عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

أبشركم بصوت جديد ساحر فى سماء الشعر العربى اسمه فخرى رطروط.

 هو شاعر فلسطينى من جيل الوسط، هاجر إلى نيكاراغو سنة 2000 واستقر هناك ليبث إبداعاته العربية التى تستحق المتابعة والاحتفاء.

 قال لى الشاعر فى محاورة عبر السوشيال ميديا «لا خوف على الشعر العربي، لأنه يطور نفسه بنفسه، وسيظل ما دامت الحياة باقية. الشعر يطوِّر اللغة وليس العكس.»

منذ سنوات وهجرة الشعر واضحة فى العالم العربي، نحو الرواية والقصة حينًا، ونحو الأدب الساخر حينًا آخر، لكن رطروط يرى أن السلطة فى البلاد العربية هى التى لعبت الدور الأكبر فى تقزيم الشعر لأنها لا تحب الشعراء، فالشعر تمرد فى حد ذاته.

اسمتعت بدواوينه « البطريق فى صيف حار» و«جنة المرتزقة» و« صنع فى الجحيم» ومن بينها نقرأ النص التالى :

« لماذا خلق الله الفئران والشعراء؟ /هل هناك أبشع من مؤخِّرة قرد ووجه جورج بوش؟ /لماذا يخيَّل لى بأن البشر صُنعوا من فولاذ؟ ماذا يحلُّ بالأسرى فى حروب ممالك النمل ضد بعضها؟ /لماذا لا تكتب اﻷقدام مذكراتها؟ /لماذا فقط أحصنة وفيلة على رقعة الشطرنج. ماذا عن اﻹبل والبغال والثيران؟ / من حكم على العقل بالسجن المؤبد داخل الجمجمة؟ /لماذا تموت كلُّ اﻷشياء التى ألمسها؟ /متى سيتوقَّف مولانا الرومى عن الدوران والرقص؟ /لماذا لا تستخدم الفهود مزيل العرق؟ متى سأعثر على قطٍّ نباتي؟ /هل يمكن تسمية المرأة بفرن اللذة؟ /دانتى فى أى طبقة من الجحيم يقبع؟ /هل حقًّا يفتخر البغل بخاله الحصان؟ /كم عمر السماء؟ /من يؤرِّخ لمعارك الذباب؟»

فى نيكاراغو اطلع رطروط على تجارب شعرية مختلفة، تعرف على عدد كبير من الشعراء، تواصل مع المطر والغابات والبراكين، شعر بالاختلاف عن مدينة ميلاده (الزرقاء) حيث الصحراء الموحشة، والماء الذى يأتى مرة فى الأسبوع، ومصفاة البترول وثكنات الجيش القريبة والمقابر المحيطة والسجن الكبير القائم.

 فى منفاه الاختيارى وجد نفسه بين محيطين وغابات وبجانب بحيرة عظيمة وتحت أمطار استوائية عنيفة، وبركان يبعد عن بيته ١٤ كلم فقط. مدينة تخلو من العمارات والأبراج، لا جدران بين البيوت، تحيط بها حقول قصب السكر والذرة.

يقول فى قصيدة واصفا بلاده التى هاجر منها :« من أى البلاد أنت؟/ من البلاد التى فيها آلهة بعدد البشر/ من البلاد التى يخاف فيها الناس فتح نوافذهم / من البلاد التى تخلو مقابرها من الورود/من البلاد التى يأتيها الموت من أسفلها وأعلاها/ من البلاد التى تكدس اﻹسلحة لقتل مواطنيها/ من البلاد التى لا تعرف معنى كلمة طابور/ من البلاد التى تمر غيمة فى سمائها صدفة/ من البلاد التى كل كلابها تعرج ﻷن الصغار غاضبون ويقذفونها بالحجارة/ من البلاد التى لون سمائها أصفر/ من البلاد التى لا تعرف البحر/ من البلاد التى تخلت فيها السماء عنها/ من البلاد التى لا يجرؤ أحد فيها على الحلم/من الشرق يا سيدى حيث لا تجرؤ شمس على الشروق.»

كلماته قاسية لكنها جميلة، تؤكد أن الإبداع لا ينضب.

والله أعلم.

[email protected]