ذكريات قلم معاصر
أكتب قبل أن يصدر الحكم في القضية الطويلة جدا التي كتبت عنها عشرات المرات في نفس المكان.... سيصدر الحكم بعد 48 ساعة سيصدر الحكم بعد هذه المدة الطويلة وسنحني له رؤوسنا مهما كان.... هكذا تعلمنا نحن الذين عاشوا عمرهم تحت ظل قانون اسمه «استقلال القضاء» سطره أحد أكبر رجال القانون في مصر وفي كل البلاد التي تحترم نفسها.... محمد صبرى أبوعلم.... من عائلة «أبوعلم».... علم الاستقلال والكرامة والعدل و.... و.... وإعطاء كل ذي حق حقه بصرف النظر عن طرفي النزاع.... قانون «استقلال القضاء» هو الذي يعتبر الضعيف قويا حتى يأخذ حقه والقوي ضعيفا أمام قضاء مستقل ليس له رئيس ولا يخشى سوى من خالقه. قانون استقلال القضاء الذي لا معقب على حكمه.
«....»
العديد من زملائى في مهنة البحث عن المتاعب قادة الرأي العام وغيرهم من الكثير من المهن وغير المهن الأخرى يقولون لى: «أعصابك من حديد».... والحقيقة أن صاحب الحق عادة لا تهتز أعصابه.... بل أعصابه من حديد.... صاحب الحق دائما كسبان.... إذا كان الحكم لصالحه خير وبركة ورجع الحق لصاحبه.... وإذا كان الحكم لغير صالحه فمازالت أبواب التصحيح مفتوحة.... وإذا أغلقت كل السبل يكون الخير أكبر وأكثر وأسرع.... في أوقات السحر «حسبي الله ونعم الوكيل» عدالة السماء ستنزل بما ما كنت تحلم به.... هذا عن تجربة.... أي مظلوم يرفع يديه وبقلب سليم مثل سيدنا إبراهيم.. هذا الدعاء يخترق السموات فورا.
«....»
الموضوع بسيط للغاية....
أنت تملك عقارا ما بالميراث.... أردت أن تبيع العقار.... تجد اعتراضات في الطريق.... لجأت للقضاء لتذليل هذه الاعتراضات.... تقضي ما هو أكثر من عشرين عاما في هذه الاعتراضات.... بعض واضعي اليد علي العقار أرادوا بيع العقار صدر حكم مستعجل من محكمة الأمور المستعجلة بعدم تكملة المزاد لأنه غير ملك لواضع اليد.... واضع اليد قرر بيع محتويات العقار بدون الأرض، محكمة الأمور المستعجلة رفضت لصاحب الأرض إتمام هذا المزاد أيضا لأن القانون يقول صاحب الأرض هو مالك ما عليه من منقولات.... لثالث مرة تم تأجير العقار لأحد البنوك القومية الكبيرة وكان هذا الموضوع سرا.... بعد فترة ظهرت لافتة للبنك فوق العقار فقررت المحاكم العادية إلغاء هذا العقد وتعويض أصحاب الأرض عن مدة الايجار نزلت لافتة البنك ولم يدفع واضع اليد التعويض حتى الآن.
اتصل صاحب الأرض بواضع اليد أكثر من مرة للاتفاق على هذه الأرض وأراضٍ أخرى لبيعها ويأخذ كل منا وجهات قومية أخرى لتقسيم الإيراد الكبير.. وافقت بل ورحبت بعض الجهات القومية بهذا الحل بل طلبوا من صاحب الأرض إقرارًا بهذا الاتفاق وكتب صاحب الأرض ما تريد بعض الهيئات دون جدوى.
يفاجأ صاحب الأرض منذ أسابيع بمن يهدم المبنى ويبيع دورًا كاملًا كان مليئا بآلات طباعة غالية جدا مع مئات من الأبواب الخشب والشبابيك والأسمنت والطوب السليم والسيراميك السليم وكذا الرخيم دون أى اتصال!!!
الموضوع بسيط للغاية كما ترون.. ولكن!!!