عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بين السطور

 

 

أصبح حال ما يعرض على الشاشة الصغيرة بصفة عامة لا يسر الناظرين ولا يمت من قريب أو من بعيد لبناء المجتمع بل يساهم فى هدم أشياء كثيرة فيه، فما بالنا بما يعرض عليها فى رمضان فتجد أنه الأسوأ فبعيداً عن النقد أو المواربة لتلك الأعمال، فلن أتطرق لتقنية أى عمل أو فريقه سواء برامج استضافات أو مقالب أو مسلسلات مما يتم عرضهم من خلال الشاشة الصغيرة، لكننى فى تلك الزاوية أقول إن ما يعرض بصفة عامة لا يمت لشهر رمضان وروحانياته بصلة ولا لمجتمعنا الشرقى ولا لأخلاقياته، ولا يليق بمكانة مصرالفنية مطلقاً فعندما تفتح التليفزيون تثار أعصابك من صراخات شديدة لا تتوقف عمداً فى رمضان لتهرع لقناة أخرى فتجد نفس الفزع والصراخ وكأن الضيف يحتضر فتجد أنها برامج مقالب أمطرتها الشاشة على المشاهدين أثناء الإفطار لتشق تلك الروحانيات التى عليها المشاهد فى هذا الشهر الفضيل.

فعندما تجد مسئول أحد برامج المقالب يؤكد فى حوار له أن التفجيرات فى برنامجه حقيقية والكلام حول أنها خدعة وليست حقيقة كلام ليس منطقيًا. ليؤكد أنه أراد بذلك أن يصدقه الضيوف وأن يقتنع الجمهور بان النجوم فى حالة من الرعب والخوف. إذن إنه يضيف إلينا حالات من هلع الإرهاب الحقيقى ليعيد لأذهاننا أحداث إرهاب السنوات السوداء الماضية التى كنا نعيشها، إذن إن تلك البرامج المقلبية ما هى إلا امتداد نفسى لتلك العمليات التى تلعب على أعصاب المشاهد الذى يحاول التقاط أنفاسه من جراء العمليات التخريبية التى ارتكبها إرهابيون حقيقيون، فماذا أضافوا لنا أو أفادونا، وعندما تجد بطل مسلسل ذهب لأستاذ جامعة ومسح به الأرض واتهمه بالتلاعب فى درجات حبيبته ويقوله بالحرف أنا عارف ألاعيبك فأين هيبة استاذ الجامعة الذى يعلم أجيالا. سوف تقول هناك بعض القضايا مثل هذا فأرد على من يقول ذلك بان ما يحدث ليس مدعاة لأن نلوث صورة نبراس العلم وتلوكه الألسن فى أعمال بهذا المنظر، إن التناول الفنى بهذا الشكل ليس له علاقة بالإبداع بل تعليم البلطجة. كذلك تجد فى عمل آخر على غرار Baionic Wonan. ان الابنة تتعامل مع العالم الخفى من وراء والدها تنفيذا لاوامر من يعلمها هذا الخرق اللاإنسانى والخارق للطبيعة والعقل، كذلك يغلب على معظم ما يتم مشاهدته ظهور البطل شبه عار بعضلات لا أدرى متى ربّاها وأصبح بطلًا بهذا المنظر ويخرج حاملا سلاحا ليطيح ويخيف الناس طبقا لسيناريو ممجوج كأن الدنيا اصبحت غابة واصبح حال ماتضمنه تلك الاعمال مابين القتل والتهديد ومافيا مخدرات وانتحار وشنق والسوبر وعصابات خطف الاطفال وغير ذلك، وفى كل هذا قاسم مشترك وهو الصراخ والإرهاب وأمام هذا غابت تمامًا الأعمال التاريخية والدينية عن الساحة بعد أن كانت ركنًا أساسيًا فى دراما رمضان لأعوام طوال. تعطينا معلومات عن الدين واحكامه والانبياء وبطولات الصحابة وغير ذلك من تعاليم ديننا الحنيف فأين الفن الآن من هذه الأعمال السابقة الرائعة والهادفة أين المعايير الإعلامية المفترض تطبيقها على الأعمال الفنية بصفة عامة طوال العام، وليس رمضان فقط، للحفاظ على ثوابت المجتمع، الأخلاقية، ومتى نرى الالتزام، بالمعايير المهنية والآداب العامة، واحترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع وتقديم أعمال تحتوى على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام وتظهر مواطن الجمال فى المجتمع. متى تختفى الدراما السوداء التى تحمل الإثارة الجنسية سواء كانت قولًا أو تجسيداً، وتجنب مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات. متى تختفى مشاهد إظهار البلطجى القاتل والذى يروع الحارة والشارع فى تلك الأعمال على انه أسطورة والواد الفت التى تقع فى حبه طوابير النساء، إن مكانة مصر التاريخية والحضارية والسياسية يا سادة لا تليق بها مثل هذه النوعية من الأعمال، وتحتاج إلى أعمال تنير العقول. وليس هذه الأعمال والأفعال.