رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علمتنى أمى ـ رحمها الله  أن الكهنوت سر مقدس، به يضع الأسقف يده على رأس الشخص المنتخب، ويطلب من أجله، فيسكب عليه الروح القدس، ويمنحه إحدى درجات الكهنوت، ويصبح له بالتالى: سلطات مباشرة الخدمات الكنسية من أسرار وتعليم.

وعلمتنى أن كلمة «الكاهن» تطلق على رجل الدين، الذى يقوم بخدمة الناس، وأن رتبة الشمامسة، رتبة هامة فى الكنيسة، لأن الشماس خادم، ووظيفة الشماس معاونة القس أو القمص أو الأسقف فى أداء الخدمات الكنسية، وأن الكاهن هو من ارتقى الى درجة الكهنوت، ويؤدى الشعائر الدينية،  وأن السيد المسيح لما كان موجوداً على الأرض، هو الذى أسس الكهنوت.

 وهو الذى اختار من تابعيه اثنى عشر، وكرسهم للخدمة، وقال لهم وحدهم: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، علموهم جميع ما أوصيتكم به.

وفى مرحلة الشباب درست القانون، وطالعت القوانين، والتقاليد الكنسية، وتيقنت أن رتبة القسيسة ثلاث درحات: القس، والقمص، والخورى ابسكريوس، وأن الأول هو الدرجة الأولى  فى الرتبة، وأنه كاهن له حق ممارسة جميع الأسرار الكنسية، وأنه معلم، لأنه يُعلم الناس كلام الله، ويفسر لهم العقائد والطقوس، وأنه أب يرعى أولاده، ويتفقدهم بالرفق واللين والمحبة.

وأن القمص ترقية من درجة قس، وهو كبير القسوس فى الكنيسة، وأن الخورى ابسكريوس هو أسقف القوى، ويختار من بين الرهبان، ووظيفته معاونة أسقف الإيبارشية أو مطرانها، فى خدمة القرى، وافتقادها وأعرف أيضاً أن رتبة الأسقفية الرتبة العليا فى الكهنوت، وأن شعب الإيبارشية هو الذى يختار أسقفه، ووسامة البابا للأسقف هى تتويج لإرادة الشعب، شريطة استيفاء المرشح للشروط الكنسية، وأن درجة المطران ترقية من رتبة الأسقفية.

ودرجة البابوية هى أعلى درجة من درجات الكهنوت، فهو رئيس الكنيسة، ورئيس المطارنة والأساقفة كلهم، وهو رئيس المجمع المقدس ـ أعلى سلطة فى الكنيسة ـ وأنه وحده الحارس على إيمان الكنيسة، وعلى عقيدتها وعلى قوانينها، وعلى كل فرد من أفراد شعبها.

هذه هى درجات الكهنوت التى أعرفها، والتى تنص عليها قوانين الكنيسة ولوائحها، والتى جرى العمل بها منذ دخلت المسيحية مصر حتى اليوم، لكن أسقفية من ضمن الأسقفيات خرجت على هذه القوانين، وخالفت تلك اللوائح والتقاليد، وابتدعت رتبة «مساعد أسقف» مرة للشئون القانونية، ومرة أخرى للأمن العام!!

ان من حقى أن أتساءل ـ بمنتهى حسن النية ـ ما هى الشروط التى وضعتها الأسقفية لاختيار رتبة مساعد الأسقف، ولماذا تختاره من العلمانيين، ومن دون رجال الكهنوت، ومن الذى يملك أن يضع اليد على رأسه ليطلب من أجله، ليسكب الروح القدس، ويمنحه هذه الرتبة، وليصبح له سلطات مباشرة هذه الخدمة، هل يتقدم المجمع المقدس بتعديل قوانين الكنيسة، ولوائحها، بحيث يكون مساعد الأسقف أحد أعضاء المجمع، هل سيصدر قداسة البابا قراراً بإلزام كل مطران، وكل أسقف أن يعين مساعداً له من العلمانيين، ونضرب بذلك قوانين الكنيسة وتقاليدها!!

إن الأمر جد خطير، والرتبة المستحدثة فى أسقفية بعينها ورم خبيث إن تفشى فيصيب كل كنائسنا بمرض لن نتمكن من علاجه، ولأن الورم فى بدايته، وقداسة البابا جراح ماهر، فأنا واثق انه سيتدخل لاستئصاله، فرسالته الحقيقية هى الحفاظ على كنيسته من كل هرطوقي ومن كل مبتدع، ومن كل منحرف، فهل آن الأوان لهذا التدخل؟!