عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

(٢)

كنت قد بدأت حديثى فى المقال السابق عن فيلم (الممر) الذى كلما جاء ذكره وجدتنى أتذكَّر على الفور تلك الجملة التى وردت على لسان الفنان العزيز والجميل (عم صلاح) صلاح عبد الله التى كان قد دوَّنها عبر حسابه على صفحات التواصل الاجتماعي؛ حينما كتب «خدوا ولادكم وروحوا فيلم الممر».

ولعلى كنت قد تطرقت إلى ربط حديثى عن الفيلم بفكرة أو مقولة «الجمهور عاوز كدة» التى أرى أنها قد أضرَّت بالذوق العام وأفسدته أكثر بكثير مما أمتعته، هذا إن كانت قد فعلت شيئًا من المتعة فى الأساس!

ولا أريد أن أكرر كلامًا معظمه رائع– وربما أكثر- كان قد ورد ضمن أسطر العديد من الزملاء الأعزاء، سواء حول سياق أحداث الفيلم، أو الأداء التمثيلى للفنانين، أو حتى تقييم العمل بشكل عام، سواء بالإشادة أو بالنقد الفنى البنَّاء، أو.. ولكن لعلى وددت أن أشير أو أركز على نقطة  كانت قد لفتت نظرى بشكل شخصى، وبدت لى مهمة، ألا وهى أن فيلم الممر كان قد أقر واقعًا جديدًا فى لحظة فنية حرجة ومهمة جدًّا من عمر السينما المصرية، لا بل والقوَى الناعمة بشكل عام.. لحظة شاهدنا فيها جميعًا انحدارا لعب بعواطفنا ولهوا بعقولنا قد جاء مصاحبا لمعظم الأعمال الفنية المقدمة بكل أسف، وربما كان مفاد هذا الواقع الذى أقره الفيلم الجديد هو ما سيتطابق مع الآية الكريمة من كتاب الله عز وجل التى تقول: «أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فَى الْأَرْضِ» صدق الله العظيم.

حيث إن الحسبة التجارية الشائعة كانت تقوم على الجمع ما بين عدة عناصر تهبط بالوجدان ما بين أغنية يطلقون عليها شعبية أو مهرجانات تسعى إلى الترقيص وحركات النسانيس، وراقصة غير مصرية كموضة جديدة يروجون بها لشباك التذاكر، وبطل بلطجى غالبًا يعيش حياته على الفتونة وكسر القانون، يشاركه البطولة عدد من الشخصيات  السلبية الانعدامية المهزومة، وبشكل خاص على المستويات الأخلاقية، ويتم وضع ذلك فى سياق قصة هزلية مع حوار سطحى تافه فى أفضل الأحوال،  أو مزعج للأذن وبذيء فى الأسوَأ،  من خلال مشاهد تشعر بأنها نوع من التلوث البصرى أحيانًا!

ويحزننى كثيرًا ذلك الشعور بأن الفن بات طريقة أو وسيلة جهنمية فى تشكيل الأجيال وفى تربيتها أو إتلافها وغسل مخها، بدلًا من أن يسهم  فى إحياء الأمم، وربما بعثها من جديد، تراه بتلك الطريقة يقتلها ويدمر حضارتها.

لذا فقد أثلج صدرى كثيرًا، وأراح بالى فى تلك الجزئية فيلم الممر بما أتى  به من فكر مختلف حيث كسر تلك القواعد التجارية البائسة التى وضعها الجهلاء من الدخلاء على الفن، ممكن يسعون فقط إلى حصد الشهرة والأموال، فجاء الممر بصيد ثمين فى منطقة كم نحن فى أشد الحاجة للصيد فيها! ألا وهى: إعادة بثت (الروح الوطنية).

والأجمل منها روح الامل وعدم اليأس والاستسلام فى لحظة كانت حاسمة وحيوية جدا من تاريخ مصر استطعنا فيها تحويل الهزيمة فى حرب الاستنزاف إلى نصر عظيم فى أكتوبر.