رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

وفاة النجم الشاب «هيثم أحمد زكى » المفاجئة أثارت تعاطف ملايين المصريين الذين توقفوا أمام جلال الموت وقدرية الفناء بنوع من الدهشة والتعاطف والتماس مع الفقيد وأيضاً مراجعة أهمية الأسرة والعائلة والأصدقاء والتواصل وأن الوحدة والفردية قد تكون أحد أسباب الرحيل عن الدنيا دون سابق إنذار ودون أن يترك المرء من يكمل مسيرته وعمله، وهذا ما صدرته لنا السينما الأمريكية والثقافة الغربية عن الاستقلالية وعن الفردية وعن كيف أن الشباب عليهم أن يستقلوا عن الأسرة وأن الموضة والتحضر فى أن يعيش الفتى أو الفتاة مع أصدقائه وإن ملك ما يكفى من المال يعيش من أجل ذاته وآماله مكتفياً بالنجاح وبالمال، وكم من الأفلام والأعمال الفنية الأمريكية خاصة قد روجت لهذا الفكر وإن كانت قصة «هيثم أحمد زكى » مختلفة إلى حد ما ولكنها متقاربة فى أن الإنسان هو من يختار كيف تكون حياته حتى ولو كان للقدر يد طولى فى تقديرها ....

ولذا فإن الفن والدراما يظلان قوى مؤثرة فى تشكيل السلوك والفكر والوجدان للعديد من البشر ومن يتابع عملاً مثل «عروس بيروت» الذى هو نسخة لبنانية معربة من مسلسل تركى «عروس أسطنبول» أنتج عام 2017 عن قصة لكاتبة تركية «جولسين بوداسوجلو» بعنوان «حياة دون» وقد حصل المسلسل التركى على جائزة «إيمى أورد» الأمريكية لأفضل وأكثر الأعمال التليفزيونية تأثيراً عام 2018، هذا المسلسل اللبنانى المستنسخ من عمل تركى يثير العجب والإعجاب فى آن واحد لأنه يقدم لنا فكرة وقصة معادة ومكررة عن السندريلا التى تقع فى غرام الأمير ابن العائلة الثرية وحين يتزوجان تبدأ صراعات الأسرة, التى تحكمها «ليله هانم»–«تقلا شمعون» بكل ما تحمله من عادات وتقاليد عائلة ضاهر وكيف لتلك المرأة الأم القوية العنيفة المتسلطة أن تبرر عبر القصة والحدوتة أنها تفعل كل هذا من أجل الأسرة وتماسكها وعدم تفكك الأبناء وابتعادهم وتفرقهم بعضهم عن بعض، وأن الفصول الأربعة من حب وغيرة وصراع وخوف تتمازج فى علاقات الأخوة الأربعة لأن لكل منهم شخصيته وتركيبته المختلفة عن الآخر ومع هذا فإنهم فى الأزمة وفى كل مشكلة يجتمعون سوياً لينسوا خلافاتهم...أنماط من الأبناء الأنانى «فارس» والغيور «خليل» والرومانسى «هادي» والمتهور «جاد» والزوجات «ثريا» الحالمة المثالية و«نايا» المتألقة الحقودة المتعالية وعلى ذات المنوال نجد أسرة الخدم الذين يظهرون فى قمة الأناقة والنظافة والاحترام كما لو كانوا جزءاً من نجوم المجتمع فى البيت العريق ... لم يتناول الحوار أى ألفاظ أو كلمات خارجة أو بذيئة أو سباب ولعان ولم يحتوٍ السيناريو على أى صور قبيحة أو مشاهد عنيفة من دماء أو بلطجة أو جنس أو ابتذال على الرغم من أن القصة بها اعتداء من قبل «جاد» على الخادمة الصغيرة ومن سادية واعوجاج سلوكى ونفسى «لآدم» الابن غير الشرعى لعائلة فوزى ضاهر ... وعلاقة قديمة بين «فارس» والطبيبة «رنا» أم ابنه الذى لم يكتب باسمه «أمير»... القصة قد تكون عادية لكن المتميز هو الحوار والسيناريو والإنتاج والشخصيات التى قدمت كنماذج نحبها أحياناً ونبغضها ونتعاطف معها أحياناً أخرى والجوهر هو الأسرة وأهميتها والعادات والتقاليد التى تمسك بالشخصيات حتى لا تفقد هويتها وتواجدها وقوتها .. ملابس وديكور وموسيقى وأداء كأننا نعيش فى لوحة فنية نظيفة متأنقة دوماً لا يشوبها أى خدش أو ذلل .. هكذا يقدمون الدراما والفن دون أن نعرف للأسرة توجهًا سياسيًا أو دينيًا أو فكريًا وإنما اهتمت الدراما بالأسرة وبالجمال والمبادئ حتى وإن بدت قسوة الست «ليلة» إلا أنها قسوة المحبة التى تضحى من أجل أسرتها وأولادها ..إنها «بيروت» بكل صراعاتها واختلاف أطيافها ستظل عروسة جميلة وتعود لبيتها الآمن .. من أجل الأسرة والعيلة علينا أن نتماسك ونقهر الفرقة والصراع...