عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

 

 

معذرة.. فى الأسبوع الماضى فى نفس هذا المكان لم أتصور أن الأيام جرت بهذه السرعة وانتهت فترة مجلس إدارة نقابة الصحفيين.. والانتخابات على الأبواب.. ثم اتضح أننى «مش فى البلد».. فعلاً.. هناك انتخابات فى الشهر القادم «مارس» والترشيحات بدأت وبكثرة.. تصوروا!! «أحد عشر» عضواً رشح نفسه نقيباً!! وهو رقم غريب!! على نقابة الصحفيين بالذات بل وعلى أى نقابة أخرى.. لا أذكر وقد عاشرت هذه الانتخابات على مدى سبعين عامًا لا أذكر أن زاد عدد المرشحين لمنصب النقيب على اثنين فقط وفى مرات قليلة جدًا لا تزيد على ثلاث مرات كان عدد المرشحين ثلاثة.. وذات مرة كان عدد المرشحين واحداً!! كان واحدًا هو صلاح سالم.. هذا إذا استثنينا خفيف الظل كما نسميه «النقيب الدائم» خليل طاهر الذى رفع قضية يطالب الدولة بدفع ثمن «العتبة الخضراء» لأنها ملك أسرته!! عن «محمد باشا طاهر» خال الملكة فريدة.. كان يرشح نفسه فى كل انتخابات ويسقط بجدارة.. كان يأخذ من الأصوات اثنين أو ثلاثة أصوات على الأكثر.. انتخابات وحيدة لم يرشح نفسه فيها؛ لكى يفوز صلاح سالم بالتزكية!! قال له أصدقاؤه: «لقد فاتتك فرصة العمر.. هذه الانتخابات بالذات هى التى كنت ستحصل فيها على أكبر عدد من الأصوات»!!

<>

لم ينجح قط أى نقيب للصحفيين بالتزكية.. كانت الفرصة الوحيدة هى أول انتخابات بعد صدور القرار الملكى بإنشاء النقابة.. وكان مقر النقابة شقة فى عمارة الإيموبليا اشتراها محمود أبوالفتح حينما أراد النقراشى باشا رئيس الوزراء عرقلة القرار الملكى فقرر تأجيل افتتاح النقابة إلى أن تجد لنفسها مقراً.. لا نقابة بلا مقر!! فاشترى أبوالفتح الشقة فى اليوم نفسه.. رشح محمود أبوالفتح نفسه نقيباً.. ودون أن يعلم رشح سليم باشا تكلا صاحب الأهرام نفسه أيضاً.. يوم الانتخابات فوجئ سليم باشا بترشيح أبوالفتح، فقرر سليم باشا الغاء ترشيحه لينجح أبوالفتح بالتزكية لأنه هو صاحب الفضل فى إنشاء النقابة وتطوع بثمن الشقة وأثاثها!! ووقف محمود أبوالفتح ليعلن انسحاب ترشيحه هو الآخر لأنه أول عمل له بالصحافة كان فى جريدة سليم تكلا الذى تعلم الكثير على يديه هو الأحق بمنصب النقيب.. هنا وقف فكرى باشا أباظة وكان مقرر النقابة بإجماع الأصوات وصاح وهو يقف فوق الكرسى: الجمعية العمومية من حقها أن تختار أحد القطبين الكريمين، فكلاهما أحق بالمنصب والكلمة الأخيرة للجمعية العمومية هى التى تختار.. وصفق الجميع وأجريت الانتخابات ونجح محمود أبوالفتح، ثم صاح فكرى باشا مرة ثانية من فوق الكرسى:

- لا تتحركوا.. هناك شىء مهم جداً.. وأمسك ورقة انتخابات وقال إنها ورقة أبوالفتح يعطى صوته سليم باشا يكتب هو الأحق.. ثم يمسك أخرى ويقول إن سليم باشا يعطى صوته لأبوالفتح ويقول هو الأحق.. ويصيح فكرى باشا: هذه هى أخلاقنا نحن قادة الرأى العام وأرجو أن تستمر!!

<>

فهل استمرت هذه الأخلاقيات فى انتخابات الصحافة؟!!

هناك «ظاهرة» كانت واضحة فى هذه الانتخابات.. مرشح الدولة عادة لا ينجح.. عاصرت انتخابين عن قرب فى هذا الخصوص..

بعد انقلاب مارس 1954.. تحيا الدكتاتورية وتسقط الديمقراطية المظاهرات التى مولها عبدالناصر التى كتب تفاصيلها خالد محيى الدين فى كتابه الوحيد «الآن أتكلم» فقد كانت هذه جلسة يحضرها خالد محيى الدين واعترف فيها عبدالناصر بأنه دفع 40 ألف جنيه لتمويل هذه المظاهرات!! ثم مصادرة جريدة «المصرى».. فى هذا الجو جرت الانتخابات بين جلال الحمامصى رجل الثورة الذى ملأ الصحف مقالات وأعمدة تؤيد عبدالناصر.. فى الوقت نفسه كان حسين فهمى أحد أقرب الصحفيين لعبدالناصر قبل هيكل قد اشترى بعد أن باع عزبة أمه، اشترى 11 شارع الصحافة دار إدجار جلال لكى تصدر منها جريدة «الجمهورية» فى بداية صدورها.. ثم اختلف حسين فهمى مع عبدالناصر الذى رفض كل مقترحات فهمى لكى تمر هذه الفترة على خير!! وأصبح حسين فهمى أكبر أعداء عبدالناصر فرشحه بعض زملائه نقيبًا ضد الحمامصى.. حسين فهمى لم يرشح نفسه ولم يترك شقته الفاخرة التى تطل على حديقة الحيوان وعلى النيل وكوبرى الجامعة فى الوقت نفسه!! ومع ذلك اكتسح حسين فهمى الانتخابات وسقط سقوطاً مهيناً الحمامصى.

<>

الانتخابات الثانية فى بداية حكم السادات الذى كان أقرب الصحفيين له موسى صبرى وكان السادات يعادى هيكل الذى رشح على حمدى الجمال، رئيس تحرير الأهرام، ضد موسى صبرى.. كانت معركة شرسة بحق ولكن أيضًا نجح الجمالى وسقط موسى صبرى.

لماذا؟.. أجب أنت عن السؤال.