عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بين السطور

 

 

للرحيل آداب أولها حفظ الأسرار.. أما ما شاهدناه من تبادل إفشاء الأسرار والتراشق بالاتهامات بين أحد المطربين وطليقتاه على مدى الأيام الماضية والتى وصلت أن اتهمته إحداهن بالشروع فى قتلها فهو أمر يثير الدهشة. من خلال حواراتهم فى أحد البرامج يمعن فى إفشاء أسرار ضيوفه، وظل هؤلاء يتبادلون الاتهامات فيما بينهم، على مدى عدة أيام.. هو أمر يندى له الجبين بل وضد الأعراف والأديان، ويعمل على تلويث المجتمع وهدم للكيان الأسرى.

إن ما رأيناه وسمعناه بين أطراف الحوار الغث لا يمت للفن ولا للذوق العام بأية صلة. ولا أدرى لماذا تقدم هذه النوعية الحوارية الهدامة على الشاشة الصغيرة التى تخترق بيوتنا. لتضيف لعالم الجريمة وخراب البيوت طرق أخرى للكيد والإجرام، إن ما احتواه الحوار وما تضمنه كان غمزًا ولمزًا واتهامات متبادلة، أهذا.. فن أو إعلام، إن مثل هذه الأمور والخلافات والمشاكل الأسرية مجالها ساحات القضاء عندما يفشل المحيطون بأطراف الخلاف فى إيجاد حلول أو إنهائها. أما أن تعرض عياناً بياناً على كل الدنيا فهذا شىء خارج أطر المجتمع وثوابت الدين، إن جميع الأديان السماوية حرصت على حفظ وكتمان أسرار تلك الحياة، وعدم الحديث عنها من أى منهما فى مجالسهما الخاصة أو بين أصدقائهما، حتى لا تتخذ وسيلة من جانب البعض ممن يضمرون الشر للزوجين، أو ممن فى قلوبهم مرض لزرع الخلاف، وهدم القيم، لقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن إفشاء أسرار الحياة الزوجية وعدها من أعظم الخيانة يوم القيامة, نظرًا لما وردت فيها من آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة أجمعت على تحريمها وبيان خطورتها. فعن أبى سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): إِنَّ مِنْ أعظم الأَمَانَةِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إلى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِى إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا. ونظراً لأن لكل حياة زوجية أسرارها فنجد أن العديد من الأزواج يقع فى ذلك الأمر، وبالأخص الزوجات، فبدون قصد منهن، أثناء جلساتهن مع بعض أصدقائهن، وما يتم بها من حكايات عن كل شىء متعلق بأمورهن النسائية، يتمثل ذلك فى إفشائهن لأدق الأسرار الزوجية الخاصة والتى يجب ألا تخرج عن حجرة نومهن، والكثيرات يقعن فى هذا الخطأ دون أن يعلمن جرم هذا الفعل وما يمكن أن يترتب عليه.. إن لبيوت البيت والعلاقة بين الأزواج لها أسرارها، وأشدّها أسرار الفراش، فقد نهى عليه السلام نهيًا جازمًا عن مثل هذا العمل، فإفشاء الأسرار الزوجية يضعف الثقة ويشحن النفوس بالكراهية ويجعل ركائز الحياة الزوجية هشة وضعيفة، ومن ثم يتصيد كل طرف أخطاء الطرف الآخر، ويشعر الطرف الآخر أن شريكه قد خلع عنه ستره، بدلاً من أن يكون ستره وغطاءه فالطلاق شرعه الله، وإذا كان الطلاق حدث لوجود بعض الأخطاء فى الزوج أو الزوجة أو لوجود مشكلات أدت إلى صعوبة استمرار الحياة، فهذا لا يعنى القدح فى الزوج أو ذم الزوجة وكشف أسرار الحياة الزوجية من أى طرف تجاه الآخر، إننا فى هذه الأيام فى أشد الحاجة إلى التماسك بين أفراد المجتمع وعدم إفشاء الأسرار أو بث الشائعات التى من شأنها أن تؤثر تأثيراً سلبياً على المجتمع. ولتتعلم ضبط اللسان؛ لأن فلتة لسان قد تورد المهالك. وأطالب بأن تكون هناك رقابة أولاً بأول على مثل هذه البرامج التى تذيع أسرار البيوت، واتقوا الله فى المجتمع.