رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

وجيه أباظة.. يعتبر أحد أهم محافظي مصر في تاريخها.. ما ان تولي محافظة البحيرة وعاصمتها دمنهور حتي قرر بناء أوبرا بكل مواصفات الأوبرات  العالمية وضمها إلي البروتوكول العالمي  الذي يضم كل أوبرات العالم- وبني في نفس الوقت استاداً ضخماً يليق باسم دمنهور..  ولم يزر مصر فريق كرة أجنبي إلا  ولعب في استاد دمنهور ضد منتخب من الأهلي  والزمالك... ثم أقام مباريات بين الأهلي  والزمالك في الأعياد المختلفة وما أكثرها... بل أقام مباراة يشترك فيها استانلي ماتيوز خلال زيارته  لمصر ولعب ماتيوز شوطاً  مع الأهلي  وشوطاً مع الزمالك.

وكان  وجيه أباظة يفتخر بأنه جمع تكاليف بناء الاستاد من الإيرادات الضخمة لهذه المباريات...  وذات مرة...  ونحن ندخل جماعة في الاستاد ومعنا وجيه أباظة لاحظنا جميعاً أن مدرجات الثالثة ذات التذكرة بخمسة وعشرين قرشاً مملوءة علي الآخر... والثانية عشرات فقط والمقصورة مع الدرجة الأولي فارغة تماماً!... قال محمد لطيف بخفة ظله لوجيه أباظة وهو يشير بأصبعه إلي مدرجات الدرجة الثالثة:

ـ دول اللي دفعوا الإيرادات الخيالية يا سيادة  المحافظ!

فقال أباظة:

ـ لا.. مش دول اللي دفعوا الإيرادات الخيالية.. اللي دفعوا الإيرادات الخيالية دول «وأشار بأصبعه إلي المقصورة والدرجة الأولي»

فصاح لطيف: فين دول؟ المقصورة فاضية خالص؟

ورد المحافظ: إذا حضروا تبقي مصيبة! دول هم أعيان المحافظة اللي  بيدفعوا ثمن تذاكر من نوع تاني خالص! تذاكر اسمها إعانات!

وضحكنا جميعاً...

أكتب هذا بمناسبة البطولة الإفريقية القادمة... أصبحت هذه البطولات تدر أموالاً ومكاسب كثيرة بجوار التذاكر...  وقد اشتركت في تنظيم كل بطولات مصر عدا آخر بطولتين.. نعم مكاسب البطولات تختلف من بطولة لأخري، وأذكر ان أقل بطولة أرباحاً من كل الوجوه بطولة العالم لكرة اليد 1999 في  مجمع الصالات.. وكان هذا بسبب بعض خلافات داخل اللجنة المنظمةـ وهذا موضوع آخر.

...

حكاية جانبية.. في تلك الأيام

كانت مصر تعاني من  نقص شديد في الأسمنت والحديد  وربما كان هذا هو سبب قرار خروشوف ببناء هذين المصنعين الكبيرين...  كان الأسمنت بالذات غير موجود وإذا وجدته تجد أسعاراً خرافية... كان حمدي عاشور محافظاً للقاهرة في هذه الأثناء فذهب إلي عبدالناصر وطلب منه أن يتوسط له عند خروشوف ليشتري سفينة كاملة من الأسمنت السوفييتي الرائع وفي نفس الوقت رخيص جداً.. علم بذلك وجيه أباظة فذهب إلي حمدي عاشور وطلب منه ثلث السفينة من أجل دمنهور «الاستاد والأوبرا» فرفض حمدي عاشور... اشتكي أباظة حمدي عاشور لعبدالحكيم عامر فهناك صداقة تربط الثلاثة، دون جدوي.

تمر الأيام... وتصل سفينة الأسمنت وتفرغ حمولتها في 42 سيارة نقل كبيرة... كان مقرراً أن يتم تخزين السيارات في جراج ما في الاسكندرية.. كان حمدي عاشور قد أرسل رجالاً إلي الاسكندرية لتخليص السيارات من الجمارك وأيضاً أجرة السائقين والشيالين... اتصل حمدي عاشور برجاله بالإسكندرية  وعلم منهم أن الشحنة وصلت وتم وضعها في السيارات وكل شيء تمام... سافر حمدي عاشور ورجاله في اليوم التالي إلي الإسكندرية وذهبوا إلي الجراج  فلم يجدوا السيارات! بحثوا عن السائقين فلم يجدوهم!...  اهتمت مصر كلها بداية من جمال عبدالناصر بهذه السرقة العلنية؟!... وسرقة ماذا؟ سرقة 12 سيارة نقل كبيرة واختفاء  12 سائقاً و12 شيالاً من بيوتهم وغير بيوتهم، يأمر عبدالناصر بأن تشترك المباحث فى كل مصر وأيضاً المخابرات العامة دون جدوي.... بعد أسبوع كانت مصر كلها في حالة غير عادية... في هذا اليوم بالذات... فوجئ عبدالناصر بوجيه أباظة يدخل مكتبه في قصر القبة ويسأله:

عن ماذا تبحثون؟

ـ أنت عاوز إيه؟ «عبدالناصر غير مهتم؟»

ـ مش عاوز حاجة أنتم اللي عاوزين؟

ـ مش فاضي لك... أقعد دلوقتي

ـ اتضح شيء مهم جداً جداً لابد تعرفه...

ـ كل المباحث وكل المخابرات أغبياء ابحثوا في كل مصر عن الأسمنت ولم يفكر واحد في أن الأسمنت كله بالسيارات والسائقين عندي.

قيل إن عبدالناصر ظل يضحك دقائق طويلة  وهو يقول «يخرب عقلك يا وجيه»... الموضوع له بقية طويلة كفاية كده النهاردة!