عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم مخضرم

 

 

 

قالها صباح يوم من أيام أخطر وأكبر وأهم قرار اعتقال شهدتها مصر.. فجأة فقد السادات اعصابه وقرر اعتقال كل قادة مصر بلا استثناء!!..

قرر اعتقال زعماء الوفد مع زعماء الإخوان المسلمين وبقايا عبدالناصر ورجال السياسة القدماء وكل اليساريين وعدد كبير من الصحفيين.. بل وصحفيين كانوا يعتقدون أنهم فوق مستوى الاعتقال!! ممكن اعتقال رئيس الجمهورية ولكن كان مستحيلا أن يمس رئيس تحرير مثلاً فى مركز هيكل!!

(......)

وأقف عند هذه النقطة وأقول وأسأل:

ـ ماذا كان تفكير السادات حينما اختار كل هؤلاء ليضعهم مع بعضهم فى معتقل واحد؟!!

كان تفكير السادات من وضع الإخوان مع اليساريين والوفد مع السياسيين القدامى وغير ذلك من متناقضات ـ والسادات سياسى داهية ـ كان السادات يريد ليقول للجميع إنه محايد بحق.. ليس له اتجاه معين.. ظنًا منه أن مدة حكمه ستكون بلا حدود.. وبلا نهاية.. رجل وضع أمريكا وإسرائيل تحت ذراعه ماذا ترى منه وله.. ولكن ماذا حدث؟

(......)

كان تفكير السادات خلال حكمه من البداية.. من أول يوم له هو بعض ما فعله الغير فى التعليم والطب والزراعة.. لذا كان طه حسين وزيرًا للتربية والتعليم وكان محمود محفوظ وزيرًا للصحة وتأميم الطب وكان حسين عثمان وزيرًا للزراعة والصناعة معًا!!..

قرر السادات ان يكون "خطاب العرش" المدنى لا الملكي، قرر السادات اعلان خطاب العرش المدنى مساء يوم 6 اكتوبر!!

  الرجل الذى حقق حلمًا لم يكن مستحيلاً بل أكثر من مستحيل ـ طموحه دفعه لكى يكون يوم 6 أكتوبر يوم انتصار تاريخى عالمى غير عادى فقط.. يوم تاريخى عسكريًا ومدنيًا.. حارب وبنى وغيّر تاريخ مصر كلها..

ولكن التاريخ أبى.. رفض

وقتلوا السادات فى نفس اليوم الذى أشرت إليه..

ما هذا اليوم؟!

(......)

كل المعتقلين كانوا يصلون الصلوات الخمس جماعة فى وقت واحد ومكان واحد.. وأيضًا وراء إمام واحد.. هذا الامام هو عبدالفتاح حسن آخر وزير داخلية قبيل ثورة يونيو 1952 وبعد مرتضى المراغى عدة أيام فقط.. وعبدالفتاح حسن اسمه بالكامل «عبدالفتاح البس» ألف لام باء سين ـ سليل الشيخ البس الكبير أحد أبرز علماء الدين الصوفيين.

(......)

فى هذا اليوم

قبل صلاح الفجر بوقت يسمونه «السحر» بفتح السين والحاء الدعاء فيه مقبول.. الدعاء فيه يشق السماء شقًا قبيل الصلاة ـ التقى كل المصلين حول الوزير عبدالفتاح حسن البس وقالوا له:

نريد دعاءً من كلنا.. من كل قلوبنا وكل افئدتنا.. وكل خلايا جسمنا.. وبكى الجميع.

تولى عبدالفتاح حسن البس مهمة الدعاء.. وردده كل المعتقلين بمن فيهم: فؤاد سراج الدين ومحمد حسنين هيكل!! وحدث ما حدث.

(......)

(......)

(......)

هذان الاثنان: فؤاد سراج الدين ومحمد حسنين هيكل هما بطلا الحديث الذى دار بينهما واشرت إليه فى بداية المقال... ضاق به المقال فإلى عدد قادم بإذن الله تعالى.