رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى فيلم «الزمار» كان العم صلاح متعه الله بالصحة والعافية يقوم بتصوير مشاهده مع عبقرى عصره وفلتة زمانه نور الشريف، ولأن عاطف الطيب أحد العباقرة الذين حملوا راية العون وانتظرنا فجراً جديداً على أيديهم هو ورضوان الكاشف أقول.. كان عاطف المصرى على المعجون بتراب مصر فى قراها وصحاريها ونجوعها وكفورها، لم يكن من هؤلاء الذين يتركون أية تفاصيل مهما كانت صغيرة وأتذكر أن أحد الممثلين كما كان السعدنى يطلق عليهم «السكلية» كان يقوم بدور ثانوى.. ولكنه من خلال هذا الدور الصغير كان يقوم بعملية حذق وكأنه جاموسة تعانى من ألم الوضع، فإذا خرج الكلام من فمه تشعر أنه أخرج شيء مجلعص لا علاقة له باللكنة الصعيدى وأول جملة قالها فى دوره «السلامووو عاااليكوم ورااحمتوو الله ووبر كااااتو».

ولم يفتح عاطف الطيب فمه بكلمة واحدة واكتفى بأن صور المشهد.. ثم مضى الجميع وسط أهالى قرية فى صعيد مصر.. ومر عاطف بمجموعة أصدقاء يقومون بعمل الشاى على قوالح الدرة، حيث يغلى الماء فى براد صاج تحول الى قطعة سوداء لا تستطيع أن تفرق بينه وبين الفحم.. فألقى عاطف الطيب السلام عليهم.. وجاءه الرد بمنتهى السلاسة والبساطة.. وعليكو السلام ورحمة الله... لم يعوج أحداً من هؤلاء الصعايدة لسانه ولم يضغط على الحروف، لم يقم بعملية حذق تشعر أن الدم سوف يفط من العروق والأوردة أو أن صاحبها سوف يرد السلام ثم يتجه الى أقرب رعاية مركزة.. نظر عاطف الطيب الى الممثل إياه وقال: إحنا ح نعرف أكتر من الصعايدة.. أهه السلام أهه.. سهل وبسيط وشبه السلام بتاعنا بالضبط، ساعتها حدث للممثل العتال إياه نفس رد الفعل، فقد انتفخت أوداجه وكادت الدماء تخرج من وجهه من شدة الكسوف، تذكرت عاطف الطيب بالخير وأنا أشاهد أخونا أحمد السقا وهو يقوم بعملية ولادة متعثرة وشعرت أنه فى حاجة الى عملية قيصرية لنجاح هذا الدور الذى لعبه وهو لم يخلق له.. والحق أقول إن أحمد السقا فقد الشىء الكثير من مرونته وبريقه بحكم السنين بالطبع، وبفضل ظهور نجوم آخرين سحبوا البساط وسرقوا العيون.. عيون الجمهور وعيون النقاد وعيون المنتجين والمخرجين وعلى رأس هؤلاء بالطبع  محمد رمضان صاحب الظاهرة التى احتارت الأقلام فى وصفها.. ما علينا أعود إلى العزيز أحمد السقا وأقول انتظرنا عودتك إلى الشاشة الكبيرة أو الصغيرة.. ولكنك اخترت العودة إلى الصغيرة.. ومع شديد الأسف لم يكن العود أحمد ولا سقا، ما شاهدته هو أداء كانت المبالغة هى عنوانه الأوحد، وكأنك دخلت فى سباق على «الأفورة» مع ملكة الأفورة مى عزالدين.. وبالطبع هذا الوضع لا يليق بتاريخ جميل يجره خلفه أحمد السقا.. الذى بات عليه أن يتوقف مع النفس ويراجع تداعيات هذا العمل وذلك الأداء ويبحث فيما هو قادم من أعمال عن أساس فنى وهو «الورق» الذى يعيد الثقة من خلاله إلى جمهور عريض.. أنتظر معه أحمد السقا.. ولكن النتائج جاءت على عكس ما تمنى محبو هذا الفنان الجميل.. وبمناسبة الأعمال الرمضانية التى عادت كما كانت فى الكم وليس فى الجودة أقول استطاع الولد على ربيع.. أن يرسم البهجة على وجوه عشاق فنه وهم لا حدود لهم على الرغم من وجود بعض المعارضين وهو أمر محمود.. وبالطبع مأساة على ربيع والجيل الذى ينتمى إليه.. إنه جيل خرج إلى النور دون أن يجد مرشدا ولا هاديا له.. وأول هام لكى تصنع جيلا جديدا.. أن يصحب الممثل الجديد.. مخرج جديد صاحب رؤية ومؤلف جديد صاحب تجربة وعلى علاقة الشارع المصرى وبلغة الحوارى والأزقة الأحياء الشعبية، وعلى دراية بالتغييرات الرهيبة التى حدثت فى هذا المجتمع والتطورات التى جرت له ولو صادف جيل على ربيع بهجت قمر جديد، ربما أصبح لدينا نجوما جدد فى قامة النجوم الذين ظهروا فى سبعينيات القرن الماضى، وكان لهم حظ وفير فوجدوا بهجت قمر وعلى سالم وألفريد فرج ونعمان عاشور ووجدوا أيضا ناس تؤمن بالمسرح وبرسالته وبالضحك وأهميته.. وعلى رأس هؤلاء المنتج والمؤلف الراحل الكبير سمير خفاجى، أما إذا فقد هذا الجيل وجود المؤلف والمخرج والمنتج فسوف تذهب كل طاقاته الكوميدية وابداعاته أدراج الرياح وسيكون أشبه بمن يصطاد العصافير بمدافع  الهاون، وهو تبديد للطاقة وتدمير للموهبة أسأل الله ان ينجو منها على ربيع وحمدى الميرغنى، وأعتقد انه لا ثالث لهما حيث إن المسافات بعيدة جدا بينهما وبين بقية أفراد الجيل الذى ظهر الى جانبهما من خلال أشرف عبدالباقى صاحب الفضل فى إلقاء الضوء على هؤلاء المضحكين الجدد.

وبالطبع لا أستطيع الحكم على أعمال رمضان بأكملها من أول أسبوع.. ولكن هناك مسلسلات تستحق المشاهدة وهناك ممثلون سوف نفرد لهم الصفحات لأنهم أثبتوا أن هناك عمالقة جددا على الطريق منهم الولد الذى يرتفع الى الأعلى  بحسابات دقيقة للعناية محمد ممدوح الذى يترك مساحة من الإبهار فى نفوسنا فى كل من يشارك فيه، وهو يمتلك الآن رصيداً يتراكم ويزداد ولا ينقص منه على الاطلاق، وان كنت أتمنى لبعض زملائه أن ننشئ فى وزارة  الداخلية قسماً لبوليس التمثيل يقوم بتعقب هؤلاء المدعين أو هؤلاء الذين ينغصون علينا ليالى الشهر الكريم وأحمد الله لعدم وجد النبوى وأكرم حسنى وأسأل المولى عز وجل أن يكون صاحب البهجة والوكيل الحصرى لإسعاد المصريين والعرب عادل إمام على رأس الموجودين فى القادم من رمضان.. وأدعو الى القبض على المدعو جلال باعتباره يبيع لنا بضاعة مغشوشة هو وكل من يشاركه هذه التمثيلية السخيفة المكررة.

وكل رمضان وحضراتكم بخير وسعادة.