رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

 

 

 

 

أكبر حزب ديمقراطى ليس فى مصر بل أعتقد أنه لا يوجد حزب فى كل العالم يتمتع بالرأى والرأى الآخر.. وطول عمره يحترم الرأى الاخر.. أكثر من حزب الوفد.. نشأ الوفد باعتباره أنه ممثل لكل مصر ـ كل البلد ـ ليس له رأى واحد يتمسك به.. إذن من الطبيعى أن يكون هناك اختلاف فى الرأى وبصراحة وبطريقة علنية واضحة.. ليس لدينا ما نخفيه.

(.........)

مثلا.. عضو فى مجلس النواب يقترح قانونًا يحمى أسرار سراى الملك ولا تنشر أخبار فى الصحف أو غير الصحف إلا بموافقة كتابية من السراى.. هذا العضو وفدى مجلس النواب يسقط القانون بأغلبية وفدية ساحقة.. لم يفصل الحزب العضو فقد كانت له وجهة نظر خاصة بالخوف من ألا يوافق الملك على قانون إلغاء معاهدة 1936.. مجرد تفكير عضو.. وكان من الممكن أن يحجب مجلس النواب الوفدى القانون ولا يعلن عنه.. ولكن نحن ليس لدينا ما نخفيه!!

(.........)

كان المرحوم سيد جلال النائب الدائم عن دائرة باب الشعرية ـ قرر مصطفى موسى رئيس شباب الوفد أن يرشح نفسه ضد سيد جلال صديق حزب الوفد ولا يرشح أحدا ضده قط منذ سنوات طويلة.. حاول الحزب أن يتخلى مصطفى موسى عن فكرته بأن حزب الوفد إذا تم ترشيح (طوبة) ستفوز!! كان فوز موسى مستحيلا ومع ذلك فاز ضد رأى الوفد كله.. واحتفل الوفد بنجاح موسى ودعا سيد جلال الذى حضر الحفل.. ليس لدينا شيء نخفيه.

(.........)

قرر حسين أبوالفتح ترشيح نفسه عن دائرة شبرا.. وكان عبداللطيف المندرلى ابن الدائرة هو النائب الدائم. اشتكى المندرلى للنحاس باشا وكان رأى النحاس أن الوفد حزب ديمقراطى ينجح من تريده الدائرة.. ونجح أبوالفتح لأنه صاحب جريدة «المصرى» الوفدية.. وظل المندرلى وفديًا حتى وفاته!!.

(.........)

الوفد كتاب مفتوح يقرأه الجميع ليس لديه ما يخفيه.. وقلبه أبيض .. الكل أبناؤه لا نفرق بين أحد منهم.

الوفد حزب ليبرالى يرسخ قواعد الديمقراطية.. الوفد أسرة واحدة.. ولكنها أسرة ديمقراطية.. الابن يقول رأيه بصراحة للأب دون خوف ولا فى الخفاء.

أريد أن أروى لكم قصة لا يعلمها إلا المخضرمون أمثالى.. ولكنها قصة مشهورة جدًا جدًا لا أعتقد أن أيا من الكبار ينكرها أو يدعى نسيانها.

النقراشى باشا لأنه كان رئيس وزراء وقت اعلان وقيام حرب 15 مايو التى انشأت حاجة اسمها إسرائيل.. لذا حينما تولى رئاسة الوزارة مرة أخرى بعد ذلك قرر أن يرفع الأمر إلى مجلس الأمن.. معتمدًا على عواطف وضمائر العالم.. إبادة شعب مسالم حرق الأسرة بكاملها وحرق المنزل وذبح الأطفال.. الدنيا قامت ولم تقعد تأييدًا للنقراشى.. ووقف العرب بالذات وراءه ولكن النحاس باشا كان له رأى آخر.. مصر هى زعيمة الدول العربية داخل جامعة الدول ومنشئتها وتستضيفها ومصر هى التى حاربت فى 15 مايو.. و... و... لذا ناشد النحاس مجلس الأمن ألا يستمع لكل العرب من خلاله بعد الاتفاق مع كل العرب.. وطالب النحاس باشا بأن تكون مصر برئاسته هى التى تطالب الإبقاء على فلسطين.. وتم طبع البيان ولصقه على جدران  النادى السعدي!! اعضاء الوفد هم الذين مزقوا البيان وعقدوا اجتماعات يعارضون قرار النحاس.. كل المخضرمون أمثالى يعلمون ذلك بالتفاصيل.. وانتصر الشعب وقام النقراشى باشا بالمهمة والشعب كله وراءه.

(.........)

وهكذا..

وقف الوفد كله ضد رئيسه يومًا ما وما أدراك برئيسه. وقف الوفد ضد رئيسه لاختلاف وجهات نظر.. لا أكثر.. النحاس له وجهة نظر وطنية للغاية وكل الوفد له وجهة نظر يتفق مع حكاية وفدية قديمة قال المخضرمون: أتحالف مع الشيطان لأنقذ بلدى وقالها أيضًا تشرشل عند تحالفه مع ستالين.

ولكن.. أن تتم سرقة 92 مليون جنيه ويتعرض الوفد للإفلاس وغلق الباب ثم نقول له: اطلع برة!! لا ثم لا حتى آخر سطر فى آخر عدد لـ"الوفد".