رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

كل عضو وفدى لا يقل عن رئيس الحزب فى حقوقه وواجباته.. من حق العضو الاتفاق أو الاختلاف مع رئيس الحزب.. شعار الوفد بالذات حرية وديمقراطية وليبرالية.. وضربت أمثلة كثيرة لعل أشهرها حكاية النقراشى باشا الذى قرر الذهاب إلى مجلس الأمن ليقدم طلبا بإجلاء القوات البريطانية عن مصر.

اعترض النحاس باشا لأن النقراشى باشا لا يمثل الشعب المصرى وخشى النحاس أن يتكرر ما حدث لسعد زغلول عندما عارض السامى البريطانى أن يتسلم الطلب من سعد لأن سعد لا يمثل الشعب وليس معه توكيل فقامت حكاية التوكيلات المشهورة.. ومع ذلك رفض معظم أعضاء الوفد قرار النحاس الذى سجله كتابة وقرر معظم الوفديين الوقوف مع النقراشى لأنها محاولة لا بأس بها ولماذا لا نحاول.. حتى البيان الذى كتبه النحاس وتم تعليقه فى النادى السعدى مزقه الأعضاء.. إلى هذا الحد كان أعضاء الوفد يؤيدون المحاولة.. ورئيس الوفد غير راض.. لا يهم موافقته.. وكم كنت أتمنى أن يكون لأعضاء الوفد موقف مماثل ضد مقتل ووأد قانون استقلال القضاء فى الدستور!!

من أعظم أعمال الوفد قانون استقلال القضاء الذى وضعه صبرى باشا أبوعلم فى حكومة الوفد 1942.. يا خسارة.. ولكن هذا لا يمنع من إعادة القانون وإدخاله الدستور.. ميزة الوفد هى الإصرار على الحق ولو طال الزمن.. سيعود قانون استقلال القضاء.. وأيضاً سيعود قانون الأزهر الذى ألغاه جمال عبدالناصر بقلم رصاص!! فوجئ عبدالناصر فى بداية حكمه أن هناك قانونا يحترم أول دار إسلام فى التاريخ يكون رئيس الأزهر لا يقل عن رئيس الفاتيكان.. يعامل معاملة الملوك والرؤساء خلال زياراته الخارجية.. ملك الدولة أو رئيسها يستقبله فى المطار وتكون مقابلاته مع الملك أو الرئيس فى الدول الخارجية.. وشيخ الأزهر غير قابل للعزل وفى البروتوكول هو الرجل الثانى بعد الملك أو الرئيس قبل رئيس الوزراء.. ومن الأحداث الطريفة القديمة كان الشيخ المراغى خفيف الظل له عبارة يكررها باستمرار لأى رئيس وزراء: خطوتين كمان وحياتك!! وكان يشير بيده لرئيس الوزراء لكى يتأخر خطوتين بينما كتف الشيخ المراغى فى كتف الملك «فاروق»!! ويضحك الجميع.

***

الخلاصة أن كل عضو فى الوفد له حرية الرأى حتى لو خالف رأيه رأى رئيس الوفد.

ومن حق رئيس الوفد أن يختلف فى الرأى مع رأى رئيس الدولة نحن فى دولة ديمقراطية إسلامية.

وقد حدث هذا بالفعل.. كان الملك فاروق يتمنى تقدم روميل قائد القوات الألمانية وكان ينتظر الاستيلاء على الإسكندرية ومنها إلى أسوان!!! وكان مصطفى النحاس قبل رئاسة الوزراء لعمل محدد وهو هزيمة وقهر روميل فى العلمين ولا يتقدم خطوة واحدة وتنتهى الحملة الألمانية فى العلمين ودفن جنودها هناك.. وهكذا كان الملك لا يعرف أن قوة أمريكية على أحدث طراز تنزل فى الساحل الشمالى قرب السلوم.. وكان النحاس يعلم بخطط الحلفاء قبل أن يتولى الوزارة رسميا!! وأنقذ النحاس مصر من احتلال ألمانى أبدى قاتل وأنقذ العالم كله من نظام ديكتاتورى لا يعترف بحقوق الإنسان!!

***

بقى أن أقول للمتبجحين: أصحاب السوابق لا يمكن أن يكونوا فوق القانون!! اللى اختشوا ماتوا!!