عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مراجعات

«إحنا آسفين.. سلام».. آخر كلمات الثنائي «الشهير» أحمد حسن وزوجته زينب، قبل إعلانهما اعتزال «السيوشيال ميديا»، بعد حالة من الجدل أثيرت مؤخرًا بدعوى «استغلال رضيعتهما في الترويج لمحتواهما، والتربح عبر إعلانات الإنترنت».

هذا الثنائي، تابعه ملايين المشاهدين على مدى أشهر، خصوصًا بعد كم البلاغات التي انهالت عليهما، تتهمهما بارتكاب أعمال فاضحة ونشر الفسق والفاحشة في المجتمع.

لقد أصبح حلم الثراء السهل والسريع يراود شريحة كبيرة من الشباب، الذين يبحثون عنه بأي وسيلة، حتى لو كان بعيدًا عن الأخلاق والمنطق، باتباع طريق «الفهلوة وتفتيح الدماغ» والابتزاز العاطفي!

منذ أسابيع حدثني أحد الأطفال «لم يتجاوز العاشرة من عمره» عن حلمه الذي يراوده منذ سنتين، وهو أن يكون «يوتيوبر» مشهور، من خلال نجاح قناته التي أنشأها على يوتيوب، وتحقيق حلمه بالوصول إلى نصف مليون مشترك!

في الحقيقة لم آخذ الكلام على محمل الجد، إلا أنني فوجئت بأن هذا الحلم يشترك فيه مئات الآلاف من الأطفال والشباب الصغير، خصوصًا بعد نجاح «فقاعات» تقدم محتوى «اللاحاجة» وتحقق نسب مشاهدة بالملايين.

إن «يوتيوب» منصة رائعة لعرض أي محتوى في أي مجال، وهو بالفعل الأكثر انتشارًا وسيطرة على المحتوى المرئي منذ سنوات، وسيستمر لأعوام مقبلة، إذا ما وضعنا بعين الاعتبار أن كثيرين يعتبرونه مشروعًا ربحيًا في الأساس.

لن نتحدث عن «يوتيوب» الذي يستقبل يوميًا ملايين الفيديوهات الجديدة، ومليارات المشاهدين من كافة أنحاء العالم، والإعلانات وأرباحها التي تخضع لعملية معقدة أشبه بالمزادات، أو مواصفات المشاهدين والمعلنين.. فقط نتحدث عن الـ«يوتيوبرز» وما يقدمونه من محتوى!

من خلال متابعاتنا لمحتوى كثير مما يُبث على «يوتيوب»، رصدنا مشكلة كبيرة أصابت العقل الجمعي للمجتمع، حيث تحول التفكير الطبيعي والمنطقي القائم على أسس النجاح المعروفة، إلى تفكير سطحي يعتمد على الجهل والسفسطة والابتذال.

لاحظنا أن كثيرًا مما يُقدَّم من محتوى، ليس سوى سباق على حصد أعداد المشتركين، من خلال «اللايك والشير وتفعيل زر الجرس»، حتى لو كان عن طريق الاجتزاء والسب والقذف، ونشر الجهل والفضائح بعناوين صفراء!

مؤخرًا تابعنا عملية تحول كبرى لصحفيين ورياضيين ومشاهير «متقاعدين» إلى إنشاء قنوات خاصة بهم على «يوتيوب»، كمصدر دخل يُدِرُّ ربحًا وفيرًا، ولضمان تسليط الأضواء عليهم وعدم ابتعادها عنهم!

الأمر أصبح فوضويًا، لا تحكمه ضوابط أو أخلاق، أو أعراف وتقاليد، حتى أصبح لكل مواطن تقريبًا قناة خاصة به على «يوتيوب»، ربما يصادف نجاحًا و«فرقعة»، لحصد الدولارات وتحقيق الثراء السريع.

كثيرون من «اليوتيوبرز» يتحدثون عن جهل فاضح، في الدين والسياسة والاقتصاد.. وكافة المجالات تقريبًا، المهم هو أن معيار النجاح مرهون لديهم بتحقيق أعلى نسب مشاهدة، وهنا نتساءل: هل يمكن أن نطبق ذلك على الفيديوهات الإباحية أو التي تحتوي على مشاهد قتل وعنف؟

الخطير في الأمر أن يكون أحد تداعياته خلق مجتمع متخلف، يعتاد شيئًا فشيئًا على المحتويات «السمجة» و«الرديئة»، ليصبح ما يراه أسلوب حياة، خصوصًا عندما نجد هؤلاء الأشخاص هم أصحاب القوى الناعمة ونجوم الصف الأول!

أخيرًا.. لا توجد جهة رصد معتبرة نستطيع من خلالها تقييم المحتوى، أو «تفاهة» اهتمامات جمهور «السوشيال ميديا»، الذي نعيد تذكيره بأن العشرات ممن تصدروا المشهد، وكانوا يومًا ما «التريند» الأول، أصبحوا في دائرة النسيان وخارج دائرة الضوء مع كل «تريند» جديد!

[email protected]