة على أن أنتصر للحق، سواء  كان هذا الحق فى أيدى الأقوياء أو الضعفاء، وسواء أغضبت الحقيقة الناس أو ضاق بها الحكام، يا رب اعطنى إيمانا واعط خصومى عمرا، يا رب ساعدنى على نشر التسامح بين الناس وإقناعهم بأن الانتقام هو سلاح الضعيف، والتسامح هو سلاح الأقوياء.

أنا أرى عيوبى مكبرة لأتخلص منها، وعيوب الناس مصغرة حتى لا تعيش فى ذاكرتى، ساعدنى على ألا أكره الذين يكرهوننى، ساعدنى إذا لم أكسب حبهم، أن أحاول كسب احترامهم، ساعدنى على اختيار الألفاظ التى تضمد جروح الناس، والمشاعر التى تخفف دموعهم، أن أجد دائما حلا لمشكلة مظلوم، وأملا لقلب أعماه اليأس، وحبا وحنانا وعطفا أقدمه لمحروم نسيته الأيام فى عجلتها.

يا رب: إذا أخطأت فى حق الناس فساعدنى أن أثق بنفسى حتى أعتذر عن أخطائى وإذا أخطأ الناس فى حقى فساعدنى أن أرتفع عن محاسبتهم على أخطائهم.

يا رب: ساعدنى أن أعطى ولا أطلب، ساعدنى على إسعاد الناس، فالوجوه السعيدة تطيل عمرى، والوجوه الباكية تحرق خلايا عقلى وقلبى.

كل سنة والذين يحسدوننا فى ازدياد، والذين يشفقون علينا فى نقصان، كل سنة وأيامنا القادمة أجمل من أيامنا الماضية، كل سنة وكلنا بخير.