عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

حقيرة.. فاشلة... سافلة...

انت حيوانة... حشرة... انت متطرفة...

راح تعفنى بالزنازين... كلام قاس جدًا أول مرة اسمعه بحياتى، وقالوا لى كمان انتم ديانات متطرفة، وسبوا الدين الاسلامى والمسيحى، وقالوا: انتم زبالة «كلام عنصرى جدا ومتطرف».

هذه الشتائم والاهانات والحقارات الثقيلة الموجعة كانت قد قيلت كلها وأكثر لتلك الشابة الفلسطينية الاردنية– كما روت لمحاميتها– انها الأسيرة المضربة عن الطعام «هبه البلدى» التى يشبه وجهها القمر، والتى مازالت فى بدايات العشرينيات من عمرها، وذلك ضمن سيناريو جديد ينضم لقائمة ممارسات التعذيب والانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان التى تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلية ليلا نهار، سرا جهارا بحق الاسيرات الفسطينيات فى زنازينها الراعية لكل اشكال العنصرية واللانسانية.

وتعالوا معى أرو لكم من أين بدأت القصة– لمن لم يتابعها– ففى يوم 20 اغسطس الماضى، وتحديدا عندما قررت الاسيرة الفلسطينية «هبه اللبدى» أخذ اجازة لمدة 5 ايام والذهاب لحضور حفل زفاف ابنة خالتها، برفقة كل من امها وخالتها، وهما فى الطريق– وتحديدا عند منطقة جسر النبى على الحدود الاردنية– استوقفتها سلطات الاحتلال الاسرائيلى وحدها، ثم نقلتها إلى قاعدة عسكرية، دون اى اسباب معلنة أو غير معلنة، ومنذ هذا التاريخ وحتى ذلك اليوم تقبع «هبه » التى اضربت عن الطعام منذ أكثر من شهر فى «الدامون» تحت مظلة سجون الاحتلال الصهيونى لاسباب مجهولة دون توجيه أى اتهام لها بأى شىء، ونقلت للمستشفى لسوء حالتها الصحية، الا ان أنهم اخرجوها دون مراعاة لظروفها الصحية، ويخضعونها لكل ما يمكن لكم أن تتخيلونه من ألوان الإهانة والتعذيب والايذاء المعنوى والمادى كما صرحت محاميتها ونشرته هيئة شئون الأسرى والمحررين.

ولعل سؤالى المر الذى يطرح نفسه الآن ويزيدنى من المرارة اضعافا هو : كم «هبة» تتعرض للايذاء الجسدى والنفسى وتشعر بالاذلال والمهانة فى السجون الاسرئيلية؟؟؟ كم «هبة» لا نعلم شيئا عنها؟ لانه لم تصل الينا معاناتها وآلامها واوجاعها التى تتكبدها فى زنازين ضيقة وسط الحشرات والنمل والصراصير؟؟؟ كم «هبة» مضربة عن الطعام وتعيش فى حالة خطيرة تصارع الموت ؟؟... كم.... وكم «امرأة تتألم»؟؟؟؟؟.

وكم أصبحت انا شديدة القلق بشأن اوضاع معظم المعتقلات من الفتيات والنساء العربيات والفلسطينيات الاسيرات فى الزنازين الصهيونية، فبحكم عملى اتابع باستمرار لعشرات من القصص الشبيهة، ولكن على ما يبدو أن مأساة «هبة» كانت

بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، ولذا اطالب بحكم الإنسانية اولا وعملى ثانيا– كما اطلب منكم أيضا أن تدعمونى فى هذا المطلب - باسم الإنسانية التى تجمعنا على سطح هذا الكوكب من المجتمع الدولى وبخاصة المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بضرورة وسرعة ارسال لجنة لتقصى الحقائق حول موضوع «هبة اللبدى» على وجه الخصوص، كما أناشد و اطالب بضرورة طرح ومناقشة والبحث فى قضية اوضاع الاسيرات والسجينات العربيات فى مناطق النزاعات والحروب، من اجل مكافحة كل اشكال العنف التى يتعرضن لها، وذلك على الساحات الحقوقية والمنصات الإعلامية، وذلك وفقا لقرار مجلس الامن رقم (1325) وكل القرارات اللاحقة والتى لها صلة بتلك القضية وخاصة قرار رقم (2493).

فهل تعلمون مثلا انه وخلال عام 2018م فقط كان قد تم اعتقال ما يقرب من 140 امرأة، وحوالى 1063 طفلا بحسب ارقام واحصاءات مركز المعلومات الفلسطينى الوطنى «وفا»!، ويذكر أن جميع من مروا بتجربة الاعتقال كانوا قد تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدى أو النفسى أو الايذاء والإهانة أمام جمهور أو أفراد من العائلة بشكل مسىء يمس الكرامة الإنسانية.

وللعلم ايضا فقد وصل عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة حتى نهاية عام 2018 (حسب «هيئة شؤون الأسرى والمحررين») 217 شهيدًا. وهناك 255 جثمانَ شهيدٍ فى الأسر فى مقابر الأرقام، عدد منهم فى الثلاجات ترفض سلطات الاحتلال تسليم جثامينهم لاهاليهم وذويهم.

ولحديثنا بقية