بالأمس كان اليوم الأول فى العام الميلادى الجديد، كل عام وانتم جميعا بخير وسعادة. ورغم ان العام الجديد ربما يكون محفوفا بالمخاطر، خاصة تلك التى تحيط بنا من كل صوب، إلا أن هذا لا يمنع أن تكون لى فى هذا العام بعض الامنيات التى ادعو الله ان تتحقق.
< أولى="" الأمنيات="" فى="" العام="" الجديد،="" ان="" تولى="" الدولة="" اهتمامًا="" أكثر="" بمشكلة="" الزيادة="" السكانية،="" فأى="" مجهود="" سبق="" ان="" بذلته="" الحكومة="" أو="" مازالت="" تبذله="" أو="" سوف="" تبذله="" مستقبلا،="" فإن="" الزيادة="" السكانية="" سوف="" تبتلع="" أى="" تنمية="" قد="" تحدث="" فى="" البلاد.="" فمن="" غير="" المعقول="" ان="" تعدادنا="" يزداد="" مليون="" نسمة="" على="" الأقل="" كل="" عام،="" فهذا="" يعنى="" اننا="" خلال="" عشر="" سنوات="" مقبلة="" سوف="" يزيد="" تعدادنا="" من="" 10="" إلى="" 15="" مليون="" نسمة،="" فمن="" اين="" لنا="" أن="" نوفر="" لكل="" هذا="" الكم="" الحياة="">
لقد سبق ان كتبت كثيرًا عن هذه المشكلة ولكن لا أدرى لماذا تغض الحكومات المتعاقبة الطرف عن هذه المشكلة؟، صحيح أن هناك محاولات تبذل لكنها غير مؤثرة فى الطبقة الفقيرة محدودة العلم والمثقفة والتى تكثر من الإنجاب دون بصر أو بصيرة. لابد للدولة ان تتخذ من الاجراءات ما يوضح خطورة الزيادة السكانية على البلاد والعباد، فلابد ان يكون هناك توضيح شامل فى جميع اجهزة الإعلام عن خطورة الزيادة السكانية سواء على الأسرة ام على بلدنا العزيز مصر.
سبق ان أبديت اقتراحًا بعدم تمتع الطفل الثالث بأى دعم حكومى، فيكفى الدولة ان تتحمل عبء طفلين، أما الطفل الثالث فتتحمل أعباءه الأسرة التى لم تهتم لمستقبل أبنائها. ومن ناحية أخرى أن كل من هو منوط به العمل الإرشادى سواء فى المساجد ام الكنائس أم أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة يجب ان يهتموا بتوضيح المخاطر المترتبة على الزيادة السكانية. المهم أننى أتمنى فى العام الجديد ان يزداد الوعى بين شعبنا بخطورة الزيادة السكانية خاصة بين الطبقات الفقيرة محدودة العلم والثقافة.
< أما="" عن="" الأمنية="" الثانية،="" أن="" يكون="" فى="" مصر="" تعليم="" مجانى="" حقيقى،="" فكل="" من="" يدعى="" أن="" فى="" مصر="" مجانية="" تعليم="" فهو="" خاطئ="" أو="" منافق،="" فالحادث="" ان="" التعليم="" فى="" مصر="" يحتاج="" منا="" مصروفات="" باهظة،="" كل="" ما="" فى="" الأمر="" أن="" المصروفات="" بدلا="" من="" ان="" تحصل="" عليها="" الحكومة="" يحصلها="" المدرسون،="" فالحقيقة="" ان="" كل="" بيت="" سواء="" فقيرا="" أو="" ميسورا="" يستعين="" بالدروس="" الخصوصية="" لأن="" التعليم="" فى="" المدارس="" خاصة="" الحكومية="" سيئ="">
أهم شىء فى التعليم هو المدرس، فاذا كان المدرس على قسط كبير من العلم والثقافة والأخلاق استطاع ان يخرج لنا جيلا على مستوى عال من العلم والأخلاق. أكذوبة التعليم المجانى لا بد أن نتصدى لها بصدق ولا نضع رؤوسنا فى الرمال، فلا يمكن ان يستمر التعليم بهذه الفوضى. هل من المعقول ان يكون الفصل به ما يزيد عن 60 طالبا، فكيف للمدرس مهما كانت قدراته أن يوصل العلوم لهذا الكم الهائل من الطلاب؟؟ وهذا بالطبع نتيجة الزيادة السكانية. ولا يغيب عن أحد أن مستوى الخريجين سواء التعليم الثانوى أو حتى الجامعى متدن للغاية، فقد أصبحت جامعاتنا أقل مستوى فى الترتيب العالمى.
< أما="" الأمنية="" الثالثة،="" أن="" يكون="" فى="" مصر="" معارضة="" واعية="" وحرية="" رأى="" مسئولة،="" سواء="" كانت="" مقروءة="" أم="" مسموعة="" أم="" حتى="" مرئية،="" فالمعارضة="" الواعية="" هى="" مرآة="" الحكومة،="" فأى="" إنسان="" يعمل="" لابد="" ان="" يخطئ="" يوما،="" فالعصمة="" لله="" وحده.="" وبالتالى="" فإن="" مهمة="" المعارضة="" هى="" تصحيح="" الخطأ="" الذى="" قد="" تقع="" فيه="" الحكومة="" قبل="" ان="" يتفاقم="" ويستعصى="" على="">
وبطبيعة الحال، فأنا لا أعنى تلك المعارضة المغرضة التى تسعى لهدم البلاد، فهذه المعارضة لابد أن تأخذ بكل شدة وحزم، لكن ما أدعو إليه هو المعارضة الشريفة الواعية، التى تعمل على نهضة مصر تمامًا كما تسعى الحكومة، فالمعارض فى الحقيقة إنسان وطنى محب لبلده مثله مثل من يتولى ادارة البلاد، وكلاهما يعمل من أجل نهضة مصر وشعبها.
كم أتمنى فى العام الجديد أن تعود الحياة الحرة والكلمة الجريئة الواضحة للناس جميعا، فهذا افضل كثيرا من ان يلجأ بعض البسطاء إلى الجهات المغرضة التى تبث اخبارها المغلوطة بغرض إحداث الوقيعة بين صفوف الشعب، فالحرية هى الطريق الصحيح للنهوض بمصر وشعبها نحو مستقبل أفضل بإذن الله.
وتحيا مصر.